ماكينة الدعاية ونجوم « الترند »

ماكينة الدعاية ونجوم « الترند »محمد رفعت

الرأى4-5-2024 | 15:41

مع احترامي الشديد لفنانين، مثل محيي إسماعيل ، وتامر عبدالمنعم، والمخرجة إيناس الدغيدي ، إلا أن حجم الصخب الذي يثيرونه بتصريحاتهم فى برامج النميمة بسبب قدرتهم على ركوب " الترند " ، لا يتناسب مع تاريخهم الفني، خاصة وأن هناك فنانين آخرين، لهم من الأعمال الفنية ما يفوق هؤلاء بكثير ولا يحصلون على نفس القدر من الاهتمام و"التلميع"؛ لأنهم لا يجيدون الحديث ولا يعرفون كيف يسوقون لأنفسهم.

ونفس الشيء ينطبق على فنانات أكثر شهرة ونجومية وظهورا فى الأعمال الفنية، لكنهن يعتمدن أكثر على " الترند "، مثل الفنانة رانيا يوسف، وهي من أكثر فنانات جيلها إثارة للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب إطلالاتها الجريئة وتصريحاتها الغريبة فى البرامج والحوارات الصحفية، ولا تنافسها فى ذلك سوى الفنانة شيرين رضا ، والمطربة بوسي وهن جميعا ضيفات دائمات على برامج الأسئلة الساخنة وفضح الأسرار الشخصية.

كما ينطبق كذلك، ولكن مع فارق كبير فى المقارنة من حيث الموهبة والتاريخ الفني، مع مطربي المهرجانات، وخصوصا حسن شاكوش ، وعمر كمال، وحمو بيكا، والذين أصبحوا ضيوفاً دائمين على برامج تستضيف النجوم اللامعين وتمنح مبالغ ضخمة لضيوفها، مثل برامج رامز جلال، رغم أن رصيدهم الفني لا يبرر على الإطلاق حجم الشهرة والاهتمام الإعلامي الذي يحظون به!.

ولا أعرف إن كان سلوكهم هذا بوعي وقصد أم لا، ولكن ما نلاحظه جميعا خلال السنوات الأخيرة، هو انتقال أساليب الدعاية الهوليوودية إلى بعض الفنانات والفنانين ولاعبي كرة القدم والإعلاميين الرياضيين وعدد من مقدمات البرامج الحوارية الفضائية، وانتقلت معها عدوى الصراع والتسابق على الاستحواذ على أكبر قدر من الاهتمام الإعلامي، حتى ولو كان ذلك بافتعال الأزمات، أو محاولة فرض النفس على أي قضية تشغل الناس والإعلام، والإدلاء بتصريحات بعضها يصادف الحقيقة ومعظمها يجانبه الصواب.

ووصل الأمر لدرجة أن بعض نجوم الفن أصبحوا يلجأون إلى افتعال المعارك وتبادل الاتهامات وإطلاق الشائعات على أنفسهم عمداً كنوع من الدعاية، ولدى كثير منهم هذه الأيام، مستشارون إعلاميون ومكاتب خدمات صحفية تتولى توزيع أخبارهم وحوارات معدة مسبقاً معهم على المحررين ومعدي البرامج ووسائل الإعلام المختلفة والترويج لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ولذلك فقد أصبحت الصفحات الفنية فى معظم الصحف والمجلات والمواقع الإخبارية على الإنترنت تكاد تكون نسخة طبق الأصل.

ويتبارى المستشارون الإعلاميون للفنانين فى "فبركة" واختراع أخبار فنية المقصود بها "تلميع" النجمات والنجوم الذين يعملون لحسابهم وفرض أخبارهم وصورهم على الجميع، ومن لا يفعلون ذلك ينساهم المنتجون ويجلسون فى بيوتهم بلا عمل تقتلهم الحسرة والألم.

وأصبحنا نعرف أسماء لوجوه جديدة لم يقدم بعضهم سوى عمل أو عملين فقط ومع ذلك تملأ أخبارهم وصورهم الصحف والفضائيات، وتحقق لهم شهرة لا تتناسب على الإطلاق مع حجم موهبتهم أو تاريخهم الفني.

أضف تعليق

إعلان آراك 2