الانقسام الإسرائيلي وسياسة حافة الهاوية

الانقسام الإسرائيلي وسياسة حافة الهاويةجمال رائف

الرأى2-6-2024 | 15:03

الداخل الإسرائيلي المنقسم علي ذاته يهدد الإقليم بفوضى كبيرة ممنهجة تستهدف دفع المنطقة لحافة الهاوية ما يعرقل مسارات العمل السياسي في محاولة إسرائيلية لفرض الخيار العسكري كسبيل أوحد لتحقيق أهداف غير مشروعة ولو علي حساب أرواح آلاف الشهداء من المدنيين وبالتحديد الأطفال والنساء.

الهشاشة السياسة في الداخل الإسرائيلي، والتي تنعكس داخل الحكومة اليمينية ومجلس الحرب عبر انقسام جعل نتنياهو مجرد دمية فى يد وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش ووزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير ، دمية في مواجهة دمية أخري تتمثل في الوزير بحكومة الحرب بني جانتس والذي يتم تحريكه عبر البيت الأبيض في محاولة من الإدارة الأمريكية لتخفيف شدة تطرف حكومة نتنياهو عبر تخفيض وتيرة الحرب بما يحافظ علي المصالح الأمريكية التي تتضرر بمنطقة الشرق الأوسط أو علي صعيد الداخل الأمريكي حيث تؤثر حرب غزة علي مستقبل نتائج الانتخابات الرئاسية القادمة، بينما يطيل نتنياهو أمد الحرب التي تخصم من أسهم الرئيس الأمريكي بايدن الانتخابية علي أمل أن ترتفع أسهم الرئيس الأمريكي السابق ترامب والذي يعول نتنياهو عليه لإنقاذ مستقبله السياسي المهدد بضغوط داخلية من مظاهرات ومحاكمات أو ضغوط خارجية متمثلة في تحول المواقف الأوروبية إيجابيا لصالح القضية الفلسطينية ، أو ما ينتظره عقب صدور مذكرة الاعتقال بحقه من قبل المحكمة الجنائية الدولية.

أمام هذا المشهد السياسي الإسرائيلي العبثي يتسع الصراع بفعل فاعل إسرائيلي لتقف المنطقة علي حافة الهوية في انتظار سقوط كبير داخل ديمومة فوضي إقليمية ستكون تبعاتها السلبية خطيرة للغاية علي العالم أجمع، بل إن حدوث هذا ربما يدخل القوي الكبري في الصدام الكبير والذي سيعجل بتغير موازين القوي العالمية، تغير سيدخل العالم في عقود من الظلام يمكن الاستغناء عنها بفرض الحلول السياسية وإنصاف المجتمع الدولي للقضية الفلسطينية، فلم تعد البشرية تحتمل المزيد من الفوضى.

اعتماد حكومة نتنياهو علي سياسية حافة الهاوية والتي تضع كافة الأطراف في خطر دليل قاطع علي ضعف ووهن الكيان الإسرائيلي وعدم قدرته علي الاستمرار ومن ثم يحول وضع الإقليم بأكمله في نفس الخطر، ولكن دائما ما تكون حسابات إسرائيل خاطئة، فهناك قوي إقليمية مازالت قادرة علي إنقاذ المنطقة من السقوط وعلي رأسهم مصر، الذي يمثل صمودها ضمانة حقيقية لاستقرار الإقليم.

أضف تعليق