سلطت صحيفة "لوموند" الفرنسية، الضوء على الانتخابات التشريعية في الهند، مشيرة إلى أنها تدخل حقبة من عدم الاستقرار السياسي.
ودللت الصحيفة على طرحها في مقال اليوم الأربعاء، بأن ناريندرا مودي رجل الهند القوي، الذي حكم دون منازع لمدة عشر سنوات، وسيطر على جميع مؤسسات البلاد تقريبًا، يجد نفسه مضطرًا إلى التفاوض بشراسة مع عمال أجهزة الطوارئ والزعماء الإقليميين للبقاء في السلطة.
ولفتت الصحيفة إلى، أنه من المؤكد أن حزب بهاراتيا جاناتا القوي الذي ينتمي إليه، جاء في المركز الأول في الانتخابات العامة الهندية الثامنة عشرة، ولكن للمرة الأولى منذ عام 2014، لم يحصل على الأغلبية.
وحصل حزب بهاراتيا جاناتا، وهو أكبر مجموعة سياسية في العالم بأعضائه البالغ عددهم 180 مليون عضو، على 240 نائبا فقط، بينما الأغلبية محددة بـ272 مقعدًا، وينقصه نحو ثلاثين.. ويمكنه تحقيق ذلك من خلال تحالفه -الذي يضم 292 نائبًا- لكن هذا هو موضوع كل المفاوضات.
وحققت المعارضة، المتحدة حول حزب المؤتمر، عودة ملحوظة، حيث حصلت على 234 مقعدا، وبوسعها إقناع شخصين هامين بالانضمام إليها وبالتالي قلب ميزان القوى.. مثل هذا السيناريو ليس هو الأرجح، لكنه ليس مستبعدًا تماما أيضًا.
ووفقًا لصحيفة "لوموند"، فعلى الرغم من الشكوك وأدائه المتواضع، أعلن ناريندرا مودي فوزه، وهو "إنجاز تاريخي" مشيدًا "بالثقة الهائلة" للناخبين.. وأمام أنصاره المجتمعين في مقر حزب بهاراتيا جاناتا في نيودلهي، وعد بالسنوات القادمة "بفصل جديد وقرارات كبيرة".. وقال متحدثاً عن نفسه بصيغة الغائب، كما اعتاد أن يفعل "هذا هو ضمان مودي.. لقد تأكد أن حزب بهاراتيا جاناتا قادر على تشكيل الحكومة لولاية ثالثة على التوالي".
ولفتت إلى أنه قد تم تقويض أسطورة ناريندرا مودي الذي لا يقهر.. وتعرض رئيس الوزراء لأكبر انتكاسة في حياته المهنية، حيث خسر 63 مقعدًا في خمس سنوات.. كما أن حملته الانتخابية، التي ركزت عليه بالكامل، لم يكن لديها أي زخم أو أفكار جديدة.
ويشكل التصويت فشلًا شخصيًا، ترمز إليه هزيمة حزبه في دائرة أيوديا الانتخابية، وهي بلدة في ولاية أوتار براديش حيث افتتح معبد رام المثير للجدل في 22 يناير ــ الذي بني على أنقاض مسجد بابري القديم.