قال الدكتور ماهر الصافي، المحلل السياسي الفلسطيني: إن الاستقالة التي قدمها بيني جانتس وآزنكوت الوزيران في مجلس الحرب الإسرائيلي، لن تؤثر على حكومة نتنياهو؛ لأنه يمتلك تأييد أكثر من 60 عضوًا بالمجلس، ولكن استقالة جانتس لها أهمية وتأثير أيضًا في مسار الحرب الدائرة على الرغم من أنها جاءت في وقتٍ متأخرٍ، وتكمن هذه الأهمية في ركنين رئيسيين، أولًا؛ سيؤدي هذه الاستقالة إلى تبني فكرة الدعوة إلى الانتخابات القادمة، ثانيا؛ يشهد مجلس الحرب تغييرات في حال حدوث تصدعات داخل الائتلاف الحاكم بشأن قضية صفقة تبادل الأسرى.
وأضاف في تصريح خاص لـ«بوابة دار المعارف»: والركن الثاني قد يحدث في حال انسحاب أو انضمام بعض الأحزاب الحريدية «اليهود المتشددين» التي تختلف مع سياسية نتنياهو الرافضة لوقف القتال وإصراره على الحسم العسكري للمسألة، وفي حال حدوث ذلك فإن استقالة جانتس ستكون بمثابة زلزال سياسي لإسرائيل، يعيدها إلى وضع 6 أكتوبر بما يشمله من تصدعات وانقسامات داخلية، مع توقع وجود مراجعات سيتم تأجيلها، لا سيما أن جانتس وحزبه قد قدموا بالفعل طرحًا بسحب الثقة وتفكيك وحل الكنيست مع نهاية الدورة التشريعية الحالية، وجانتس كان قد أعطى نتنياهو مهلة ثلاثة أسابيع لتغيير سياساته ووضع استراتيجية واضحة لمرحلة ما بعد الحرب، وإلا سيتقيل اعتراضًا على سياسية نتنياهو.
َوتابع: جانتس يرى أن الانتصار الوحيد في هذه الحرب يتمثل في إعادة المحتجزين لدى حماس، وليس النصر العسكري فقط يعني لابد من انتصار دبلوماسي أولا، على عكس توجه نتنياهو الذي يهدف إلى تحقيق نصر عسكري مع عدم أخذ في الاعتبار النصر الدبلوماسي.