أولت الدولة المصرية اهتماما كبيرا بتطبيق نظم الري الحديثة في الزراعة، لمواجهة الاحتياجات المائية المتزايدة، فضلا عن العديد من المشروعات الكبرى لتحقيق الأمن المائي، في ضوء توجيهات القيادة السياسية، بإعداد برامج عمل ورؤية محددة للأولويات في المرحلة المقبلة، مع التركيز على قضايا التنمية ودفع خطط العمل لتحقيق الأهداف المرجوة الاقتصادية والاجتماعية.
وشاركت وزارة الموارد المائية و الري بفاعلية في التوعية بأساليب الري الحديثة، فضلا عن مشاركتها في مبادرة "حياة كريمة" بمشروعات تأهيل الترع والحماية من السيول وحماية جوانب نهر النيل وتشغيل الآبار الجوفية بالطاقة الشمسية وتدبير قطع أراضي لإقامة مشروعات خدمية عليها، وتأهيل أكثر من 7 آلاف كيلومتر من الترع، وإعداد دليل إرشادي للتأهيل، فضلا عن متابعة الالتزام ب الري الحديث بالأراضي الرملية، والتحول للري الحديث بمزارع قصب السكر والبساتين، والمنطقة التجريبية الرائدة في أسوان.
وشملت المشروعات إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي بإجمالي 21 مليون م3/ يوم، والانتهاء من مشروعات معالجة مياه مصرف بحر البقر والمحسمة، والعمل في مشروع محطة الحمام، وتطهير 22 ألف كيلومتر من المصارف، والتكريك بكميات حفر تصل إلى 10 ملايين متر مكعب سنويا، فضلا عن تنفيذ شبكات الصرف المغطى في زمام 6 ملايين فدان، وتجديد الشبكات في زمام 2.36 مليون فدان.
ومن ضمن المشروعات أيضا مشروع تطوير منظومة الري والصرف بواحة سيوة بشكل مستدام، وإحلال وتجديد محطات الري والصرف القائمة وإنشاء محطات جديدة لخدمة الزراعة والاحتياجات المائية المختلفة، وأعمال حماية للشواطئ بأطوال 144 كيلومترا، ومشروع رائد باستخدام مواد صديقة للبيئة لحماية 69 كيلومترا من الشواطئ، و1470 منشأ للحماية من أخطار السيول، إضافة إلى متابعة الأمطار والسيول من خلال مركز التنبؤ بالفيضان، والخطة الاستراتيجية للمنشآت المائية الكبرى، وقاعدة بيانات لحصر وتقييم 50 ألف منشأ.
بدوره.. أكد المتحدث الرسمي لوزارة الموارد المائية و الري المهندس محمد غانم- لوكالة أنباء الشرق الأوسط- أن الدولة بذلت مجهودات كبيرة في مجال التحول من طرق الري التقليدية ( الري بالغمر) إلى نظم الري الحديثة ( الري بالرش والتنقيط و الري المحوري)، ما كان له بالغ الأثر في توفير المياه.
وقال غانم، إنه تم دعم تشكيل روابط مستخدمي المياه على مستوى المساقي، كما تم مؤخرا الانتهاء من تنظيم انتخابات لاختيار أمناء روابط مستخدمي المياه بالمراكز، وأمناء عموم المحافظات، ورئيس وأعضاء مجلس إدارة اتحاد روابط مستخدمي المياه على مستوى الجمهورية، والتي أجريت طبقا لقانون الموارد المائية و الري رقم 147 لسنة 2021، كما تم تصميم وتنفيذ شبكات ري بالتنقيط متصل بنقطة رفع واحدة تعمل بالطاقة الشمسية.
وأضاف أن الوزارة حريصة على تشجيع المزارعين من خلال إدارات التوجيه المائي بالمحافظات للتحول للري الحديث بمزارع قصب السكر والبساتين، والتشديد على استخدام نظم الري الحديث بالأراضي الرملية، مع تحرير محاضر مخالفة حال استخدام الري بالغمر في هذه الأراضي.
