الأزمات والترابط المجتمعى

الأزمات والترابط المجتمعىمحسن عليوة

الرأى11-5-2024 | 15:23

إن الإنسان بطبيعته يحتاج للشعور بالحب والانتماء والتقدير ممن يتعايشون معه ويعيشون حوله وذلك لأنه كائن إجتماعى لا يُفضل العيش بمعزل عمن حوله لذا فإن الأشخاص الإنطوائيين دائماً ما يُعانون قلقاً ومللاً و وحدة و عـصبية غير مبررة وعدم ثقة فى النفس ولا تقدير للذات .

ذلك لأن الشعور بالسعادة والأمان والاقبال على الحياة لا تتوفر إلا من خلال اقامة علاقات اجتماعـية سوية قائمة على الإتزان النفسى والصحى لذا فإننا رغم حاجتنا لعلاقات اجتماعـية كثيرة ، عـلينا أن نتمتع بقدر كبير من الوعى وسعة الافق وحُسن التعامل و الدعم المعـنوى فيما بيننا والاهتمام المشترك بالقضايا المصيرية فى مجتمعاتنا والإنتماء للوطن والمحافظة على مقدراته ، فمهما كان الإنسان عاشقاً للعيش بحريته فإنه لا يستطيع أن يعـيش بمعزل عـن الآخرين .

وقد أكد "ابن خلدون" أهمية التماسك الاجتماعى، فقال إن المجتمع وعمرانه لا يمكن أن يظهرا إلى الوجود من خلال تفرق جهود الأفراد وتبعثرها، فالإنسان الذى يدرك بفطرته سبل عيشه، يُدرك كذلك ضرورة تعاونه وتماسكه مع أفراد المجتمع ، إذ ليس فى مقدور كل إنسان أن يوفر حاجاته لنفسه. إن ذلك يتطلب تماسكاً وتعاوناً بين الناس .

إن نجاح أى علاقة يعـتمد عـلى أساس التوافق بين أهـداف كافة الأطراف و بذل الجهد لمساعـدة الطـرف الآخر لتحقـيق أهـدافه، فالترابط المجتمعى و العمل من أجل رفعة شأن بلادنا يستدعى ويستلزم أن نعمل يداً بيد لكونه من ضروريات استمرارية الحياة وبلوغ الأهـداف.

إن التحلى بالقیم والثقافة المجتمعية تؤدى إلى توجیه سلوكیات الأفراد وفق هذه القیم، وذلك من أهم عوامل التماسك المجتمعى، حیـث ان الثقافة تسیطر علـى سلوكیات البشر كما انها تشكل الضمائر الفردیة ، مؤكدة إن التماسك الإجتماعى لا يتحقق إلا بتعاضد جميع مكونات البناء المجتمعى .

ونظراً لما اصاب بعض المجتمعات من الفردية والانعزالية كنتيجة للتقدم فى وسائل التكنولوجيا ومواقع التواصل مما احدث تباعداً بين ابنائها ، فلمواجهة هذه الظاهرة لابد من تقوية العوامل التى تؤثر فى تماسك النسيج المجتمعى مثل :

تقوية الشعور العام لدى الأفراد بأهمية الأهداف المراد تحقيقها والمكاشفة بحقيقة التحديات التى تتعرض لها البلاد .

أعادة منظومة القيم والمُثل والأخلاق والتى ستؤدى حتماً إلى العودة تماسك المجتمع .

الاتصال الدائم القائم على الإحترام المتبادل بين أفراد المجتمع يزيد من نسبة التفاعل.

نشر روح الولاء والإنتماء للوطن والتكاتف على محاربة كل اشكال الفساد.

تعميق روح البناء والتنمية والعمير ونبذ عوامل الفرقة والهدم والتدمير .

الإصطفاف حول الوطن وقياداته ودحض الشبهات والشائعات .

تغليب مصالح الوطن على مصالح الأفراد

حفظ الله مصر

أضف تعليق

المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2