كيفية بر الوالدين بعد الموت

كيفية بر الوالدين بعد الموتبرّ الوالدَين

الدين والحياة11-5-2024 | 08:00

برّ الوالدَين من أعظم العبادات التي أوصى الله -سُبحانه وتعالى- بها، فحقّ برّهما عظيمٌ يلي حقّه -سُبحانه-، وحقّ رسوله -صلّى الله عليه وسلّم-، فهما طريقٌ لنَيْل رضا الله -عزّ وجلّ-، ودخول الجنّة، فالعقوق بهما، وعدم برّهما، يترتّب عليه إثمٌ كبيرٌ، ومعصيةٌ لله، إذ ورت العديد من النُّصوص من القرآن الكريم والسنّة النبويّة التي تحذّر من العقوق بالوالدَين، وتتوعّد مَن عقّ بوالدَيه، يُذكر منها: ما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام، قال: (الكَبائِرُ: الإشْراكُ باللَّهِ، واليَمِينُ الغَمُوسُ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، أوْ قالَ: وقَتْلُ النَّفْسِ).

كما أن برّ الوالدَين لا ينقطع بعد وفاتهما، إذ تعدّد صور البرّ بهما حال موتهما، ومنها: الدُّعاء لهما، والعلم النافع للناس، كما ثبت في صحيح مُسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له).

قالت دار الإفتاء المصرية، إنه دلَّت السنَّة النبوية الشريفة على أن الإحسان والبر بالوالدين لا يقتصر على فترة حياتهما.

واستشهدت الإفتاء بقول مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه: بينما نحن عند النبي ﷺ إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله، أبقي من بر أبوي شيء أبرهما به من بعد موتهما؟ قال: «نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإيفاء بعهودهما من بعد موتهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما».

وأوضحت أن هناك غير ذلك من الأحاديث النبوية التي تدل على أن الإحسان والبرَّ يمتدُّ إلى ما بعد مماتهما، وأن برَّهما حينئذٍ يكون بالدعاء لهما، والصدقة عنهما، وهبة ثواب الأعمال إليهما، وزيارة قبرهما، وأن نصل رحمهما وأصدقاءهما، وإنجاز عاداتهما.

أضف تعليق