أبو الغيط: بعد شهور من فظاعات الاحتلال الإسرائيلي العالم بات مستعدا لوصفها بالتطهير العرقي

أبو الغيط: بعد شهور من فظاعات الاحتلال الإسرائيلي العالم بات مستعدا لوصفها بالتطهير العرقيالأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط

مصر14-5-2024 | 15:12

عبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن غضبة الشديد بسبب ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.. وقال " أن أي كلمات لا تكفي للتعبير عن مشاعر الغضب الممزوج بالحزن لدينا جميعاً، لقد تحكمت مشاعر الانتقام الأسود من قادة الاحتلال الإسرائيلي حتى فقدوا أساسيات الحس البشري السليم ، وارتكبوا جرائم لها مسمى معلوم في القانون الإنساني الدولي ، مسمى صار العالم، وبعد شهور من تراكم الفظاعات مستعداً لنطقه بوضوح التطهير العرقي".

وأكد أبو الغيط - في كلمته أمام اليوم الثلاثاء اجتماع وزراء الخارجية بالمنامة التحضيري للقمة العربية الثالثة والثلاثين بمملكة البحرين - أن الجريمة مكتملة الأركان وهي ليست جريمة قتل فحسب، ولكنها اغتيال كامل لمجتمع، بتمزيق نسيجه وتدمير مقدراته ومؤسساته بشكل كامل، بحيث لا تصير هذه الأرض قابلة للحياة ويُدفع الناس دفعاً للفرار من ملاذ إلى آخر، بلا جدوى لأنه، وكما صار واضحاً لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة، واليوم ينتهي الحال بالمكدسين في رفح أكثر من مليون فلسطيني للنزوح إلى مناطق أخرى داخل القطاع بناء على أوامر إخلاء يصدرها الاحتلال بعضهم ينزح للمرة الرابعة أو الخامسة إلى العراء بلا مأوى أو أي من مقومات الحياة البشرية، بل وتطاردهم في الطرقات رصاصات الاحتلال وقنابل بين الأنقاض والخيام بل وفي أماكن توزيع المساعدات، وكأن المطلوب هو أن يفنى أهل غزة عن آخرهم حتى يُحقق الاحتلال نصره المزعوم ما أشنعه من مطلب وماأخسها من وسائل.

وأضاف "أن هذا العدوان هو وصمة عار ليس على جبين الاحتلال لأن الاحتلال تجرد حتى من الشعور بالعار، ووقف مندوبه بوجه مكشوف قبل أيام يمزق ميثاق المنظومة الأممية بلا خجل، هو وصمة عار في جبين العالم الذي يقبل بأن تجري هذه الجرائم في هذا الزمان ، وأن تمتد شهوراً طويلة قبل أن تطالب بعض الدول بوقف فوري لإطلاق النار رغم أن ما تمارسه إسرائيل من انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، أي قانون الحرب، لا يمس الفلسطينيين وحدهم بل المنظومة العالمية وقواعدها الحاكمة والمبادئ التي تتأسس عليها "
وتابع "ـن كل تحرك سواء كان عربياً أو دولياً لوضع حد لتلك الجريمة يظل ضرورة قصوى، وقد كانت المساعي العربية في هذا الصدد جادة وصادقة ومتواصلة منذ القمة العربية الإسلامية المشتركة التي استضافتها الرياض في نوفمبر لتكوين قاعدة صلبة من المواقف الدولية المؤيدة للشعب الفلسطيني وحقوقه، وكشف الاحتلال وممارساته، بعد أن حاولت إسرائيل عبثاً استغلال أحداث السابع من أكتوبر والتعاطف الدولي معها لتبرير مخططاتها لإنزال عقاب جماعي بالفلسطينيين، وما التصويت الدولي الكاسح قبل أيام في الجمعية العامة لانضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة بصفتها عضواً كاملاً إلا مؤشرا واضحا علي الموقف الدولي عموما من كل ما يحدث في فلسطين منذ أشهر".

واردف قائلا " عرف العالم أن الاستقرار الإقليمي يظل هشاً وقابلاً للانفجار طالما ظلت المشكلة الفلسطينية قائمة من دون حل وأن إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة هما السبيل الحقيقي الوحيد لاحقيق استقرار إقليمي طال انتظاره ".

وتابع "أنه برغم الألم الذي يعتصرنا جميعاً لمرأى الجرائم المشينة للاحتلال، فإننا أيضاً نشعر بالرضا لهذا المشهد العالمي غير المسبوق من الوعي والإدراك لدى جيل جديد على اتساع العالم من السويد إلى الولايات المتحدة ، يرى الأمور على حقيقتها، ويُدرك بحسه السليم أن ما يجري في فلسطين جريمة، وأن الجريمة ليست مرتبطة بالسابع من أكتوبر ، وإلا كيف نفسر جرائم المستوطنين وعنفهم الدموي وبلطجتهم في الضفة الغربية؟ وكيف نفسر جرائم إسرائيل في السجون التي كشف عنها حديثاً ؟ وكيف نفسر جرائم الاحتلال السابقة على 7 أكتوبر، والتالية عليه من المقابر الجماعية والتعذيب في السجون الاحتلال هو الجريمة الحقيقية "

