لدينا بعض الملاحظات على مشروع "مترو" أنفاق الإسكندرية الجارى العمل فيه حاليًا ويستغرق تنفيذه 3 سنوات من أبو قير وحتى محطة مصر كمرحلة أولى بطول 21.5 كم؛ ليكون بديلًا عن قطار أبو قير، الذى عفا عليه الزمن.
من هذه الملاحظات أنه لم يتم الالتزام بما هو مخطط له بأن يكون سيره تحت الأرض فى معظم خط سيره.. ولنفاجأ بأن سيره سيكون فوق الأرض سواء سطحى أو علوى.
والحقيقة.. كنت أتمنى أن يكون خط سيره كله تحت الأرض "أنفاق" أو حتى على الأقل نسبة 75% منه تحت الأرض لإتاحة الفرصة لاستغلال سطحه؛ ليكون محور مروري جديدا.. نحن فى أشد الحاجة إليه بعد أن تزايد عدد سكان الإسكندرية واقترابه من 10 ملايين نسمة فضلًا عن الزحام الرهيب للسيارات فى أوقات الذروة والاختناقات المرورية، خاصة فى فصل الصيف.. مما كان سيزيد من جدوى مشروع "المترو" الجديد أن يكون تسييره تحت الأرض.
وكان الأجدى عدم الاستسهال فى تنفيذه وتذليل العقبات، التى تقف حائلًا فى تسييره تحت الأرض.. وعدم الاستسلام لما واجه المشروع من عقبات.. وكذلك الحجج والتبريرات، التى أعلنها اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية والتى تتمثل فى أن الأرض رخوة وليست صلبة ووجود آثار لمدينة الإسكندرية الغارقة وغيرها.
فهذا المشروع كان أحد أفكار المخطط العمرانى، الذى تم بمعرفة التخطيط الشامل لمحافظة الإسكندرية وبمعرفة المرحوم فؤاد حلمى، محافظ الإسكندرية الأسبق عام 1980 حيث قامت بالدراسات – وقتها – شركة إيطالية بالتعاون مع جهاز التخطيط العمرانى الشامل برئاسة د. محسن زهران، أستاذ التخطيط العمرانى بهندسة الإسكندرية.. وكان المخطط له أن يسير هذا "المترو" تحت الأرض فى مختلف مراحله الثلاث من أبو قير وحتى الكيلو 21.. واستغلال سطحه ليكون محورًا مروريًا جديدًا.
وكان يمكن التغلب على هذه العقبات، التى تقف حائلًا فى عدم سير "المترو" تحت الأرض.. وحتى إذا تكلف المشروع أكثر لتحقيق الهدف من إنشائه،خاصة أن لدينا الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وهى تمتلك إمكانيات فنية عالية وكفاءات هائلة كان يمكن الاستعانة بها للتغلب على هذه المشاكل.
فالمهم أننا نعمل "حاجة صح" تحقق الهدف المرجو.. وأن تكون نظرتنا مستقبلية فى أى مشروع ولا تكون تحت أرجلنا.. وخير مثال ما حدث فى توسعات كورنيش الإسكندرية فى التسعينيات، التى تمت دون دراسة فكان هناك توسعات أكبر من الأخرى فى مناطق مختلفة مما أحدث الاختناقات المرورية.. وها هى تجرى حاليًا توسعات أخرى للكورنيش فى منطقة المندرة للتغلب على هذه العيوب.