علي الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال أكبر اقتصاد في العالم وربما تحتفظ بهذا اللقب بسبب هيمنتها الاقتصادية علي الاتحاد الأوروبي الغارق حتي أذنيه في حرب روسيا و أوكرانيا !
وحسب تقديرات الخبراء الاقتصاديين فلن تستمر الهيمنة الأمريكية علي اقتصاد العالم أكثر من عقد من الزمان حسب أقصي تقدير.
حيث عزا الخبراء ذلك إلي أن الولايات المتحدة لم تتخذ إجراءات أو خططا اقتصادية لحل المشاكل مع اقتصاديات العالم الكبري مثل الصين و روسيا والهند والبرازيل، بل أخذت الولايات المتحدة في محاولة إضعاف هذه الاقتصادات بفرض العقوبات تارة وبعرقلة الاتفاقات التجارية تارة أخري.
وهو أمر دفع كل الاقتصادات الصاعدة في قارة آسيا وأمريكا الجنوبية وإفريقيا إلي محاولة فك الارتباط التدريجي مع الاقتصاد الأمريكي.. وبالطبع كانت الأجواء مهيأة لظهور كيانات اقتصادية كبيرة مثل مجموعة البريكس والتي تضم اقتصادات واعدة وقوية ممثلة في دول تبحث عن الانطلاقة الاقتصادية الحقيقية بعيدا عن النفوذ الأمريكي والأوروبي والذي دائمًا ما يضع العراقيل والشروط المجحفة والتي في مضمونها ليس فقط الاحتكار التجاري والتكنولوجي وإنما العمل علي إضعاف أي اقتصاد قد يكون منافسا في المستقبل!
ورغم أن الاتحاد الأوروبي حاول أكثر من مرة الخروج من بيت الطاعة الأمريكي وتقليص الفجوة التجارية مع الصين إلا أن الحرب الروسية الأوكرانية أوقفت هذه المحاولات بضغط مستمر من الولايات المتحدة الأمريكية، والتي باتت علي يقين أن تلك الحرب العبثية هي أحد الأبواب التي من خلالها ستضعف اقتصاد الاتحاد الأوروبي وترده إلي بيت الطاعة الأمريكي إذا ما علمنا أن الاتحاد الأوروبي تكلف خسائر تقدر بألف مليار دولار خلال العامين الماضيين مما أدي إلي انكماش اقتصاد دول الاتحاد بصورة مقلقة، إضافة إلي مطالبات مستمرة من الإدارة الأمريكية لدول الاتحاد بدعم أوكرانيا في حربها مع روسيا وهو ما يمثل استنزافا حقيقيا للاقتصاد الأوروبي وخاصة ألمانيا و إنجلترا و فرنسا ، حيث أن الدول الثلاث تحوز علي أكثر من نصف اقتصاد الاتحاد الأوروبي، ومع زيادة الإنفاق العسكري ستواجه دول الاتحاد مأزقا كبيرا قد لا تستطيع الخروج منه إلا بدفع فاتورة اقتصادية واجتماعية وسياسية كبيرة لتحافظ علي استقرار شعوبها في مواجهة حرب لا طائل منها، وأن المستفيد من هذه الحرب هي الولايات المتحدة التي تحاول تعطيل الاقتصاد الأوروبي ، وضمان تبعية الاتحاد الأوروبي للولايات المتحدة في حربها الاقتصادية مع الصين، وضمان دعم أوكرانيا في حربها العسكرية مع روسيا، وبالطبع، فإن دول العالم تحاول إيجاد بديل لتكتلات اقتصادية هادئة بعيدا عن مشاكل أوروبا وأمريكا.