التريند الحقيقي

التريند الحقيقيسعيد صلاح

الرأى13-4-2024 | 15:00

آفة حارتنا النسيان كما يقال.. وآفة الكثير منا هذه الأيام، خلط الأمور وتعميم الخاص وتخصيص العام، وإعطاء الأمور أكبر من حجمها وأكثر مما تستحق، سعيا وراء مكاسب وهمية وتريندات إن صح التعبير.

وفى واقعة صديقنا « كزبرة » الذى أصبح تريند لأنه تم تكريمه فى الجامعة البريطانية بمصر، تتحقق هذه الآفة ربما حرفيا.. «آفة الخلط» والتشويه وتكبير ما هو صغير والتقيل مما على شأنه وعظم قدره ونجح وأنجز، فقد حدث هجوم على الجامعة البريطانية بعدما تم تكريم الممثل المغمور "كزبرة" على أحد مسارحها، وكثر الحديث عن هذه الجامعة التى تكرم شخص لا يعرفه أحد ولا يمتلك أدنى مقومات التكريم.

لذلك كان لا بد من التوقف عند هذه التفاصيل حتى لا يختلط الحابل بالنابل كما يقال، فالتكريم تم فى الجامعة وليس من قبل الجامعة، بمعنى أن اتحاد الطلاب وهو كيان له استقلاليته وكينونته التى تحرص إدارة الجامعة عليها، دعى أبطال" فيلم الحريفة " لتكريمهم كمجموعة من الشباب نجحوا فى تجربتهم السينمائية وقد كان من بين فريق عمل الفيلم صديقنا « كزبرة »، وتم تكريمه والتقطت الصور التذكارية له ولكل زملائه فى الفيلم ولكن التريند اصطاد صورة كزبرة وجعل منها «علكة» يلوكها محترفو العالم الافتراضى لمكاسب لا تقل خطور عن مكاسب «الدخان الأزرق».

إذن الثابت والواضح أن التكريم لم يكن من إدارة الجامعة وبشكل رسمى منها - دون التقليل أو التسطيح من قيمة ومجهود أى انسان على الأرض ما دام شريفا - فإن الجامعة تعلم وتضع معايرا لتكريماتها وللشخصيات التى تختارها لهذا التكريم وحسبما سمعت شخصيا من د. محمد لطفى رئيس الجامعة فإن الجامعة تحرص كل الحرص على أن تخلق وتنمى وتعزز قيمة القدوة لدى أبنائها الطلاب وأيضا لدى كل المجتمع الذى تعمل فى محيطه.

وللحقيقة، الأمر ليس فى سياق الدفاع عن جامعة أو عن شحص، بقدر ما هو سعى لمواجهة ومحاربة هذه الآفة التى كادت تأكل قيما كثيرة فى حياتنا «آفة الخلط»، فأى واحد فينا يستطيع بكبسة «رز» أن يحصل على فيض معلومات عن الجامعة البريطانية وماذا تفعل وكيف تعمل باستراتيجية تعليمية عالية الجودة والدقة، منذ نشأتها وتأسيسها على يد الراحل محمد فريد خميس، وحتى تولى إدارتها مؤخرا المصرى حتى النخاع د. محمد لطفى أستاذ تدويل التعليم المعروف عالميا والمقدر تقديرا كبيرا فى كبرى جامعات العالم.

هذه الجامعة كرمت عظماء ورموز مصر فى مجالات عديدة وقدمت فى الفترة الأخير نموذجا لربط الاستراتيجية التعليمية بأهداف التنمية المستدامة، وتقوم وبشكل عملى ناجح بالمشاركة فى فعاليات محلية ودولية محققة نجاحات يجب أن تكون هى « التريند الحقيقى » إن أردنا أن نصع ترندا، فعلى سبيل المثال قدمت الجامعة نموذج لمحاكاة كوب 27 فاقت به جامعات كثيرة بل وهيئات ودولا وطلب منها أن تسهم بشكل دورى بهذا النموذج باستمرار حاملة اسم مصر فى كل المحافل الدولية فيما يتعلق بالنشاط فى هذا المجال كما أنها كانت من أوائل الجامعات التى أبرمت بروتوكولات مع المشروع القومى «حياة كريمة» لربط طلابها بواقعهم ومجتمعهم وتسير قوافل طبية وتقيم دورات تدريبة من أجل تطوير مهارات من يقومون بالعمل ضمن هذا المشروع بل وتقدم عددا كبيرا من طلابها متطوعين فى إعداد القوافل التى تذهب الى غزة وتعمل بصور مختلفة على إحياء الشعور والانتماء الوطنى لدى ابنائها نحو بلدهم وعروبتهم، لذلك يعد من الظلم أن يكون هناك "تريند كزبرة "ولا يكون هناك ترند نموذج المحاكاة أو ترند حياة كريمة أو تريند تكريم د. مجدى يعقوب أو تريند د. عليّ الدين هلال فى 60 سنة سياسة وغيرها من التريندات التى يجب أن تكون تريند حقيقيا وليس ترند مزيفا يهدر قيما وحقوقا لا يجب أن تهدر.

أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2