الاهتمام – غير المسبوق – الذي بدأت تحظي به الزراعة هذه الأيام من الدولة ومن رئيس الجمهورية شخصيًا.. لم تشهده مصر علي مر الـ 50 سنة الماضية وينذر بعودتها دولة زراعية مرة أخري.
فلا يمر يوم إلا ونشاهد الرئيس عبد الفتاح السيسي – بنفسه – وهو يفتتح مشروعًا زراعيًا عملاقًا أو يعقد اجتماعًا مع الجهات المعنية لبحث دعم الزراعة وتوسيع الرقعة الزراعية.
وآخرها من أيام قليلة افتتاحه للمرحلة الأولي من موسم الحصاد لمشروع مستقبل مصر للزراعة والذي يقع علي طريق" محور روض الفرج – الضبعة الجديدة ".. وافتتاحه لمزرعة علي مساحة 5 آلاف فدان تحتوي علي محاصيل للمشمش والكمثري والبرقوق واليوسفي والبرتقال والمانجو والجريب فروت.. وكذلك افتتاحه لمزارع قطاع السادات علي مساحة 45 ألف فدان والتي تحتوي علي محاصيل للبصل والبنجر والبطاطس والفاصوليا والفراولة والطماطم وقصب السكر، فقد نجح هذا المشروع – لوحده – في إضافة 800 ألف فدان للرقعة الزراعية في مصر وستكمل إلي 4.5 مليون فدان بحلول 2027..
هذا غير إحيائه لمشروع توشكي من عامين مضيا بعد أن تعرض للإهمال لسنوات طويلة وزراعته بالقمح، إضافة إلي المشروع القومي ل استصلاح الأراضي في الدلتا الجديدة والذي يهدف لزيادة الرقعة الزراعية.
هذا ينم علي مدي وعي الرئيس و"بُعد نظره" بأهمية الزراعة.. وأنه ينظر للمستقبل وليس "تحت رجليه" لما للزراعة من مردود في حل مشاكلنا من زيادة سكانية وفجوة غذائية وارتفاعات أسعار.
فقد نجح الرئيس في خلال فترة زمنية لم تتجاوز الـ 3 سنوات في تغيير خريطة مصر الصحراوية من اللون الأصفر للأخضر.. بعد أن استطاع غزو الصحراء وخاصة الدلتا الجديدة ووصل حتي الداخلة والعوينات ومازال استصلاح الصحراء مستمرًا.
وفي تقديري إذا استمررنا علي هذا النهج الزراعي غير المسبوق من استصلاح الأراضي وزيادة الرفعة الزراعية إلي زراعتها بالمحاصيل وخاصة الاستراتيجية من قمح وذرة والمحاصيل التي تدخل في صناعة الأعلاف وغيرها.. فإنه في خلال ما بين 3 و5 سنوات لن نحتاج للاستيراد وستنخفض الأسعار.. والأيام بيننا.
فالرئيس باهتمامه بالزراعة يكون قد وضع "إيده" علي المسار والطريق الصحيح لتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي ل مصر وسر احتياجنا من الغذاء.. بعد أن أخطأنا في حق أنفسنا بإهمالنا للزراعة في الـ 50 سنة الماضية والتي كانت من نتاجها أننا أصبحنا دولة مستوردة للمحاصيل رغم أننا دولة زراعية، وهي مصيبة كبيرة.. حيث كان الاعتقاد السائد – وقتها – بأن الاستيراد من الخارج أوفر لنا من الزراعة، حيث اقتصرت الزراعة علي زراعة الكانتالوب والمحاصيل التافهة علي حساب زراعة القمح والمحاصيل الاسترتيجية، وكانت النتيجة ما واجهناه من فجوة غذائية وارتفاعات أسعار نتيجة لاعتمادنا علي الاستيراد.
وهذا ما فعله الرئيس.. نتعب شوية.. وبعدها نشبع العمر كله.. فتحية للرئيس علي هذا الفكر الواعي.