قال عدنان الصباح المفكر والكاتب السياسي الفلسطيني، أن زيارة أنطونيو جوتيرش لمعبر رفح، أمس السبت، هي ليست أكثر من محاولة للدفاع عن الذات؛ لأن جوتيرش ليس مواطنًا عاديًا، بل سكرتير عام الأمم المتحدة، وهو المسئول الفعلي عن تطبيق القانون الدولي، والقانون الإنساني الدولي، ومن المفترض أن لا يقبل أن يكون مجرد شاهد زور على جرائم إسرائيل، وزيارته لمعبر رفح، بمثابة زيارته مقبرة متوفي؛ لقراءة الفاتحة على روحه والعودة، وبالتالي المطلوب من جوتيرش أن يعلن رسميا أنه غير قادر على فعل ذلك أو أن يقدم استقالته ويعود إلى بيته أكثر احترامًا لذاته، أما أن يكون دور سكرتير عام الأمم المتحدة هو رفع الحرج والموافقه على القيام بدور شاهد زور والبقاء في منصبه فهذا غير مقبول منه على الإطلاق.
وأضاف في تصريح خاص لـ«دار المعارف»: لكن هذا لا يمنع أن لزيارته أهمية، وتكمن فيه انتباه العالم؛ ليفيق للكارثة التي تحدث في قطاع غزة، أن يأتي شخص بأهمية جوتيرش وثقله السياسي إلى معبر رفح؛ ليلقي كلمته ويتحدث عن أهمية وقف إطلاق النار، هذا ليس حدثًا عاديًا، بل له أهمية وقيمة، ويمكن أن يبنى عليه، لكن أيضًا لا يبني عليه بالأقوال فقط، وإنما بالفعل، والأفعال ليست بالضرورة أن يذهب أحد ليقاتل بجانب غزة، لكن لا بد أن تقف الأمم المتحدة والعالم أجمع أمام التزامتها، وأنظمتها وقوانينها ومواثيقها، وتدافع وتقف في وجه جريمة تحدث في حق شعب أعزل.
وتابع: الذي يجري على أرض غزة لا يمت المنطق أو الواقع بصلة، ولا يجوز أن يبقى العالم في ممارسة دور الأحاديث ردًا على مقتل حقيقي يجري على شعب بأسره وإبادة جماعية وعلانية بالبث المباشر، والعالم بأكمله يشاهد هذه الجرائم ولا يقوم بأي شئ على الإطلاق سوي أنه يواصل بدور المقوله هناك ما يكتب وغيره يردد الشعارات، ويناشد المجتمع الدولي وكأنه منفضل عن هذا المجتمع الدولي، إذا كان سكرتير عام الأمم المتحدة يناشد فمن الذي سيفعل؟.. من الذي سيخطو خطوةً واحدة حقيقة على الأرض؟.. إذا كان كل العالم يناشد العالم.. فمن الذي سيحمي أهل غزة وأطفال غزة ونساء غزة من الموت؟