عاطف عبد الغنى يكتب: من السعودية إلى مصر.. وبالعكس

عاطف عبد الغنى يكتب: من السعودية إلى مصر.. وبالعكس عاطف عبد الغنى يكتب: من السعودية إلى مصر.. وبالعكس

*سلايد رئيسى28-10-2018 | 16:05

نحتاج من يقف إلى جوارنا ويدعمنا فى أيام العسر، أكثر من أيام اليسر.. ومن يقتسم معنا أحزاننا، ويربت على ظهورنا فى مصيبتنا، نتذكره أكثر ممن يحضر مناسباتنا السعيدة. وفي يوم الثانى من شهر يوليو 2015، أرسل العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز برقية إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى نحتاج أن نستعيد ما جاء فيها حيث قال : ” علمنا ببالغ الألم والحزن نبأ الهجمات الإرهابية التي استهدفت سلسلة نقاط تفتيش بسيناء في بلدكم الشقيق وما نتج عنها من ضحايا وإصابات، ومن بينهم عدد من أبناء القوات المسلحة المصرية ، وإننا إذ نستنكر هذه الأعمال الإجرامية النكراء التي هي من أعظم الجرائم في الإسلام لكونها جرائم ظلم وعدوان آثم، وإفساد في الأرض وهتك لحرمات الأنفس المعصومة، وتعدٍ على الأمن والاستقرار وحياة الناس الآمنين المطمئنين، لنؤكد لفخامتكم وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب بلدكم الشقيق في مواجهة كل ما يستهدف أمن مصر واستقرارها.” يمكن أن نقف عند هذا الحد من الرسالة، أو نضيف إليه كلمات المواساة، للمصريين بعامة وأسر الضحايا بخاصة، وكذا الإعراب عن التشارك فى مشاعر الحزن والأسى، وطلب الرحمة والمغفرة للشهداء، أو ننتهى إلى ما انتهت إليه الرسالة بالدعاء، وننقل نصا من كلماتها على لسان الملك سلمان : ” سائلين المولى القدير أن يحفظ مصر الشقيقة وشعبها العزيز من كل سوء ومكروه، إنه سميع مجيب “. وإذا تصورنا الآن أن المملكة السعودية فى أزمة.. بغض النظر عن توصيف الأزمة أيا ما تكون، ما هو تصورك للموقف الذى يجب أن تتخذه مصر تجاه هذه الأزمة؟!.. أقول لك : دعك من حديث المشاعر، وتعال إلى حديث الحسابات المجردة وفكَّر معى: هل يحتمل الظرف السياسي الحالي فى المنطقة العربية الخطأ فى تقدير أهمية الحفاظ على العلاقات المصرية – السعودية ..؟! ما يحدث تجاه السعودية من استهداف غربى، وتحركات إقليمية من دول مثل تركيا وقطر يذكرنى كثيرا بما حدث تجاه مصر قبل 25 يناير، وعنوانه : التنمر، والاستهداف، وتعكير المياه للاصطياد الجائر. قد تكون ظروف المملكة مختلفة عن ظروف مصر، واحتمال تكرار مشهد 25 يناير المصرى صعب الحدوث فى المملكة، لكن فهم ما يحدث ضد المملكة، والمحاولات المستميتة، لحلحلة جذور العلاقات المصرية – السعودية، وبالذهاب بها لا قدر الله إلى ما يتمناه أعداء البلدين هو الذى يجب أن يدعونا للانتباه بشدة . ما هذا الهوس الغربى، والتركى، والقطرى الدافع لمحاصرة السعودية؟! ..هل الهدف فقط هو ابتزاز المملكة والاستيلاء على ثرواتها؟.. هذا ليس كل شىء، بل إن ترتيب هذا الهدف متأخر كثيرا – من وجهة نظرى – فى قائمة المخطط، الذى بدأ قبل سنوات، وكانت فيه المملكة – برمزيتها الدينية للإسلام والعالم الإسلامى، مدرجة ومستهدفة فى مرحلة ما لنشر الفتنة، والفوضى، والتقسيم، وتدويل الأماكن المقدسة، وعلى الإجمال ضرب الإسلام فى ذروة سنامه.. فى قلبه، وقد تأكد أن هؤلاء اللاعبين الدوليين خلال السنوات الأخيرة يسعون بشدة لإضعاف الدول العربية وتسليم المنطقة إلى أطراف أخرى باتت معروفة للجميع، ويستعينون فى تنفيذ هذا المخطط بأحلام السفهاء فى المنطقة ومشاريعهم الأممية، مثل مشروع الشيعة الصفوية الإيرانية، والمشروع العثمانلى، والمشروع الإخوانى، ومرات بتهييج الأشقاء من الشعب السعودى، ضد دولتهم، وقادتها.. أليس هذا ما حدث فى المرحلة الأولى من موجة الربيع العربى؟!. أما الإخوان – الذين يمارسون الآن دورهم القذر ضد المملكة – فهم خائنون بطبعهم، ونستطيع أن نسرد أمثلة للخيانات عمرها من عمر الجماعة، لكننا لن نبعد، فقط سوف نذّكر بموقف الإخوان من الكويت إبان غزو صدام حسين لها، وهى البلد التى احتضنتهم وقدمت لهم الكثير، فانقلبوا عليها وأخذوا موقف الباغى الغازى، ومواقفهم من المملكة التى آووا إليها فى الستينيات، فأحسنت استضافتهم، وفتحت لهم أبوابها، وخزائنها، وصنعوا ثرواتهم من خيرها، ثم أثبتوا فى كل المواقف أنه لا عهد لهم ولا ذمة، والكلام ينسحب إلى النظام التركى البراجماتى المريض بحمى إحياء الإمبراطورية العثمانلية ، ومثله النظام الصفوى الإيرانى، وكلاهما يبنيان مجدهما الآن خصما من الجسد العربى. فى هذه اللحظة التى أكتب فيها هذا الكلام، أستطيع أن أؤكد أنه لاخوف، على العلاقات المصرية – السعودية، على المستويين، الشعبي، والرسمي، لكن ما المانع من التنبيه، والتوعية، وسد الذرائع، والإشارة إلى مكامن الخطر قبل أن ننزلق إليها؟!. وكما بدأنا باجتزاء عبارات من برقية أرسلها خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزير للرئيس عبد الفتاح السيسى، نختم بجزء مما ورد فى اتصال هاتفى جرى بين الرئيس عبدالفتاح السيسى، والعاهل السعودى فى الثامن من فبراير عام 2015م، كرر فيه خادم الحرمين تأكيده على أن «موقف المملكة تجاه مصر واستقرارها وأمنها ثابت لا يتغير، وأن علاقة المملكة ومصر أكبر من أي محاولة لتعكير العلاقات المميزة والراسخة بين البلدين الشقيقين». ولأننا شرقيون.. ولأننا عرب، فلغة المشاعر التى تمثل جزءًا كبيرًا من طباعنا، فتعطل – أحيانا – عقولنا، وتحرك أصابعنا على “كيبورد” مواقع التواصل وتشعلها فى لحظات، ألا تدعونا لغة المشاعر هذه إلى الوفاء بالعهود، وإلى أن نتعامل مع الغير بالمثل، أو أن نتذكر دستور العلاقات الإلهى الذى يقول فيه رب العزة سبحانه: ” هل جزاء الإحسان إلا الإحسان” صدق الله العظيم.
أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2