النائب أحمد السجينى: توفير ١% من استهلاك الكهرباء يقابله ١٥٠ مليون دولار فى العام
الدكتورة هدى الملاح: التوقيت الصيفي ليس بدعة ومطبق فى ٨٧ دولة
محمود البهاوشى: فوائده اقتصادية ومنها تخفيف الضغط على الكهرباء
الدكتور سامح نعمان: يقلل من معدلات الجريمة وينعكس على الطاقة الإنتاجية
الدكتورة سالمة مرزوق: تتكيف الساعة البيولوجية مع التوقيت الصيفي بعد أسبوعين
مع صدور هذا العدد يكون التوقيت الصيفي قد دخل نطاق العمل، ويستمر العمل به حتى نهاية شهر أكتوبر المقبل، ويترتب على العمل ب التوقيت الصيفي مجموعة من الأشياء منها تبكير أوقات العمل والفعاليات العامة الأخرى.
وفي البداية صرح النائب أحمد السجيني، رئيس لجنة الإدارة المحلية بـمجلس النواب، بأن العمل ب التوقيت الصيفي يعمل على توفير استهلاك الكهرباء المستخدمة في الإضاءة، لأن معظم ساعات العمل تكون في الإضاءة الطبيعية سواء في القطاع العام أو الخاص، لافتا إلى أن الترشيد لا يكون سوى في الإنارة فقط، بينما استخدام الأجهزة والكمبيوتر والآلات تظل كما هي، موضحا أن المقصود بهذا النظام هو تقديم ساعات العمل وليس إنقاص ساعة منها.
وأشار إلى أن التوقيت الصيفى، سيساهم فى توفير مبلغ 25 مليون دولار استناداً إلى الدراسة المقدمة من وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، وذلك خلال توفير وحدات الغاز المستخدمة فى إنتاج الكهرباء، وبوجه عام أن توفير 1% من استهلاك الكهرباء يؤدى إلى توفير مبلغ 150 مليون دولار فى العام.
أما الدكتورة هدى الملاح، مدير عام المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية فتقول إن هناك أهدافًا مختلفة لتقديم الساعة، يأتي على رأسها ترشيد الطاقة، حيث يستيقظ المواطنون من نومهم مبكرًا بعد شروق الشمس، دون الحاجة إلى إضاءة المصابيح الكهربائية، كما أنه يوفر تكلفة التدفئة وتقليل إنفاق الأسر عليها، حيث ترتفع درجات الحرارة بشكل تلقائي عقب شروق الشمس، ما يقلل من استخدام وسائل التدفئة التي تستهلك الكثير من الكهرباء.
وأضافت أن التوقيت الصيفى ليس بدعة مصرية كما يظن البعض، حيث تطبقه 87 دولة على مستوى العالم، بمعدل 40% من دول العالم، بينها كل دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، من أجل توفير الطاقة، وقد بدأت مصر العمل ب التوقيت الصيفي عام 1945 في عهد حكومة النقراشي باشا، عقب الأزمة الاقتصادية التي تسببت فيها الحرب العالمية الثانية وأدت إلى ارتفاع أسعار المحروقات.
ويؤكد الخبير الاقتصادي محمود البهاوشي، أن استيقاظ الأفراد في السادسة صباحًا في فصل الصيف يجعلهم يواجهون شروقًا مبكرا للشمس كما لو كان الوقت السابعة صباحا، وبالتالي فإن تقديم الساعة في فصل الصيف يساهم في ترشيد استخدام الطاقة.
ويساهم التوقيت الصيفي في استغلال الضوء الطبيعي بشكل أفضل، خاصة مع بداية النهار السريع بعد فترة الليل القصيرة، حيث يعتمد العديد من الدول الكبيرة على التوقيت الصيفي في مؤسساتها، مما يبرز أهمية تبنيه في تنظيم الحياة اليومية والعملية.