من جهته.. أكد رئيس مركز بحوث الصحراء الدكتور حسام شوقي- لوكالة أنباء الشرق الأوسط- أهمية دور المراكز البحثية لتحقيق التنمية المستدامة، خاصة في المناطق الصحراوية.. مشيرا إلى أنها تسهم في تطوير تقنيات زراعية جديدة تتكيف مع ظروف البيئة الصحراوية، ما يساعد على زيادة الإنتاجية وتحسين مستوى معيشة المزارعين.
وقال شوقي إن مركز بحوث الصحراء يعمل أيضا على نشر الوعي بأهمية استخدام تقنيات الري الحديثة والزراعة العضوية، مما يساعد على الحفاظ على الموارد الطبيعية وحماية البيئة، والحفاظ على كل قطرة مياه.
وأضاف أن ذلك يأتي تنفيذا لتوجهات القيادة السياسية بشأن توحيد الجهود لتنفيذ تنمية حقيقية بناء على الاحتياجات الفعلية للمواطنين، والاهتمام بنظم الري الحديثة لتوفير المياه للزراعة.
وأوضح رئيس "بحوث الصحراء" أن المركز يستهدف استكشاف ودراسة الموارد الطبيعية في الصحراء المصرية، ووضع خطط استثمار هذه الموارد لتحقيق التنمية المستدامة، ما كان له دور مهم من خلال تنفيذ عدد من المشروعات التنموية.
وتشمل أهداف المشروع القومي للتحول من الري بالغمر إلى نظم الري الحديثة، ترشيد استخدام المياه وتعظيم العائد من وحدة المياه وزيادة الإنتاجية من المحاصيل الزراعية، فضلا عن تحفيز المزارعين على التحويل للنظم الحديثة وتطبيق غرامات تبديد المياه تجاه المخالفين حال استخدامهم للري بالغمر في الأراضي الرملية.
وتتمثل طرق ترشيد المياه في الزراعة في اتباع نظم الري الحديثة عن طريق ترشيد الاستهلاك والحد من زيادة كمية الماء المفقودة نتيجة اتباع طرق الري التقليدية فعند الري بالغمر (الأسلوب التقليدي) فإن النبات لا يستفيد إلا بمقدر 10 في المائة فقد من كمية المياه الخاصة، ما يعد هدرا كبيرا للمياه التي يمكن أن تستخدم في أغراض أخرى.
ويشمل نظام ( الري الحديث): الري السطحي وهو عبارة عن مجموعات ري كثيرة منها: الري بالخطوط، وري بالمصاطب، وري بالخطوط الري بالخطوط الكونورية، وهذا النوع في الجبال، و الري بالبواكي، إضافة إلى الري تحت السطحي وهو النوع الذي يتم فيه مد الماسورة الرئيسية في بداية الأرض على عمق 30 سم في الأراضي الطينية، أو على عمق 20 سم في الأراضي الرملية، ويتم الأخذ من الماسورة الرئيسية عن طريق خراطيم مطاطية تدفن تحت سطح التربة.
ومن الأساليب الحديثة أيضا الري بالرش، والذي ينقسم إلى عدة أنواع منها الثابت، والمتحرك، والتنقيط، و الري بالرش المتحرك أو " الري المحوري" شائع استخدامه في الأراضي الصحراوية مثل وادي النطرون، والوادي الجديد، وهذا النوع موفر وتتم الاستفادة من وحدة المياه بالنسبة للنبات دون إهدار، أما الري بالرش المدفعي فيغطي مسافات طويلة تصل من 60 إلى 100 متر ويتم استخدامه في الأراضي المستطيلة أو المربعة، وأخيرًا الري بالتنقيط وهو أهم أنواع الري، حيث يتم توصيل ماسورة رئيسية ببداية الأرض ويتم سحب خراطيم على طول المصاطب أو الخطوط يكون بها نقاط بثلاثة مقاسات، طبقا لنوعية النبات المراد ريه.