في المكان الذي حاول فيه رجل اغتيال رئيس الوزراء السلوفاكي، روبرت فيكو، يوجد ثقب رصاصة وبقعة دم صغيرة، آثار باهتة للحظة عملاقة صدمت سلوفاكيا بشدة، لكن هدف المسلح توقع حدوث ذلك.
وحسب هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، فقبل شهر من ذلك، تم تصوير روبرت فيكو، الزعيم الشعبوي في سلوفاكيا، وهو يتنبأ بأن التوترات السياسية كانت حادة للغاية بحيث ينتهي الأمر بقتل "سياسي حكومي بارز".
ثم تم إطلاق النار على رئيس الوزراء نفسه، أربع مرات في بطنه وذراعه من مسافة قريبة بينما كان يحيي أنصاره في بلدة تعدين صغيرة سابقة.
ووفقًا لـ"بي بي سي"، لقد نشأت محاولة الاغتيال من مناخ سياسي سام، وتهدد بتعميق الاستقطاب في سلوفاكيا.
ولم يكن تحذير فيكو من هجوم وشيك بمثابة تعليق عابر.
وكرر هذه الفكرة لرئيس هيئة الإذاعة العامة في سلوفاكيا في نفس الوقت تقريبًا.
يتذكر لوبوس مشاج، رئيس قناة “RTVS” السلوفاكية، المحادثة بعد مقابلة أجراها في أبريل: "قلت له: يا رئيس الوزراء، الأمور ليست بهذا السوء".
أضاف: "قال إنه لا يعرف، لكنه طالب وزراءه بتوخي الحذر".
وأصيب فيكو أربع مرات في المعدة وخضع لعملية جراحية أخرى استمرت ساعتين يوم الجمعة.
كان ذلك في وقت قريب من الانتخابات الرئاسية في سلوفاكيا، التي فاز بها حليف فيكو في الجولة الثانية.
وفاز حزب رئيس الوزراء، في التصويت البرلماني في سبتمبر الماضي.
ويتفق الجميع على أن المناخ السياسي كان معاديًا بشكل خاص لأكثر من 6 أشهر، على الرغم من أن الانقسامات تعود إلى عام 2018 على الأقل، عندما قُتل صحفي كان يحقق في مزاعم فساد رفيعة المستوى.
واضطر فيكو إلى التنحي بعد ذلك، وسط احتجاجات ضخمة.
وكانت إعادة انتخابه العام الماضي بمثابة عودة كبيرة تم تحقيقها على أساس برنامج تضمن وعودًا بإنهاء المساعدات العسكرية لكييف واستخدام حق النقض ضد طموحات أوكرانيا في الناتو، فضلاً عن محادثات أخرى تذكرنا بموسكو أكثر من بروكسل.
وقال مشاج لـ"بي بي سي": “لا يسعني إلا أن آمل أن تساعد هذه المأساة في تغيير سلوفاكيا نحو الأفضل، إذا بلغت التوترات ذروتها الآن.. لكن ردود الفعل الأولى للسياسيين لا تشير إلى ذلك”.