إن الصراع في السودان ليس بين شخصيات ممثلة في رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ، وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو ( حميدتي )، وإنما هو استهداف للسودان وشعبه الذي تم تشريده إلي الشتات، وهدم مؤسساته علي رغم من مساحاته الشاسعة وثرواته المتعددة، التي تستفيد منها الدول الصناعية الكبري، وهل يعقل أن السودان الذي وصف بأنه سلة غذاء العالم يعاني حاليا من الفقر والجوع، ولماذا تتجدد المعارك مع الاقتراب من الحل رغم أنه بسيط جدا، ولا يكلف أهله شيئا، سوي وقف الحرب وسحب المعدات العسكرية خارج المدن والتوافق علي تحديد الأولويات كخريطة طرق تختصر الوقت، وصولا إلي استقرار دائم وإعادة البناء وإعادة الشعب إلي بلاده للبناء والعمل لأن السودان لا يحتاج إلي الحرب، وإنما إلي اهتمام أهله بالعمل والبناء – لكن من الملاحظ وجود فوضي جزئية، أو شاملة وفق رغبة المستفيد من بقاء الدعم السريع –ومن المرجح أنه سوف يتم التخلص من ( حميدتي )، بعد استنفاد الغرض منه، والاحتفاظ ب الدعم السريع لاستكمال المهمة، فالمؤامرة تحتاج إلي عملاء مطيعين بلا طموحات سياسية، وربما كان السؤال الكبير حاليا هل ينفصل إقليم دارفور، ويكون الدعم السريع نواة لهذه الدولة.
واليوم ووفقا للتطورات الميدانية- وعلي وجه التحديد، ما يحدث في دارفور - هنالك مؤشرات تغذي مشروع التقسيم، منها انسحاب الجيش السوداني من الحاميات الغربية في الجنينة ونيالا والضعين، وترك دارفور للدعم السريع ليفعل بها ما يشاء، وهو ما يحدث حاليا في الفاشر ولاية شمال دارفور، والتي تتحصن فيها الحركات المسلحة التي وقعت اتفاقية سلام جوبا، وأعني بها: حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور ، وجميعهم قرروا الخروج من الحياد والقتال إلي جانب الجيش السوداني؛ دفاعًا عن وحدة السودان، وهو تقريبًا الموقف الذي أبطأ مشروع التقسيم، وفي حال لم يتمكن الدعم السريع من السيطرة علي الفاشر، أهم مدن دارفور - وهل يعتزم الدعم السريع الخروج من الخرطوم مقابل توطين نفسه في إقاليم دارفور – أتصور أن الواقع يشير إلي ذلك إذا لم يتمكن الجيش السوداني من السيطرة علي استعادة الوضع في كل الأقاليم – ولكن ماذا يعني حرق الدعم السريع للقصر الرئاسي في الخرطوم - أعتقد أن الأسابيع المقبلة سوف توضح ما إذا كان الجيش السوداني قادر علي السيطرة أم أن الأمور باتت أكثر تعقيدا، نظرا للتدخلات الخارجية والأطماع في ثرواته وموقعه الجغرافي.