خبير آثار يرصد العلاقات المصرية - الصينية خلال ألف عام من خلال الآثار وطريق الحرير

خبير آثار يرصد العلاقات المصرية - الصينية خلال ألف عام من خلال الآثار وطريق الحريرصورة أرشيفية

مصر30-5-2024 | 16:15

فى ضوء زيارة الرئيس السيسى للصين يرصد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار الروابط الحضارية بين مصر والصين والذى يمتد عمرها لألف عام حيث تم الكشف عن العديد من المنتجات الصينية بميناء رأس راية وميناء الطور المملوكى القديم بجنوب سيناء
ويعد ميناء رأس راية 10 كم جنوب مدينة طور سيناء وكان يعد أحد الموانئ التي تمثل مركزًا هامًا للعلاقات بين الشرق والغرب وقد عثر به على منتجات من بورسلين صينى أبيض من القرن التاسع والعاشر الميلاديين وسيلادون من القرن العاشر إلى الحادي عشر الميلادي مما يؤكد أن العلاقات البحرية بين الشرق والغرب امتدت لموانئ طور سيناء في تلك الفترة
وقام الدكتور ريحان بدراسة علمية للتحف الأثرية الصينية المكتشفة بميناء رأس راية أكدت أن البورسلين الصينى يعود إلى عصر أسرة تانج المتأخرة وعصر خمس أسر صينية أخرى مما يؤكد أن طريق البحر الأحمر قد استخدم كطريق للتجارة مع الصين لخدمة التجارة بين الشرق والغرب قبل استبداله بطريق الخليج العربي كطريق رئيسى للعلاقات البحرية بين الشرق والغرب بعد النصف الأخير من القرن العاشر الميلادى.
وأضاف الدكتور ريحان أنه تم العثور على لقي أثرية صينية بالميناء المملوكى المكتشف بمنطقة تل الكيلانى بطور سيناء شملت الخزف الصيني الأبيض والأزرق من الخزف الشعبى من القرن 15 – 16م وآخر يعود إلى نهاية القرن 16 وبداية القرن 17م صنع بمدن صينية وكذلك بورسلين صينى سيلادون صينى وتقليد السيلادون، كما عرف في العصر المملوكي نوع من الخزف تقليد البورسلين الصيني المصنوع بالصين لا سيما المصنوع في عهد أسرة مينج (770- 1054هـ / 1368 – 1644م) سواءً في ألوانه أو رسوم الحيوانات والطيور والنباتات القريبة من الطبيعة وما فيها من حركة وكذلك المرسومة بالأزرق والأخضر على أرضية بيضاء.
ومن منتجات القرن 15 – 16م الصينية المكتشفة بطور سيناء قاعدة فنجان من الخزف الصيني الأبيض والأزرق قوام الزخرفة رسوم نباتية بالأزرق ومن الخارج علامة صينية وجزء من قاعدة وبدن سلطانية من الخزف الصيني الأبيض والأزرق بزخارف أرابيسك وزخرفة دودة القز على سطحه الخارجي وجزء من قاعدة وبدن فنجان من البورسلين الصينى عليها زخارف سحب صينية وقنينة عطور من السيلادون الصينى تعود للقرن 14، 15 م.
ونوه الدكتور ريحان لاستمرار العلاقة بين مصر والصين دون انقطاع فقد احتفلا البلدين عام 2021 بالذكرى السنوية الخامسة والستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وذلك في الوقت الذي تشهد العلاقات الثنائية بينهما عصرًا ذهبيًا في ضوء الصداقة المتميزة بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي والرئيس الصيني شي جين بينغ والتي شهدت تطورًا ملموسًا على جميع الأصعدة في كافة المجالات وأثبتت قدرتها على مواكبة التحولات الدولية والإقليمية والداخلية، وتجلّت في الزيارات المتبادلة بين زعماء الدولتين ومسؤوليها كما أن الزخم القوي للزيارات عالية المستوى بين مصر والصين يعكس الآفاق الواسعة للعلاقات الصينية- المصرية على مدار التاريخ.
وأردف الدكتور ريحان أن مصر تشارك بقوة فى (مبادرة الحزام والطريق) طريق الحرير والخاصة بنشر الموروثات الثقافية والتاريخية للبلدان الواقعة على طريق الحرير القديم، والذي كان يبدأ شرقًا من الصين انتهاءً بمصر في الغرب
ويعبر هذا الطريق خلال 65 دولة تعد مصر محورها الرئيسى فى الشرق الأوسط، وهما طريقين للحرير، طريق برى وآخر بحرى، علاوة على شبكة طرق وسكك حديدية وأنابيب الغاز والنفط وخطوط الطاقة الكهربائية والإنترنت ومختلف جوانب البنية التحتية.
