كشفت تقارير صادرة عن وسائل إعلام عالمية مدعومة بتوقعات محللين مختصين عن توقعات باستمرار ارتفاع أسعار النفط العالمية خلال الفترة المقبلة، وعلى مدار الربع الثاني من العام الجاري 2024، بعد أن سجلت أداء قوياً خلال الربع الأول من العام، نتيجة لاستمرار ذات العوامل وتداعيات الأحداث التي دفعت الأسعار للارتفاع منذ بداية العام الحالي.
ورصدت التقارير العديد من العوامل التي من شأنها الدفع نحو استمرار الارتفاع في أسعار النفط، ويتصدر هذه العوامل الهجمات الأوكرانية على مصافي النفط الروسية التي أدت إلى تعطيل 11% من القدرة الإنتاجية لروسيا، وتمديد دول «أوبك +» للتخفيض الطوعي للإنتاج، والتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وتقلص عدد منصات التنقيب عن النفط الأمريكي .
وكشفت التقارير أن هذه المستجدات تعكر صفو أسواق الطاقة العالمية وتثير مخاوف واشنطن والعواصم الغربية، نظرا لمخاطر هذه الزيادة في الأسعار على الاقتصاد الأمريكي واقتصاد أوروبا وغالبية اقتصادات دول العالم، لافتة إلى أن المخاوف تتزايد لدى الإدارة الأمريكية نتيجة لانعكاسات ذلك على ارتفاع معدلات التضخم في عالم الانتخابات، مما دفع بالولايات المتحدة الأمريكية بالضغط على أوكرانيا لوقف الهجمات على مصافي النفط الروسية والتلويح بوقف الدعم الأمريكي حال استمرار كييف في عدم الاستجابة للمطلب الأمريكي بوقف الهجمات، يأتي ذلك بالتزامن ببذل المزيد من الجهود لرفع الحظر عن الدول النفطية الخاضعة للعقوبات لمواجهة كافة التداعيات.
أشارت آخر البيانات إلى أن العقود الآجلة لخام برنت ارتفعت بمقدار 52 سنتا أو 0.61% لتصل إلى 85.35 دولار للبرميل، وزادت العقود الآجلة للخام الأمريكى 53 سنتا أو 0.53% لتصل إلى 81.16 دولار للبرميل.
ذكرت وكالة «بلومبرج» العالمية أن النفط يقترب من تحقيق ما يسمى «التقاطع الذهبي» فى الوقت الحالى، وهو مؤشر تقنيى يشير إلى مزيد من ارتفاع أسعار النفط فى آخر مرتين ظهر فيهما.
وأشارت بلومبرج إلى أن المؤشرات الفنية لا تؤثر على كل المتعاملين فى السوق بالطبع، إلا أنها تمثل جزءًا من حديث السوق الأوسع نطاقاً.
ويشير التقاطع الذهبى إلى تجاوز متوسط تحرك سعر النفط خلال 50 يوم تداول لمتوسط تحركه خلال الـ 200 يوم تداول الأخيرة.
وبحسب «بلومبرج» فى الوقت الحالى يبلغ هذا الفارق بمقدار 70 سنتاً للبرميل وكانت المرة الأخيرة التى حدث فيها هذا التقاطع لخام برنت القياسى للنفط العالمى فى أغسطس الماضي، وسبق ارتفاع الأسعار بنحو 2 دولار من سعر 100 دولار للبرميل خلال شهر، لافتة إلى أن المرة السابقة التى حدث فيها هذا التقاطع الذهبى فى 2020، وتلاها ارتفاع مستمر لفترة طويلة فى الأسعار.
وأشارت وكالة «بلومبرج» العالمية إلى أن ارتفاع خام برنت بنسبة 12% منذ بداية العام قد يعنى أن التقاطع الذهبى يبشر بمزيد من المكاسب ل أسعار النفط خلال الربع الثانى من العام الحالى.
وأوضحت «بلومبرج» أن أسعار النفط ارتفعت فى التعاملات الآسيوية المبكرة، خلال الأيام الأخيرة بفعل مخاوف من شح الإمدادات العالمية، نتيجة لتداعيات التوترات الجيوسياسية فى منطقة فى الشرق الأوسط، والحرب بين روسيا وأوكرانيا، بالتزامن مع فرض ضغوط تصاعدية على الأسعار نتيجة لتقلص عدد منصات التنقيب عن النفط الأمريكية إلى.
ووفقا لما أوردته «بلومبرج» أوضح «هيرويوكى كيكوكاوا»، رئيس وحدة «إن.إس.تريدنج» التابعة لشركة نيسان للأوراق المالية، أن تصاعد التوتر الجيوسياسى فى العديد من بؤر الصراع حول العالم، بالإضافة إلى زيادة الهجمات على منشآت الطاقة فى روسيا باستهداف مصافى النفط وتداعيات التوترات الجيوسياسية فى الشرق نتيجة لتبعات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أثار المخاوف بشأن إمدادات النفط العالمية، لافتا إلى أن انخفاض عدد منصات الحفر الأمريكية، زاد أيضا المخاوف بشأن شح الإمدادات.
وأوضحت شبكة «بلومبرج» وفقا لبيانات شركة خدمات الطاقة «بيكر هيوز» أن انخفاض عدد منصات النفط الأمريكية بمقدار منصة واحدة إلى 509 خلال الأيام الأخيرة، يشير إلى انخفاض الإمدادات فى المستقبل.
وينضم ديفيد زيبونكا، كبير مديرى المحافظ بمؤسسة «Canoe Financial»، إلى قائمة محللين شبكة بلومبرج بشأن توقع استمرار ارتفاع أسعار النفط، مشيرًا إلى أنهم يخفضون من عمليات للتكرير، ويبحثون عن مرشحين لعمليات الاندماج والاستحواذ مستقبلا لمواجهة التداعيات.
واقترح «مارتين راتس»، المحلل لدى مورجان ستانلي، أن أسعار النفط يمكن أن تظل مرتفعة مع اقتراب فصل الصيف، وتكهن فى برنامج «Squawk Box Europe» على قناة «CNBC» الأمريكية الذى أذيع مؤخرا بأن الصيف «قد يكون أكثر صرامة مما يتوقعه الناس» ويرجع ذلك جزئيًا إلى دول «أوبك +»، التى تممد التخفيض الطوعى للإنتاج وانخفاض المخزونات.
وأشارت القناة الأمريكية إلى أن مخزونات البنزين الأمريكية انخفضت خلال الأسابيع الأخيرة، إلى 234.1 مليون برميل فى 8 مارس، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة.
وأشار المحللون أيضًا إلى أن الصراع الأخير فى البحر الأحمر والحرب وتداعيات الصراع الفلسطينى الإسرائيلى فى غزة يؤدى إلى استمرار فى دفع أسعار النفط إلى الارتفاع، فى حين أن الهجمات الأوكرانية الأخيرة على مصافى النفط الروسية ألقت أيضًا كرة منحنية فى سوق الطاقة الدولية.
اقرأ باقي التقرير فى العدد الجديد من مجلة أكتوبر، اضغط هنا