قال أحمد شديد، المحلل السياسي الفلسطيني، في تصريح خاص لـ « بوابة دار المعارف » : أن القرارات التي أصدرتها محكمة العدل الدولية ، بشأن وقف العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح الفلسطينية ، وضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلي قطاع غزة ، هي قرارات إيجابية لا تدع مجال للشك؛ لذلك سارعت السلطة الفلسطينية وحركة حماس بالترحيب بها، على اعتبار إنها تحمل الكثير من النقاط الإيجابية، ولكن المحكمة تركت بعض نقاط الضعف التي يمكن أن يستغلها الاحتلال ، مستندًا على الدعم الأمريكي اللامحدود، مثل فكرة تجنب المدنيين الحرب، هُنا يمكن أن يدعي الاحتلال أن عملياته العسكرية لا تشمل المدنيين، بالإضافة إلي أن هناك بعض التقارير التي روجتها الولايات المتحدة، وهي مغادرة أكثر من 900 ألف من منطقة العمليات الإسرائيلية في رفح، وأن هناك حالة من ابتعاد المدنيين عن ساحة الحرب، وهذه نقطة أساسية كان لابد أن تأخذها المحكمة في عين الاعتبار.
وأضاف: لكن قرارات محكمة العدل الدولية تحمل إيجابيات عدة، فهناك مسألة في غاية الأهمية وهي أن أمريكا لم تعد صاحبة السطوة التي لها أن تفرض سيادتها وإرادتها في جميع القرارات، فاليوم هناك تحولًا كبيرًا في الخريطة الجيواسترتيجية في العالم بأسره، فالعالم يشهد اليوم الكثير من التغييرات في تغيير وتيرة ولهجة التصريحات، مثل تصريح وزير الخارجية المصري سامح شكري، وكيف أن الخارجية المصرية تحمل إسرائيل مسئولية تدهور الأوضاع في رفح، ومجمل الدول التي باتت تعترف بالدولة الفلسطينية تجاوزت 67% من دول العالم، إذن هناك حالة من التضامن اللامحدود، وقرارات المحكمة جاءت تعزيزًا لهذا التضامن.
واشار إلي أن هذا التضامن سيكسر الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية بشكلٍ كبير، وصولًا إلي تحقيق الحقوق الفلسطينية المشروعة بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو وعاصمتها القدس الشريف، فالقرار يحمل الكثير من التفاصيل الهامة، ومسألة النقطة التي كان لابد أن تأخذها المحكمة في عين الاعتبار المتمثلة في تجنب المدنيين ويلات الحرب، لا أعتقد أنها ستبقي ماءً لوجه أمريكا وإسرائيل للحفاظ عليه، مشيرًا إلي أن تداعيات هذه القرارات ستحمل مستقبلا قريب وجيد للحق الفلسطيني، وسيدل أن العالم فعلا تغير كثيرا عن قبل.
وعن رد فعل إسرائيل، بشأن هذه القرارات، أكد «شديد»، أن إسرائيل سترفضه وستعتبر أن المحكمة لا تمتلك أدوات لتنفيذ قراراتها، ولكن هذا لا يغير من واقع الأمر شئ، والعمليات العسكرية التي تشهدها رفح بشكلٍ خاص و غزة بشكلٍ عام في الساعات الأخيرة الماضية هي مؤشرا على مدى تأثر الجانب الإسرائيلي من قرارات المحكمة، والعصبية والهلع التي أصابتهم جراء إتخاذ المحكمة مثل هذه القرارات.