سلطت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، اليوم الأحد، على إطلاق إيران موجة مكونة من أكثر من 300 طائرة بدون طيار وصواريخ كروز وصواريخ باليستية باتجاه إسرائيل ، مؤكدة أن هذا الهجوم أدى إلى اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين البلدين وزيادة مخاطر نشوب حرب إقليمية أوسع.

وأوضحت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني - أن إيران و إسرائيل كانتا في حرب ظل لعقود من الزمن، لكن المواجهة العسكرية المباشرة كانت نادرة، وهذه هي المرة الأولى التي تهاجم فيها إيران إسرائيل بشكل مباشر من الأراضي الإيرانية.

ورأت الصحيفة أن هجوم أمس – الذي قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه شارك فيه أيضًا وكلاء إيرانيون يعملون في اليمن وسوريا والعراق – يمكن أن يؤدي إلى رد فعل إسرائيلي ويهدد بأخذ الشرق الأوسط إلى حافة الحرب.

ونقلت الصحيفة عن مسئولين إسرائيليين وأمريكيين قولهم إن عشرات الطائرات بدون طيار والغالبية العظمى من الصواريخ التي أطلقتها إيران أسقطتها القوات الإسرائيلية والأمريكية وغيرها من القوات المتحالفة قبل وصولها إلى إسرائيل .

وتابع المسئولون أن عددًا صغيرًا فقط من الصواريخ سقط في إسرائيل مما ألحق أضرارًا طفيفة بقاعدة عسكرية في الجزء الجنوبي من البلاد، وقد أعادت إسرائيل فتح مجالها الجوي بعد بضع ساعات، في علامة يعتقد الجيش أن وطأة الهجوم قد انتهت.

ونقلت عن الرئيس "بايدن" قوله - في وقت متأخر من يوم السبت، بعد اتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو - إن الجيش الأمريكي الذي أعاد تمركز الطائرات وموارد الدفاع الصاروخي في المنطقة تحسبًا لهجوم إيراني، ساعد في إسقاط طائرات مسيرة وصواريخ إيرانية متجهة إلى إسرائيل .

وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الهجوم الإيراني ووصفه بأنه تصعيد خطير ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار، قائلًا: "أشعر بقلق عميق إزاء الخطر الحقيقي للغاية المتمثل في تصعيد مدمر على مستوى المنطقة"، مضيفًا: "لا المنطقة ولا العالم يستطيعان تحمل حرب أخرى".

وأضافت الصحيفة أن ترسانة إيران من الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية لطالما أثارت قلق إسرائيل والغرب، حيث تمتلك أكبر قدرة صاروخية باليستية في الشرق الأوسط، وهي محلية إلى حد كبير، ويقدر المسؤولون الأمريكيون أنها تمتلك أكثر من 3000 صاروخ، مشيرة إلى أن هجوم السبت أظهر القدرات العسكرية للنظام الإيراني.

وأشارت إلى أن الهجوم الإيراني يأتي بعد تزايد الضغط على القيادة للرد على الضربة السورية، سواء من المتشددين العازمين على الانتقام لواحدة من أخطر الهجمات على الأفراد الإيرانيين في السنوات الأخيرة، أو من أجزاء من الجمهور الذين يريدون أن يقف الجيش ضد إسرائيل.

وقال سكان آخرون في طهران إنهم يشعرون بالقلق في الغالب من أن الصراع مع إسرائيل سيزيد من الضغوط على اقتصاد البلاد المثقل بالعقوبات.