هكذا السياسة تسير الأمور حتى ولو لم يعترف بها البعض نظرًا لنتائجها المتواضعة، خاصة في ظل تسارع وتيرة الأحداث والحروب، التي تهيمن على المستويين العربي والإقليمي والدولي ولدينا للأسف حروب عسكرية واقتصادية وحرب وجود، كما يحدث في غزة والعواصم المحيطة بفلسطين وأقصد أننا أمام تحولات كبيرة أرصد من بينها التحالفات والمصالح بين دول العالم ومراقبة نمط الاستراتيجيات المختلفة للدول الكبرى والنامية والدول، التي قامت على حضارات كبيرة وميراث ثقافي وتنموي كبير ولمن دقق كثيرًا في تفاصيل وكواليس قمة البحرين، التي انعقدت مؤخرًا في العاصمة المنامة يقرأ وبوضوح خطوطا عامة للمشهد في المستقبل القريب – مثل التخطيط لمؤتمر دولي للسلام أوروبي عربي وبدعم الصين وإفريقيا لإطفاء الحرائق، التي تحاول تفكيك الدول والسطو عليها بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي ومحاولة إبادة الشعب تحت حجج واهية وبدون مبرر والأمر الثاني هو محاولة تصفير الأزمات العربية التي تتعقد بسبب التدخلات الخارجية في سوريا وليبيا واليمن و السودان والبند الثالث التعاون الاقتصادي وفق رؤية جديدة مع الصين وبعض العواصم وأعتقد أن القيادة الصينية تعتزم الاستفادة من الفرصة الراهنة من فوضي دولية بسبب أحداث غزة والإعلان عن خطوات جديدة يوم 26 مايو الجاري خلال أعمال المنتدي الوزاري العربي الصيني، الذي ينعقد في بكين بمناسبة مرور عشرين عاما علي إنشاء المنتدي والذي يشارك فيه وزراء الخارجية العربية والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وربما بعض القادة العرب ولا أستبعد مشاركة رئيس القمة العربية الحالية الـ 33 الملك حمد بن عيسي آل خليفة والتأكيد على الثلاثية، التي أعلنها خلال القمة العربية وهي السلام والصحة والتعليم والتنمية والانفتاح علي التعاون مع كل دول العالم لإيجاد فرص جديدة لدعم الحياة التي تكون في حالة السلام والصحة والتعليم.
كما أنني لن أنسى كلمات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي كان واضحا ومباشرًا عندما قال: "إن العالم العربي لديه إمكانيات هائلة وأقتبس من النص (وفي ذلك الوقت كانت قرطبة مركز الثقافة والحضارة في شبه الجزيرة الأيبيرية، مثلما كانت بغداد مركز الثقافة والحضارة في العالم - وكانت آثارها ممتدة من حدود الصين إلى سواحل المحيط الأطلسي، قد تحركت عجلة التاريخ، وعدة تحولات - في الميادين الثقافية، الاقتصادية، التكنولوجية، العسكرية – غيرت العالم على حساب الشعب العربي. الدور الهام والفعال، الذي تقوم به الدولة المصرية لمساندة القضية الفلسطينية على مدار التاريخ وأن الموقف الحالي يتم التعامل معه بأقصى درجات الحكمة؛ لدعم القضية والحفاظ عليها ومساندة الأشقاء الفلسطينيين على أساس حل الدولتين، مشيرًا إلى أن الحفاظ على سيناء لا يكتمل إلا بالتنمية الشاملة.
وشدد بالأداء المتميز والاستعداد القتالي العالي للعناصر المشاركة بالمشروع، الذي عكس قدرة وجاهزية الجيش الثاني الميداني، الذي يمثل مع باقي التشكيلات التعبوية للقوات المسلحة الدعامة الرئيسية لحماية أركان الأمن القومي المصري على كل الاتجاهات الاستراتيجية.
هكذا مصر تستخدم كل أنواع القوة الخشنة أو الناعمة من أجل أن تفرض قرارها وتحمي أمنها القومي ومحيطها العربي وتدافع عن الشعب المصري بعقيدة ثابتة وراسخة.
حفظ الله الجيش .. حفظ الله الوطن