ويكون ذلك عبر 3 خطوط، الأول لطريق الحرير البري والذي تستهدف الصين تنفيذه ليربط بين شرق الصين عبر آسيا الوسطى وروسيا إلى أوروبا، والثاني يبدأ من الصين مرورًا بوسط وغرب آسيا ومنطقة الخليج إلى البحر المتوسط، بينما يمتد الثالث من الصين مرورًا بجنوب شرقي آسيا وآسيا الجنوبية، وطريق الحرير البحري” يتكون من خطين رئيسيين، الأول يبدأ من الساحل الصيني مرورًا بمضيق مالَقَة إلى الهند والشرق الأَوسط وشرق أفريقيا إلى سواحل أوروبا، والثاني يربط الموانئ الساحلية الصينية جنوب المحيط الهادي، وستقوم الصين بضخ استثمارات صينية بكل دولة يمر بها الطريق، وتنفيذ بنية تحتية بشكل يربط الصين بها
وتأتى مصر كدولة محورية لكل هذه الطرق عبر قناة السويس الجسر الرابط بين طريقي الحرير البري والبحري بكل من أوروبا وإفريقيا إلى الأمريكتين، وقد تم بالفعل إنشاء المنطقة الصينية بالجزء الجنوبي للمنطقة الاقتصادية للقناة في العين السخنة على مساحة 7كم وتكلفة استثمارية تصل إلى 350 مليون دولار، بينما تبلغ القيمة الإجمالية للاستثمارات المستهدف تنفيذها بالمنطقة الصينية 6.1 مليار دولار، وقد اجتذبت المنطقة منها حتى الآن 1.1 مليار دولار، بجانب الاستثمارات الجديدة التي وقعتها الهيئة الاقتصادية لقناة السويس بقيمة 5 مليارات دولار.
ويشير الدكتور ريحان إلى دور الإعلام فى العلاقات المصرية الصينية بأن مصر أول دولة أرسلت بعثة للصحفيين المصريين إلى الصين عام 1955 وفي العام التالى قامت بعثة الصحفيين الصينيين بزيارة قارة إفريقيا وكانت القاهرة محطتها الأولى، وتحتضن مصر المكتب الإقليمى لوكالة أنباء (شينخوا) الصينية فى الشرق الأوسط والذى تأسس فى ٥ إبريل عام ١٩٨٥ بالقاهرة وهو أحد سبعة مكاتب إقليمية أقامتها الوكالة فى المناطق الرئيسية للعالم وهى في هونغ كونغ، ونيويورك ومدينة مكسيكو بالمكسيك ونيروبى بكينيا وبروكسل وموسكو والقاهرة ويعد المكتب الإقليمى بالقاهرة مسئولًا عن منطقة الشرق الأوسط، وهناك ست وكالات صينية للأنباء لها فروع بالقاهرة
ويطالب الدكتور ريحان بتعزيز كافة أوجه التعاون بين مصر والصين فى مجالات الإعلام والسياحة والثقافة والاستثمار والتنشيط السياحى، حيث يمكن توطيد علاقات الإعلام السياحي المصري الصيني من خلال إنشاء منظومة معينة للإعلام السياحي المصري الصيني يضم كتاب الإعلام السياحي من البلدين، على أن يكون له مقر بالقاهرة وآخر بالصين، وتنظيم زيارات متبادلة لكتاب الإعلام السياحي للمواقع السياحية بكلا البلدين موضحًا أهمية التسويق السياحي وعرض طرق الاستثمار في المجال السياحي والتنمية السياحية فى البلدين
وكذلك يطالب بإنشاء فضائية للسياحة المصرية الصينية تبث باللغة العربية والصينية والإنجليزية، تقدم الخدمات السياحية وتلقي الضوء على المقومات السياحية بمصر والصين، وتخصيص برامج عن الصين ومقوماتها الاقتصادية وطرق التبادل التجاري والسياحي بها في الفضائيات المصرية، وكذلك عن مصر في الفضائيات الصينية، وإنتاج أفلام روائية وتسجيلية مشتركة يتم تصويرها في مواقع سياحية بمصر والصين.
وتابع الدكتور ريحان بأن التعاون الثقافى بين البلدين يكمن فى أهمية تسليط الضوء على الثقافة والفنون الشعبية والحرف التراثية والموسيقى والفن والفنون التشكيلية في البلدين، واستفادة كل بلد بمميزات الآخر، إلى جانب تخصيص صفحات في الصحف المصرية عن الحياة الصينية يطلق عليها “الصين في عيون مصر”، وصفحات عن الحياة المصرية في الصحف الصينية “مصر في عيون الصين”، إضافة إلى تسليط الضوء على جهد المراكز الثقافية بالصين والمراكز الثقافية الصينية بمصر وتنشيط حركة تعلم لغة البلدين لتيسير الاستفادة من الثقافة المشتركة.
واختتم الدكتور ريحان بأن كل هذه المجهودات مجتمعة ستنعكس على زيادة كبيرة للسياحة الصينية الوافدة إلى مصر للاستمتاع بمقومات السياحة المتنوعة فى مصر من سياحة تاريخية وشاطئية وعلاجية وسفارى وبيئية ومؤتمرات وغيرها.

أضف تعليق

المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2