علي الرغم من الظروف الصعبة والمؤلمة، التي يموج بها العالم كله بسبب مستجدات أشعلتها الحرب علي غزة وتداعياتها وعدم التوصل لحلول تنفيذية لكل من مشاكل ليبيا و سوريا و السودان ، إلا أن القمة العربية الثالثة والثلاثين سوف تنعقد في مملكة البحرين يوم 16 مايو وسط اهتمام كبير؛ لاستعادة وحدة المواقف العربية وقدراتها علي تصحيح المسار حول كل المستجدات، التي أدت إلي تراكمات وجب حلها وتدعو مملكة البحرين بقيادة الملك حمد بن عيسي آل خليفة إلي أهمية تحقيق التضامن والتكافل العربي، تعزيز القدرات العربية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.
وتشكل استضافتها لهذه القمة أهمية كبري وحدثًا سياسيًا بارزًا له د لالاته من حيث المكان وأهميته من حيث التوقيت؛ إذ ستكون المرة الأولي، التي تستضيف فيها مملكة البحرين أعمال قمة عربية، التي تهدف كما أعلن إلي تعميق التعاون والترابط والدفع بآليات العمل العربي المشترك، الإبقاء علي تشاور وتنسيق مستمر مع الأشقاء؛ لبحث القضايا ذات الاهتمام والمصير المشترك، تغليب المصلحة العربية، استثمار هذا الحدث لرسم مسارات الازدهار لأبناء المنطقة ومستقبلها ربما يكون هناك من يتساءل ماذا تفعل القمة في كل هذه الأزمات؟ وفي تقديري أنه كان من المفترض أن تعقد قمم عربية طارئة أكثر من مرة؛ لرفع مستوي القرار العربي إلي قمة التنفيذ وليس مجرد بيانا يصدر هنا أو هناك أما وأننا أمام حدث جديد لهذه القمة العادية لابد وأنها سوف تشهد الكثير من عرض فرص ومبادرات للتعامل وفق رؤية جديدة تتناسب مع الوتيرة المتسارعة للأحداث، حيث نشهد العديد من التحديات والتهديدات والنزاعات الإقليمية سواء علي الصعيد السياسي أو الأمني، كما تنعقد القمة في ظل ظروف اقتصادية استثنائية فرضتها حالة الاضطراب وعدم الاستقرار الأمني في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلي التأثيرات الكبيرة للتغيرات المناخية وانعكاساتها علي مجمل الملفات الاقتصادية والتنموية الأخري المطروحة وقد بدأ بالفعل الإعداد الجيد لهذه القمة من خلال اهتمام الدول بنجاح مقاصدها، حيث أعلن رؤساء البرلمانات العربية ثقتهم في القادة العرب وقدرتهم علي التعامل بحكمة مع التحديات والأزمات الراهنة والعمل العربي المشترك في جميع المجالات، والمحافظة علي أمن الدول العربية الشقيقة واستقرارها وحماية سيادتها ومقدراتها وتعزيز منجزاتها التنموية الشاملة.
وكذلك تقديرهم للجهود الحثيثة، التي تقوم بها مملكة البحرين بقيادة الملك حمد بن عيسي آل خليفة.