هل كثرة المصائب غضب من الله؟

هل كثرة المصائب غضب من الله؟الدعاء

الدين والحياة26-5-2024 | 03:56

يُعَّد الصّبر من أجمل الصّفات، فهو مفتاح الفرج لكل شيء لا محالة، وملاذ المسلم عند الابتلاءات، ويعني حبس النفس على ما يقتضيه العقل، أو عما يقتضي حبسه عنه، والصّبرُ عظيمٌ عند الشدائد، وجميلٌ عند الفَرج.

كما أن الصبر من أخلاق الإسلام العظيمة التي يجب أن ترافق المسلم في جميع أحواله وأعماله، وإن نجاحه في الدنيا ونجاته وفوزه في الآخرة معلّقان على صبره وشدة تحمّله ومدى رضاه بما قسم الله له وقدّر، وليس ثمة فضلٌ يناله المسلم أحسن من الصبر.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما أُعْطِيَ أَحَدٌ مِن عَطَاءٍ خَيْرٌ وَأَوْسَعُ مِنَ الصَّبْر" إضافة إلى الآيات القرآنيّة الكريمة الكثيرة التي أوجبت الصبر وحثت عليه، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)

وفى هذا السياق قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن كثير من الناس عندما يحدث له شيء من الكَدَر، من الهموم، من المصائب، من الكوارث، من الأزمات فإنه يظن أن الله قد غضب عليه، ولكن هذه هي طبيعة الدنيا التي خلقها الله سبحانه وتعالى.

وأوضح جمعة أن الله خلق الأشياء، وقدَّر لها أقدارها، خلق النار وجعلها مُحْرِقة، وجعل الإنسان يطلب منها الدفء، جعلنا إذا وضعنا فيها اللحم يحدث شوي للحم، جعلها عندها طاقة وحرارة.

وأكد جمعة: خلق الله سبحانه وتعالى الشمس وهي مضيئة، وهذه الإضاءة تسبب النهار، خلق سبحانه وتعالى البحر، وأوجد فيه ماءً، وهذا الماء يُحْدِث البَلل، يعني لو الواحد ألقى نفسه في البحر يبتل، فلا يتعجب إذا ما ألقى نفسه في البحر فابتل، ولا يقول: لماذا قدَّر الله عليَّ البلل؟ وهل هذا غضبٌ من عنده؟ وهل أنا فعلت شيئًا؟ ويبدأ أولًا: في التبرّم. ثانيًا: في الحَيْرة والتردد. ثالثًا: في عدم الثقة لا بالنفس، ولا بالله .

وأشار جمعة إلى أنه لإزالة هذا التوهّم، فإن أصل الدنيا فيها الكدَر، فلا تستغرب الدنيا إذًا ما دامت دنيا، وهذه صفتها؛ فإن الأكدار جزء لا يتجزأ من حقيقتها، هى الدنيا ولأنها دنيئة، ومن الدنو، ومن الدناءة.

واختتم جمعة قائلا: لما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم- هذه المرأة التي مات لها ابنها، وهي تبكي، وتَلْطِم، وكذا؛ فقال لها: «اصبري»، قالت: «عليك عني» ولم تكن تعرف أن الذي يُكلمها هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من شدة حزنها، واستغراقها في الحزن، وانشغالها في هذا الجزع، وأخبروها هذا رسول الله فقامت تجري وراءه، وقالت: «يا رسول الله» -يعني لم أعرفك-، فقال لها: «إنما الصبر عند الصدمة الأولى».

أضف تعليق

إعلان آراك 2