انفراجة فى الأسعار

انفراجة فى الأسعاربهاء زيتون

الرأى26-3-2024 | 14:48

بوادر تحسن اقتصادى بدأت تظهر "اليومين دول" فى انفراجة فى أسعار بعض السلع وانخفاضها بعد موجة الغلاء المتلاحقة.. وإن كانت ليس انخفاضًا كبيرًا فى الأسعار أو بالشكل المطلوب إلا أنها خطوة على الطريق للسيطرة على الارتفاعات الجنونية للأسعار.. فأول الغيث قطرة.

وهى تؤكد نجاح حزمة السياسات الاقتصادية، التى اتخذتها الحكومة مؤخرًا ومنها صفقة "رأس الحكمة" التى ضخت مليارات الدولارات فى خزانة الدولة وتحرير سعر الصرف.. وكذلك تسهيل الإفراج عن شحنات الغذاء بالجمارك وزيادة تحويلات المصريين بالخارج، إضافة إلى سيطرة الحكومة على السوق السوداء لبيع وشراء الدولار، مما كان له أكبر الأثر فى تراجع أسعار بعض السلع مؤخرًا وعلى رأسها الأجهزة الكهربائية.. وإن لم يكن انخفاضًا بالشكل المطلوب إلا أنها البداية.. كما أدت إلى انخفاض سعر طن الدقيق 3 آلاف و500 جنيه حيث انخفض من 23 ألفا و500 جنيه إلى 20 ألف فقط، وذلك وفقا لما قاله لى أحد أصحاب المخابز مما كان فى بعض الأماكن له الأثر فى عودة "الرغيف" لحجمه الطبيعى، كما أدت أيضا إلى انخفاض أسعار اللحوم من 500 و550 جنيها للكيلو إلى 350 جنيها بانخفاض وصل لقرابة 150 و200 جنيه.. وانخفاض أسعار الزيوت والأرز وكذلك سعر جرام الذهب (عيار 21) حوالى 130 جنيها والجنيه الذهب 1040 جنيها وغيرها.

ومن المتوقع خلال الأيام القليلة القادمة الإفراج عن باقى شحنات الغذاء بالجمارك.. مما يتوقع أن يحدث تراجعًا آخر فى الأسعار.. "يا مسهل".

والحقيقة أنها خطوة موفقة من الحكومة وجاءت فى التوقيت المناسب وهو شهر رمضان، الذى يعد شهر "أكل وشرب" ويزيد فيه الطلب على المواد الغذائية.. ولولاها لزادت الأسعار أضعافا.

والتخوف الوحيد، الذى يأتى على ألسنة الكثيرين بأن هذه الانخفاضات فى الأسعار قد تكون "وقتية".. تنتهى بانتهاء شهر رمضان
أو عيد الفطر المبارك.

لذا فإن الأمر يتطلب أن تكون هناك رؤية اقتصادية مستقبلية من الحكومة حتى لا ترتفع الأسعار مرة أخرى بانتهاء المسببات.. بالعمل على التوسع فى جذب الاستثمارات الأجنبية على غرار صفقة "رأس الحكمة" وكذلك بالتوسع فى الإنتاج المحلى للتقليل من الاستيراد، فإهمالنا للإنتاج والاعتماد على الاستيراد كان من أكبر الأخطاء، التى أدت إلى استنزاف العملة الصعبة.. لذا المطلوب فى الفترة القادمة خفض الاستيراد وإعادة تشغيل المصانع، التى توقفت وجذب الاستثمارات الأجنبية.. وهما خطوتان ضروريتان فى الأيام القادمة حتى لا تعاود الأسعار ارتفاعاتها.. ونعود لنقطة "الصفر" مرة أخرى وتبقى كما يقول المثل الشعبى "ياريتك يا أبو زيد ما غزيت".

أضف تعليق