خشدقدم الأحمدى.. حكاية قصر مملوكى تحول إلى جامع للصلاة

خشدقدم الأحمدى.. حكاية قصر مملوكى تحول إلى جامع للصلاةخشقدم الأحمدى

ثقافة وفنون1-4-2024 | 08:59

بالقرب من جامعى «الرفاعي» و «السلطان حسن» وبحارة «درب الحُصر» بحى الخليفة، يقع جامع الأمير «خُشقَدم الظاهرى الأحمدي»، أحد مماليك السلطان «أبو النصر سيف الدين قايتباى المحمودي»، السلطان السابع عشر من سلاطين دولة المماليك البرجية، وكان الجامع فى بداية الأمر إحدى قاعات قصر الأمير «سيف الدين طاش تيمور العلائى الدوادار»، وذلك فى زمن السلطان «الأشرف شعبان».
يصف «على بن داود الصيرفى» فى موسوعة «نُزهة النفوس والأبدان فى تواريخ الزمان» الأمير «طاش تيمور العلائى» قائلًا: بأنه كان من أهل الخير والدين ومحبًّا للعلماء والصُلحاء، كما كان مجلسه مشحونا بالفوائد والمحاسن، ولا يمضى عليه وقت إلا وهو مستغرق فى علم ينظر فيه أو كتاب يُطالعه، وقد سكن الأمير «طاش تيمور» هذا القصر حتى خرج منه منفيًا إلى «القدس» عام 787هـ - 1385م بعدما غضب عليه السلطان الظاهر «برقوق» حيث ظل بها حتى وفاته.

ويذكر النسابة د. حسن قاسم فى كتاب «مزارات مصر الإسلامية»، أنه بعد الأمير «طاش تيمور العلائى» تنافس أمراء المماليك على السكن فى القصر فتتابعوا الواحد تلو الآخر حتى وصلت للسلطان «المؤيد أحمد ط» ابن السلطان «الأشرف إينال» والذى خُلع بعد قُرابة الأربعة أشهر من جلوسه على عرش السلطنة المصرية، ثم تداولت القصر أيادى الأمراء حتى وصلت إلى الأمير «خُشقَدم الأحمدي» فاستخدمها قصرا للسكن حتى عام 891 هـ - 1486 م، وقام بإضافة محراب من الجص إلى جانب منبر من الخشب «المنجور» الفاخر وذلك بالقاعة الشرقية، ثم بنى مئذنة رشيقة مزخرفة لتتحول إلى جامع و مدرسة يُصلى فيه المسلمون الجمعة، و كان السبب فى ذلك -حسب عدد من المؤرخين - أنه لما كثُر الناس بالشكل الذى جعل الجوامع غير قادرة على استيعاب المصلين فى صلاة الجمعة، أُذن بإقامة صلاة الجمعة فى بعض العمائر الدينية الأخرى مثل مساجد الصلوات الخمس والزوايا والمدارس والخانقاوات وبعض قاعات الدور التى يرغب أصحابها فى تحويلها إلى مساجد جامعة.

ويذكر «محمد بن إياس الحنفي» فى كتاب «بدائع الزهور فى وقائع الدهور» أنه فى شهر رمضان من عام 891هـ كانت أول الخُطب بمدرسة «الصاحب «خُشقَدم الزمام» والتى أنشأها بخط «الرملة»، وقد جاءت من محاسن المبانى حيث كان أصلها قاعه فصنع بها محرابًا و اتخذها مدرسة وخُطِب فيها.

و سُمى الأمير «خُشقَدم» بالـ «الأحمدي» نسبة لتاجر العبيد الذى أحضره إلى مصر وباعه إلى السلطان «الظاهر جقمق» ويُدعى «أحمد»، وقد كان الأمير «خُشقَدم» مُربيًا لابن السلطان «الظاهر جقمق»، ولكن بعد وفاته انتقل لخدمة السلطان «سيف الدين قايتباي» الذى أغدق عليه بالمناصب ففى عام 891هـ ولاه رئاسة نوبة السقاه ثم «زمامًا» أى موكل بأمور الحريم وأخيرًا «خازندار» لمصر والشام، ويذكر المؤرخون مثل «شمس الدين السخاوي» فى كتابه «الضوء اللامع فى أعلام القرن التاسع» أن «خُشقَدم» كان يتلو القرآن و يصلى بالليل وله بعض الأوردة التى كان يداوم على ذكرها، وقد غضب عليه السلطان «سيف الدين قايتباي» فأمر بالقبض عليه وضربه ثم أمر بنفيه إلى «سواكن» فى السودان حيث وافته المنية هناك فى شوال من عام 894هـ.

ومن خلال الحارات الصغيرة المتداخلة يمكنك الوصول إلى جامع «خُشقدم الأحمدي» وهو جامع صغير الحجم بالمقارنة لمئذنته الضخمة رائعة الجمال والتى سقط الجزء العلوى منها، حيث أوردت موسوعة «مزارات مصر الإسلامية» صورة للمئذنة كاملة وذلك من دفاتر لجنة حفظ الآثارالعربية.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2