خبير آثار: اكتشاف دهشور يؤكد أن قدماء المصريين بناة حضارتهم بأنفسهم

خبير آثار: اكتشاف دهشور يؤكد أن قدماء المصريين بناة حضارتهم بأنفسهممنطقة دهشور الأثرية

ثقافة وفنون25-3-2024 | 15:31

نجحت البعثة الأثرية المصرية الألمانية التابعة للمعهد الألماني للآثار، برئاسة الدكتور ستيفان زايدلماير في الكشف عن مصطبة تعود إلى عصر الدولة القديمة، وذلك أثناء أعمالها بـ منطقة دهشور الأثرية.

وأشار الدكتور ستيفان زايدلماير مدير المعهد الألماني للآثار السابق ورئيس البعثة، أن المصطبة مبنية من الطوب اللبن وتخص شخص يدعي "سنب-نب- أف" وزوجته إيدوت، ويعود تاريخها إلى نهاية الأسرة الخامسة وبداية الأسرة السادسة (حوالي 2300 قبل الميلاد)، لافتا إلى أنه من خلال نقوش المقبرة تبين أن صاحبها شغل عدة مناصب في القصر الملكي في إدارة المستأجرين (خنتيو-شي)، كما حملت زوجته ألقاب كاهنة حتحور، وسيدة الجميز.

وعن أهمية هذا الكشف يشير خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية إلى أنه يرد على دعاوى مشاركة بني إسرائيل في بناء الحضارة المصرية على أساس براعتهم في البناء ب الطوب اللبن كما يدعي بعض الباحثين.

ويرصد الدكتور "ريحان" براعة المصري القديم في البناء ب الطوب اللبن من خلال دراسة أثرية جديدة للباحث علي محمد أحمد علي الباحث الآثاري بكلية الآثار جامعة جنوب الوادي تحت عنوان "عمارة الطوب اللبن في مصر القديمة".

وتشير الدراسة إلى أن المصري القديم عرف البناء ب الطوب اللبن منذ عصر الأسرة الأولى اعتبارًا من سقارة ونقادة ومقابر أبيدوس وفي سقارة نرى هندسة معمارية متطورة للغاية تستخدم في البناء المقابر والمصاطب من الطوب اللبن بنفس نبوغه في البناء بالأحجار وشيد مسكنه من الطين وشيدت أيضا قصور العظماء من الطوب اللبن كما شيدت البنية الفوقية لمقابر عصور بداية الأسرات من الطين كما هو الحال بمقابر سقارة بالرغم من كل هذا التقدم في عمارة الأحجار الإ أن المصري القديم لم يفشل في الهندسة المعمارية في بناء الطوب فلقد أستخدم الطوب اللبن أيضًا في العمارة المحلية والدينية والجنائزية لذا يمكننا القول بأن هندسة الاستيطان في مصر القديمة لعبت دورًا مهمًا وعمليًا للغاية.

وينوه الدكتور "ريحان" إلى أن استخدام الطوب اللبن أسهل وأقل تكلفة من البناء بالحجر لأنه يمثل إنتاج محلي حيث كان يُصنع من طمي النيل، وتكونت المدينة من عدة مستوطنات يحيط بها سور ضخم من الطوب اللبن، وكان تربطهم عادات مثل الزواج والحرب والعلاقات التجارية، وكان للمدينة سيطرة سياسية علي المناطق الريفية علي المناطق المجاورة وأن سبب قلة اكتشاف المستوطنات المصرية القديمة ب الطوب اللبن إلى أن المدن كانت تتطور في الأزمنة المتأخرة (الألفية الرابعة قبل الميلاد) ومن المحتمل أن تكون هذه "البلدان" عبارة عن مراكز عبادة متطورة بها معابد أو مزارات ومستوطنات ومواد عضوية والتي يصعب اكتشافها من الناحية الأثرية حتى الآن ولكن تم اكتشاف أفضل البقايا المحفوظة في موقع هيراكونبوليس (الكوم الأحمر).

ويشير الدكتور "ريحان" من خلال الدراسة إلى منازل الطبقات الوسطى من الطوب اللبن وكانت تحتوي على عدة غرف وكان بعضها مرتفعًا مكونًا من طابقين أو ثلاثة وفناء المنزل الذي استخدم للعمل في الهواء الطلق وللحيوانات، كذلك تم استخدام الجزء السفلي من المنزل للتخزين وكانت الغرف العلوية هي أماكن للمعيشة، وكان الباب يقع فوق مستوى سطح الأرض متجنبًا الغبار المستمر الذي يدخل إلى أماكن المعيشة، غالبًا ما كان السقف يحتوي على ملجأ خفيف للظل، وكانت هذه المنطقة تستخدم غالبًا للنوم أثناء الطقس الحار.

وينوه الدكتور "ريحان" إلى طريقة عمل الطوب اللبن حيث كان العمال يجمعون الرمال وطمي النيل وماء وقليل من القش يتم تخليط تلك المواد مع بعضها البعض ويقوم العمال بقطع تلك المواد المختلطة علي هيئة قوالب وتجفف تحت حرارة الشمس وكان أحيانا يتم إضافة بعض من الرمال والتربة الصحراوية المختلطة بالحصى وعرف مصطلح الطوب اللبن بمعنى "adobe" وتأتي هذه الكلمة من الهيروغليفية المصرية dbt، وتعني لبنة وكان "أدوبي" هو أقدم مواد البناء التي تستخدمها البشرية.

ويتابع الدكتور "ريحان" أن عالم الآثار البريطاني “بتري” اكتشف مدينة نقادة الأولى حيث شيدت المباني من الطوب بقياس 29 × 11 .5 × 7.5 سم أما في ابيدوس والمحاسنة فلقد أستخدم المصريين القدماء طوبًا يبلغ طوله أكثر من 70سم ومن أجل تدعيم البناء استخدم المصري القديم بعض من المواد كحشوات بين مداميك الطوب اللبن مثل الأخشاب والقش أو حزم من القصب في تدعيم سقف بعض المباني واستخدمت العواض الخشبية بشكل أكبر في العمارة كما استخدم الطوب اللبن أيضًا في بناء أسوار المدن مثل مدينة الكاب ونخن ومازال السور الضخم الذي يحيط بالمدينة موجودًا حتي الأن أمّا في مقابر سقارة خلال فترة ما قبل الأسرات فكانت المقابر تأخد أيضًا الشكل المستطيلي تبطن جوانبها من الطوب اللبن.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2