نشر موقع مصراوي خبرًا في شكل فيديو الجمعة 3 مايو الجاري تحت عنوان " تفاصيل اكتشاف خريطة يونانية قديمة مفقودة في دير سانت كاترين بسيناء".
تعقيبًا على هذا الخبر أوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان ، عضو المجلس الأعلي للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية أن الخبر غريب في كل شيء، حيث لا يوجد مصدر يعلن الخبر ونشر الخبر مادة مصورة فقط .
من هذا المنطلق بدأت حملة الدفاع عن الحضارة في البحث عن حقيقة الخبر واتصلت بمنطقة آثار سانت كاترين والتي أكدت عدم علمها بالخبر، وأنها ستبحث في الأمر بعد نهاية الأعياد مع إدارة ومكتبة دير سانت كاترين .
قامت الحملة بالبحث عن أصول الخبر فوجدت أنه منشور في 20 نوفمبر 2022 بأخبار اليوم تحت عنوان "اكتشاف أقدم مخطط نجمي في العالم"، مصدرها دراسة بجامعة كامبردج، وباليوم السابع بتاريخ 27 أكتوبر 2022 تحت عنوان "فهرس النجوم.. كشف نادر عن أول محاولة لتسجيل إحداثيات الأجرام السماوية"، مصدرها دراسة بريطانية قادها خبير علوم الفلك البريطاني بيتر ويليامز الباحث التوراتي في جامعة كامبريدج.
أشار الدكتور ريحان إلى الوضع القانوني بخصوص الإعلان عن أي اكتشاف يخص دير سانت كاترين حيث أن الجهة الوحيدة المنوط بها ذلك المجلس الأعلي للآثار، ولا يحق لأي جهة علمية داخلية أو خارجية الإعلان عن اكتشاف لأي نتائج حفائر بالدير أو أعمال ترميم أو دراسات جديدة لمخطوطات أو مقتنيات بالدير، وفي حالة وجود بعثات علمية بمكتبة الدير يتم وفقًا لقانون حماية الآثار 117 لسنة 1983 وتعديلاته بعد موافقة الجهات الأمنية واللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية علي عمل البعثة حيث أن الدير مسجل كأثر من آثار مصر في العصر البيزنطي الخاص بطائفة الروم الأرثوذكس عام 1993 والمسجل ضمن قائمة التراث العالمي (يونسكو) عام 2002، وحتى في هذه الحالة لا يحق للبعثة النشر لأي اكتشاف دون موافقة المجلس الأعلي للآثار.
أشار الدكتور ريحان ، إلى أن هذا المخطوط ليس من مقتنيات دير سانت كاترين المسجلة، وغير محفوظ داخل الدير، ولكن مأخوذ من الدير ومعظم أوراقه الـ 146 مملوكة الآن لمتحف الكتاب المقدس في واشنطن وتحتوي الصفحات على Codex Climaci Rescriptus، وهي مجموعة من النصوص السريانية المكتوبة في القرن العاشر أو الحادي عشر لكن المخطوطة كتبها الناسخ عن نص قديم حتي يمكن إعادة استخدامها.
من هذا المنطلق تطالب حملة الدفاع عن الحضارة المصرية قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، بالتحقق من طريقة خروجه من دير سانت كاترين وتاريخها وشرعيتها .
وبناءً عليه يتم إعداد مذكرة علمية قانونية للمطالبة باسترداد المخطوط من الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك مذكرة علمية قانونية تقدم بها الدكتور عبد الرحيم ريحان إلى المجلس الأعلي للآثار عام 2012، بشأن طلب استرداد مخطوط التوراة اليونانية النسخة الخطية غير التامة من التوراة اليونانية، الذي كتبها أسبيوس أسقف قيصرية عام 331م تنفيذًا لأمر الإمبراطور قسطنطين، والتي خرجت من الدير عام 1859 بتعهد رسمي بعودتها، ولم تعد ويحتفظ بها المتحف البريطاني حاليًا، وكذلك العهدة النبوية الذي أخذها العثمانيون من الدير عام 1517 من الدير وموجودة في تركيا.
وتابع الدكتور ريحان أن المخطوطة محل الاكتشاف المعلن عنه هي فهرس النجوم المفقود لعالم الفلك اليوناني القديم هيبارخوس اكتشفت بفضل التصوير متعدد الأطياف وفقًا لدراسة بريطانية قادها خبير علوم الفلك البريطاني بيتر ويليامز.
وتؤكد المخطوطة التي كانت موجودة في دير سانت كاترين أن فهرس النجوم قد تم وضعه في الأصل على أساس إحداثيات استوائية، وأن فهرس النجوم لبطليموس لم يكن يعتمد فقط على بيانات من فهرس هيبارخوس، وأخيرًا يتوافق الدليل العددي المتاح في المخطوطة مع الدقة الحقيقية بفارق درجة واحدة عن الإحداثيات النجمية الحقيقية، مما يجعل فهرس هيبارخوس أكثر دقة بكثير من فهرس خليفته كلوديوس بطليموس.
واشتهر فهرس النجوم المفقود لهيبارخوس في تاريخ العلم، باعتباره أقدم محاولة معروفة لتسجيل الإحداثيات الدقيقة للعديد من الأجرام السماوية ، التي يمكن ملاحظتها بالعين المجردة والأدلة على محتوى هيبارخوس نادرة.
وقد لاحظ خبير الخطوطات بيتر ويليامز لأول مرة وجود قياسات فلكية عن عام 2021، وبالفعل ، فإن بعض الأوراق في هذه المخطوطة يمكن تأريخها بأنها تعود إلى القرن الخامس أو السادس الميلاديين.
أردف الدكتور ريحان، أنه منذ أكثر من 2000 عام ، نظر عالم الفلك اليوناني "هيبارخوس " إلي السماء ليلًا ورسم خرائط المواقع الدقيقة لأكبر عدد ممكن من النجوم والأجرام السماوية، التي يمكن أن يراها، لكن المؤرخين يعتقدون دائمًا أن ما يسمي بفهرس النجوم قد ضاع علي مر العصور، إنهم يعرفون عنه فقط من الإشارات إليه في نصوص لاحقة.
هيبارخوس هو عالم الرياضيات والفلك والجغرافيا اليوناني الشهير، الذي عاش في القرن الثاني قبل الميلاد، لم يكن هيبارخوس هو والد علم المثلثات فحسب، بل قام أيضًا بعمل الدورة العظيمة المعروفة باسم بادئة الاعتدالات، لقد حسب أن التحول التدريجي (التمايل) في اتجاه محور دوران الأرض يستغرق حوالي 26000 سنة لإكمال دورة.
وعثر جيمي كلير الطالب في جامعة كامبريدج علي ممر يوناني مرتبط بإراتوستينس، الذي كان أمين مكتبة وكبير علماء الفلك في مكتبة الإسكندرية الأسطورية، وتم العثور علي هذا في مخطوطة في أرشيفات دير سانت كاترين بعد ذلك.
وفي عام 2012 حدد بيتر ويليامز الباحث التوراتي في جامعة كامبريدج ما كان يشتبه في أنه محاولة هيبارخوس لرسم خريطة للسماء الليلية بالكامل المخبأة داخل المستند.