وأضاف أنه من الضروري تعديل الساعات في جميع الأجهزة، بما في ذلك الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر، لضمان استمرار عملها بكفاءة بعد تغيير التوقيت، موضحا أن الهدف هو تخفيف الضغط على الكهرباء في المبانى الحكومية بصورة عامة، بحيث يتم قطع الكهرباء عن تلك المبانى بعد انتهاء مواعيد العمل الرسمية، فيما عدا الوحدات التى لها طبيعة عمل خاصة، وكذا الغرف التى يوجد بها أجهزة الكمبيوتر والسيرفرات، والتى تتطلب استمرار توصيل التيار الكهربائى لها.
وأكد الدكتور سامح نعمان، أستاذ الهندسة وخبير الطاقة، أن وزارة الكهرباء قدمت تقريرًا في هذا الشأن يفيد بأنه تم احتساب مقدار الوفر الناتج عن تطبيق التوقيت الصيفي بمبلغ 147.21 مليون جنيه، لافتًا إلى أن رئيس الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية للعمليات والشبكات، أفاد بأن العمل بـ التوقيت الصيفي سيساهم في توفير مبلغ 25 مليون دولار، استنادًا إلى الدراسة المقدمة من وزارة الكهرباء، خلال توفير وحدات الغاز المستخدمة في إنتاج الكهرباء، وبوجه عام فإن توفير 1% من استهلاك الكهرباء يؤدي إلى توفير مبلغ 150 مليون دولار، حيث إن وجود ضوء الشمس ساعة إضافية يوفر الطاقة المستخدمة بالمنازل الطرقات. وأضاف أن مدّ تواجد ضوء الشمس لهذه الساعة يعمل على حفاظ الأرواح بالطرقات، كما يحد من معدل الجريمة، لتقليل فترة الليل التي من المعتاد ممارسة الجرائم بها.
مميزات التوقيت الشتوي
لعل الأسباب متقاربة إن لم تكن واحدة في تغير التوقيت من الشتوي للصيفي والعكس، كما يقول إن استخدام التوقيت الشتوي خلال فصل الشتاء لتوفير الطاقة أيضا، لكن توفيرها عن طريق تقليص فترة استخدام وسائل التدفئة وتوفير الكهرباء.
وأشاروا إلى أن استخدام التوقيت الشتوي يجنب المواطنين حوادث المرور ويعمل على نشاط المخ أثناء الاستيقاظ، وينعكس إيجابيا على الطاقة الإنتاجية، وطاقة الأطفال الاستيعابية خلال وقت الدراسة.
وتقول الدكتورة سالمة مرزوق، أستاذ مخ وأعصاب بجامعة القاهرة، إن تغيير التوقيت من وقت لآخر يؤثر دائما بشكل سلبي على الساعة البيولوجية في مخ الإنسان، وأضافت أن جسم الإنسان يقوم بفرز الهرمونات أثناء فترة النوم بناء على الساعة البيولوجية التي يكون الإنسان الطبيعي متكيفا عليها بالفعل، مشيرة إلى أن تغييرها يؤدي إلى خلل هرموني بالجسم.
وأوضحت أن التأثيرات السلبية الناتجة عن تغيير الساعة تجعل الإنسان عُرضة بشكل كبير للتوتر واضطرابات الضغط، فضلا عن تأثيرها بشكل مباشر على الحياة الاجتماعية وتجعل التعاملات بين البشر حادة، أما عن الطاقة الإنتاجية للإنسان، أشارت إلى أن تغيير الساعة البيولوجية يقلل منها بشكل غير مباشر، وذلك بسبب تأثيرها السلبي على اللياقة البدنية، والقدرة على التركيز، حيث يتأثر العمل الذي يعتمد على المجهود الذهني، والعمل الذي يعتمد على المجهود البدني أيضا.
وأكدت أن المرء يمكنه التكييف على الوضع الجديد بعد تغيير التوقيت في مدة تقارب الأسبوعين أو أكثر، حيث تستمر هذه الفترة لحين تكيف المخ وضبط الساعة البيولوجية عليه وإفراز الهرمونات بشكل طبيعي مرة أخرى.