مِن عصبة الأمم إلى الأمم المتحدة

مِن عصبة الأمم إلى الأمم المتحدةد. غادة جابر

الرأى8-5-2024 | 00:25

بعد الخيبات المًعاصرة لمنظمة الأمم المتحدة ، ولكل ما يتبعها من مؤسسات ، طُرحت بشدة أسئلة بين الرأى العام الدولي والباحثين والسياسيين والمثقفين ، ألا وهي " ما فائدة منظمة الأُمم المتحدة وماهية دورها الحقيقي من حفظ السلم والأمن الدوليين وحماية حقوق الإنسان ؟ ، كيف أستطاعت إسرائيل هدم هذا الكيان الأُممي بمؤسساته وضربت بكل مواثيقة وقوانينة الدولية عرض الحائط ؟ ، لماذا عجز مجلس الأمن في وقف إطلاق النار من قِبل إسرائيل علي المدنيين العُزل ووقف حرب الإبادة الجماعية والإنتقام الجماعي من الشعب الفلسطيني ، حجة منهم بالرد علي هجمات 7 أكتوبر في العام الماضي ؟ ، رغم أن إسرائيل أمتثلت لأول مرة أمام محكمة العدل الدولية بعد رفع الدعوة القضائية من قِبل جنوب إفريقيا لإتهامها بإرتكاب ( أعمال إبادة ضد الشعب الفلسطيني ) ، ورغم المرافعات التي أدانت إسرائيل ، عجزت المحكمة في إتخاذ قرار عادل ومُنصف للإنسانية ، وكأننا في متاهة ودائرة تسويف لا تنتهي ، وكأننا في غابة لا قانون يحكمها ولا إنسانية تُهيمن علي أفعالها ، بل إنها القوة ، باتت وأصبحت القوة هي الوحيدة المهيمنة علي هذا العالم ، رغم وجود منظمة الأمم المتحدة التي هي إختصاصها الأول حفظ السلم والأمن وحماية حقوق الإنسان .

ولكي لا ننسي ، أن منظمة الأمم المتحدة هي الوريثة لعصبة الأمم ، التي نشأت عقب مؤتمر باريس للسلام عام 1920 ، بعد أنتهاء الحرب العالمية الأولي 1914 إلي 1918 " وصفت وقتها بأنها الحرب التي ستنهي كل الحروب " ، وأخذت عصبة الأمم علي عاتقها مهمة حفظ السلام العالمي ، وضمت 41 دولة ، وأقتصر مجلسها التنفيذى عليالدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولي ، أى الدول القوية ، وكأنها وضعت حجر أساس للعالم بأن الدول القوية فقط هي التي تحكم وتتخذ القرار !.

ورغم ذلك أثبتت عصبة الأمم فشلها وعدم قدرتها علي حفظ السلم والأمن الدوليين ، بإندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939 ، والتي راح ضحيتها قتلاً من ويلات الحرب 85 مليون إنسان ، مما أدى إلي إعلان حل عصبة الأمم في 20 أبريل عام 1946 ، وسلمت كل أصولها " الإرث " لمنظمة الأمم المتحدة ، ونقف هنا أمام عدد من القضايا ، هل ستفشل منظمة الأمم المتحدة من حفظ السلم والأمن الدوليين ؟ ، ونحن علي شفا أنهيار إنساني وقانوني عالمي ، بعد خروج منظمة الأمم المتحدة ومؤسساتها من خدمة الإنسانية ، وبعد مرور أكثر من عامين علي الحرب الروسية الأوكرانية ، التي أنخرطت فيها روسيا لإيمانها بقضية وجودية وهي عودة السوفييت وعودة روسيا الأتحادية القوية والتصدى للهيمنة الأمريكية ، هل محاولة الصين للصعود الدائم يؤرق الولايات المتحدة لدرجة جرها إلي حرب هي الأخرى ، وقلب موازين القوى التي ترتعد منه أمريكا وهي المهيمن الوحيد حتي الأن ، وبعد مرور أكثر من 200 يوم علي نيران الحرب من جيش الإحتلال الإسرايلي علي قطاع غزة والأراضي الفلسطينية ، وبعد التوسع الإستيطاني في الأراضي الفلسطينية مخالفة لمواثيق الأمم المتحدة ، ويعد التلويح من قبل دول تمتلك أسلحة نووية بعدم السماح لأى مخطط أمريكي أو صهيوني يهدد بقائها ، والسؤال الأخير " هلستندلع نيران الحرب العالمية الثالثة مع ضعف الدورالحقيقي لمنظمة الأمم المتحدة ؟ " .

أضف تعليق