حظر "تيك توك" يهدد مجتمع الأعمال الأمريكي بخفض الدخل

حظر "تيك توك" يهدد مجتمع الأعمال الأمريكي بخفض الدخلتيك توك

مع مضي الحكومة الأمريكية قدمًا في التشريع الذي قد يؤدي إلى حظر "تيك توك" في جميع أنحاء الولايات المتحدة، يبرز قلق متزايد بشأن التأثير الذي قد يحدثه ذلك على الشركات التي تستخدم منصة الفيديو الصينية في أعمالها.

وينص مشروع القانون الذي وقّعه الرئيس جو بايدن في أبريل الماضي على أن تتخلى شركة ByteDance الصينية، المالكة لـ"تيك توك" عن حصتها في الشركة خلال العام المقبل، تحت ذريعة مخاوف بشأن الأمن القومي المرتبط ببيانات المستخدم.

ورغم رفض "تيك توك" هذه المخاوف، فإن هناك أكثر من 150 مليون مستخدم للتطبيق في الولايات المتحدة وحدها، بعدما أصبح منصة حيوية للأعمال، وخاصة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، للوصول إلى العملاء وزيادة المبيعات.

وفقًا لبيانات "تيك توك" الصادرة في مارس الماضي، تستخدم أكثر من 7 ملايين شركة أمريكية صغيرة المنصة الصينية.

وذكرت الشركة أنها حققت إيرادات بقيمة 14.7 مليار دولار لهذه الشركات في عام 2023، وساهمت بمبلغ 24.2 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة في الفترة نفسها.

وقال التقرير نفسه إن 39% من الشركات الصغيرة والمتوسطة قالت إن الوصول إلى "تيك توك" كان أمرًا بالغ الأهمية لأعمالها، بينما قال 69% إن المنصة أدت إلى زيادة مبيعاتها في العام الماضي.

وبعيدًا عن الولايات المتحدة، أعلنت المنصة في وقت سابق من هذا العام، عن مساهمة قدرها 4.8 مليار يورو في الناتج المحلي الإجمالي للعديد من الدول الأوروبية في العام الماضي.

وردًا على الحظر المحتمل، قالت "تيك توك"، في بيان بالفيديو على منصتها، إنها أنفقت "مليارات الدولارات" لتأمين بيانات المستخدم؛ وأنها "ستواصل النضال" من أجل حقوق مستخدميها في المحكمة.

حسب تقرير لمجلة "نيوزويك"، حذّر خبراء من أن حظر "تيك توك" قد يكون له عواقب بعيدة المدى على الشركات الأمريكية، خاصة وأنه يعمل كقناة مهمة لاكتساب العملاء والاحتفاظ بهم والترويج للمنتجات والخدمات"، حسب دينيش شاه، أستاذ التسويق في كلية روبنسون للأعمال بجامعة ولاية جورجيا.

وأوضح بول تران، المؤسس المشارك للعلامة التجارية للعناية بالبشرة Love & Pebble، أن حظر "تيك توك" سيؤثر بشكل كارثي على أعمال شركته.

وقال: "90% من مبيعاتنا تتم من خلال المنصة.. بعد أن أمضينا السنوات القليلة الماضية في بناء منصتنا على "تيك توك"، نستخدم التطبيق للوصول إلى العملاء، وحظر "تيك توك" سيقتل بشكل أساسي حلمنا الأمريكي الذي عملنا بجد من أجله".

وأضاف: "إن حظر "تيك توك" من شأنه أن يدمر شركتنا وعلامتنا التجارية ويسلب كل ما اكتسبناه على مر السنين، لذا، خطتنا الاحتياطية حاليًا هي أننا نطلق علامتنا التجارية على "تيك توك"في فيتنام، حيث لا يوجد حظر محتمل".

كما يشعر منشئو المحتوى والمؤثرون على المنصة أيضًا، بالقلق بشأن مستقبل علاماتهم التجارية الشخصية إذا دخل الحظر حيز التنفيذ.

ونقل التقرير عن مايكل جاكوني، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمنصة التجارة عبر الهاتف المحمول Button: "في حالة حدوث حظر، سيشهد بعض المبدعين انخفاضًا مؤقتًا في الدخل، لكنني أعتقد أنه من غير المرجح أن تكون مشكلة طويلة المدى".

وعلى الرغم من الأفكار المتعلقة بكيفية تخفيف الألم الناتج عن فقدان المنصة التي تحفز معظم مبيعاتهم، كان "تران" واضحًا في أن ذلك سيكون له تأثير سلبي على المدى الطويل.

بينما أوضح "شاه" أنه "على مستوى أكثر جوهرية، يمثل تيك توك شعبية مقاطع الفيديو القصيرة التي يحب المستهلكون استهلاكها"، ولفت إلى أن هناك منصات يمكن أن تنتقل إليها الشركات والمؤثرين، مثل Instagram ومقاطع YouTube القصيرة.

وأضاف: "سيكون هناك بعض المعاناة على المدى القصير. ومع ذلك، أعتقد أن الشركات يمكنها إدارة الانتقال إلى منصات الفيديو القصيرة البديلة بسهولة نسبية".

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2