تلعب الأسرة دورا مهما فى تكوين شخصية الطفل فبإمكانها التأثير بالسلب أو الإيجاب ومن أكثر الأشياء التى قد تؤثر فى شخصية الطفل وتفقده ثقته بنفسه هو التفكك الأسرى.
أكدت د. منة الله إبراهيم استشارى نفسى وتربوى أن التفكك الأسرى من أهم المشاكل التى يعانى منها المجتمع وتقع آثارها غالباً على الأبناء وهى حالة مستمرة من الاضطرابات وعدم الاستقرار العاطفى لدى الأسرة، مع وجود المشكلات بين الوالدين، ويمكن أن يكون العنف الجسدى مظهرا لها مع ارتفاع الصوت والعنف اللفظى.
وأضافت أن كثيرا من الأسر لا يجرى فيها حوار جيد بسبب تأثر الآباء بطريقة تربية آبائهم لهم حيث كان الحوار فى الماضى شبه معدوم، كما أن انشغال الأبوين خارج المنزل وغياب الحوار والتواصل، وبالرغم من أهمية التواصل بين الوالدين والأبناء ولكننا نجد أن بعض الآباء يعتقد أن حوارهم مع أبنائهم يشكل نوعا من التنازل لهم مما يجعلهم يفقدون بعض هيبتهم.
وأفادت أن التفكك الأسرى يؤثر فى العديد من القيم الحسنة الموجودة فى المجتمع، كما يؤثر على مفاهيم المودة والرحمة والتعاون والمسامحة ومساعدة الآخرين.
كذلك فإنه يولد إحباطاً شديداً فى نفس الفرد، مما يجعله يوجه اللوم للمجتمع لعدم مساعدته على وقف الظروف التى أدت لتفكك أسرته فنجد الفرد يتمرد على القيم الموجودة فى المجتمع من حب ومودة واحترام وتعاون ومساعدة للآخرين.
وقالت: يجب أن يكون الهدف الأساسى من التواصل والحوار الأسرى هو إذكاء العواطف النبيلة التى يحملها كل واحد من أفراد الأسرة لباقى أبنائها وتجنب مخاطبة الصغار من قبل أبويهم باستخفاف واستهزاء لأن ذلك يولد لديهم النفور من مجالستهما، ولكن يجب علينا الثناء على أفكار أولادنا التى يطرحوها وتشجيعهم على المشاركة ومن هنا يتضح لنا مدى أهمية الحوار والتواصل الرحيم بين أفراد الأسرة من أجل التعبير بوضوح عما لدينا من مفاهيم وقيم وأخلاق وتهذيب ويجب أن نعى تماما أن صغارنا عندما يشكون إلينا فقد لا يحتاجون إلى الحلول وإنما إلى التعاطف والمساندة الصادقة.
فنجد أحيانا المراهقون يشكون من أن كثيرا من مناقشاتهم مع آبائهم وأمهاتهم هو عبارة عن حفلة لتلقى المواعظ والتوجيهات المتنوعة.
كما يجب أن نعى بأهمية الاحترام المتبادل ومنح الشعور بالرحمة والرفق فمن المهم تبادل الاحترام والحب بين الأبوين حتى لا يؤثر ذلك على الأبناء بالعلاقات الأسرية وبالتالى لا يتسبب فى حدوث تفكك أسرى، كما أن التحدث والمصارحة والانفتاح مع الأسرة عن الصعوبات التى يواجهها الأبناء ورعاية الأطفال والاهتمام بهم وحمايتهم والعناية بشئونهم سواء من قبل الأم أو الأب، حيث لا يجب أن يكون ذلك من طرف واحد فقط فالمسئولية تقع على الجميع.
وأشارت إلى ضرورة إنشاء حوار هادئ بين أفراد الأسرة فى بيئة آمنة، ولكى نصل إلى الحوار الأسرى الايجابى بين أفراده نحتاج إلى نجاح الحوار بين الزوجين أولا فالحوار يقى الحياة الزوجية من المشكلات ويطرد عنها الركود والملل وذلك لأن غياب الحوار بين الزوجين من العوامل الأساسية فى الشعور بالتعاسة وحدوث الطلاق، ومع ذلك فلا يصح إرغام أحد الشريكين على الدخول فى حوار لا يريده، وإذا كانت هناك مشكلة فلابد من أن يمنحا أنفسهما الوقت الكافى لحلها لأن العلاقة بين الزوجين عميقة جدا وهى تحتاج إلى رعاية دائمة بلا تهديد وبلا ابتزاز عاطفى بل يجب على الزوجين التحلى بالصبر والحوار وإلغاء فكرة الانسحاب منه نهائيا.