وأضاف "هذا ما أدركه الشباب في العالم ويسعون اليوم إلى كشفه والتنبيه إليه، ومطلبهم بسيط وواضح: أوقفوا هذه الحرب الظالمة فوراً وأنقذوا الناس من المجاع ولا تقدموا الغطاء للإجرام لكي يباشر خطته المجنونة في غزة ، فلا يعقل أن يهدد سعي شخص واحد للحفاظ على مستقبله السياسي مصير الملايين في المنطقة "
وأشار- في كلمته - إلى إن الجهد العربي، عبر الشهور الماضية، سواء في إطار اللجنة الوزارية المعنية بالقضية الفلسطينية أو غيرها من الأطر تحرك على مستويين الأول وقف الحرب فوراً وإغاثة أهل غزة ودعم صمودهم على أرضهم بالتصدي لمخطط التهجير المرفوض عربياً ودولياً، والثاني هو العمل من دون تأخير من أجل تحقيق رؤية الدولتين وخلق مسار لا رجعة عنه لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال "إننا نسعى لحشد التأييد للاعتراف بفلسطين، ليس كإجراء رمزي مهم، ولكن كجزء من مسار له معالم واضحة، يفضي الدولتين والراغبة في تعزيز فرص تحققه إلى مؤتمر دولي تشارك فيه كافة الأطراف المقتنعة بحل فالطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، غير قادرين بمفردهما على التوصل إلى حل ، و يحتاجان لتدخل دولي مكثف ومتواصل والطرف الأضعف في هذه المعادلة هو الشعب الذي يُمارس عليه الاحتلال ، والذي من دون حماية دولية، يمكن أن يتعرض لمذابح تفوق بشاعتها كل وصف ، لذلك فإن التدخل الدولي بكل صوره، صار ضرورة ، والعودة لمسار المفاوضات الثنائية لم يعد خياراً ممكناً ، فكيف يجري هذا التفاوض بينما هناك طرف يرفضه ابتداء ، بل ويرفض الإطار الذي يجري على أساسه؛ أي إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية".

وأضاف "مع أن مأساة غزة تسيطر على الأذهان وتدمي القلوب، إلا أن جدول أعمال هذا المجلس مزدحم بقضايا عربية أخرى، فرضت نفسها بواقع إلحاحها وأهميتها للأمن القومي العربي، أو بسبب التدهور الشديد الذي تشهده بعض الأوضاع.. وفي هذا الصدد فإن الوضع الصعب في السودان بالذات يستحق كل الانتباه ، فالحرب المستعرة هناك منذ أكثر من عام، توشك أن تعصف بوحدة هذا البلد العربي المهم ، والكلفة الإنسانية للحرب تجاوزت كل الحدود، هناك أكثر من عشرة ملايين نازح منهم أكثر من مليون غادروا البلاد، وهناك 25 مليوناً يعيشون في حالة شديدة من انعدام الأمن الغذائي وشبح المجاعة يُطل بوجهه القبيح وهناك مخاوف حقيقية من سقوط المزيد من الضحايا في دارفور، وغيرها من جبهات القتال المشتعلة".

وأكد ضرورة وقف هذه الحرب وقال "يجب أن تتوقف لقد بذلت جهودا عربية على أكثر من مستوى في إطار محادثات جدة وغيرها من أجل وقف الحرب، والتوصل إلى تسوية تحفظ وحدة البلاد و مؤسساتها، ولكن من دون جدوى، إننا نناشد الجميع إدراك المخاطر الشديدة التي ينطوي عليها استمرار الحرب، أناشدهم بالشروع في مسار جاد لوقف إطلاق النار، فالحلول مازالت ممكنة إذا صدقت النوايا، وشعب السودان يستحق الاستماع إلى آلامه ومعاناته "

وأضاف أن الوضع في ليبيا واليمن وسوريا - والمطروح بشأنها قرارات على القمة - يعد مجمداً إلى حد كبير والتجميد هنا ليس حلاً مع الأسف لأنه يخلق أوضاعاً قابلة للانتكاس ولا يرفع المعاناة عن كاهل الشعوب، ولا يوفر الاستقرار الإقليمي المنشود، إن هذه الأزمات العربية تحتاج من المنظومة العربية جهداً متواصلاً لأننا لا نقبل أبداً أن تتحول الي أزمات منسية ولو إلى حين.

وأردف أبو الغيط "لا تشعرنا جسامة التحديات سوى بحتمية العمل الجماعي ، فالاستقطاب المستحكم على الصعيد الدولي يدفعنا دفعاً لعمل متضافر والتنسيق عربي أكبر، فصوتنا الجماعي له وزن وقيمة، ويسمع له وينتبه الآخرون إليه".. مضيفا " أثق في أن هذه القمة ستكون عند مستوى تطلعات المواطن العربي في رسالتها ومخرجاتها".

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2