سكوت كوبفرمان: قمت بابتكار تطبيق يترجم إشارات العين ويحول الصورة إلى صوت

سكوت كوبفرمان: قمت بابتكار تطبيق يترجم إشارات العين ويحول الصورة إلى صوتسكوت كوبفرمان

ثقافة وفنون13-6-2024 | 10:38

قال سكوت كوبفرمان الخبير العالمي بمجال ذوي الاحتياجات الخاصة، والذى استضافته مكتبة الإسكندرية اليوم، إنه لا بد أن نضع في الحسبان عندما نتعامل مع إنسان يعاني من الإعاقة أن المعاقين لديهم القدرة ليكونوا فعالين وأهم شيء يجب أن نغيره هو الاعتقاد الخاطئ بأن أصحاب الإعاقة ليس لديهم القدرة على الإنجاز، وذكر أن له صديق اسمه ويلسون وهو يعمل كمدرس في جامعة كلورادو، قائلا: هو أعظم مدرس.

وذكر أن ويلسون لا يستطيع أن يتحكم أو يتكلم أو يعبر إلا من خلال إشارات عينيه بنعم أو لا، لأنه يعاني من خلل دماغي، موضحا أن صديقه كان سببا في أن يقوم بابتكار تطبيق على جهاز الموبايل يساعد على ترجمة ما يفعله ويلسون حينما تقوم عينيه بالإشارة وتستطيع الكاميرا ترجمة إشارات عينيه والتطبيق اسمه seeing Ai ويمكن تحميله بشكل مجانى، وأضاف أنه من خلال كاميرا الموبايل والتطبيق يستطيع أن يتواصل مع البيئة المحيطة به ويتحكم في الأجهزة.

وأضاف كوبفرمان أن لديه خلفية مثالية لأنه يجمع بين علوم التكنولوجيا والكمبيوتر وبين دراسات الإعاقة، ومن خلال التطبيق الذي ابتكره يمكن لمعاق بصري أن يذهب الى المطعم واذا كان يريد قراءة قائمة الطعام يستخدم الموبايل في أخذ صورة من خلال هذا التطبيق لقائمة الطعام ويقوم الموبايل بقراءة القائمة بلغة منطوقة ويمكن استخدام تحويل الكلام المكتوب إلى منطوق كما يمكن إذا أراد شخص أن يقرأ كتابا في مكتبه أن يستعين بهذا التطبيق أيضا، فالكاميرا تحول الكلام المكتوب الى منطوق، كما يمكن للكاميرا من خلال هذا التطبيق أن تاخذ صورة للبيئة المحيطة وتقوم بقراءتها بصوت مسموع ويمكن ايضا اذا كان هناك شخص ما بجانب المعاق بصريًا ويريد أن يعرف تفاصيل ملامحه وملابسه وتعبيرات وجهه واذا كان جالسا أم يقف، تستطيع الكاميرا أيضا من خلال هذا التطبيق ومن خلال صورة تلتقطها لهذا الشخص أن تحولها إلى نص مسموع أيضا يصف للمعاق بصريا كل التفاصيل.

وأوضح الخبير الأمريكى قائلا: أحاول أن أتعامل مع شركات تكنولوجية مثل أبل وأندرويد، وأحاول أن أطور التكنولوجيا لديهم لتتعامل مع المعاقين، كما أقوم بعمل تطبيقات على "يوتيوب" تخدم الأشخاص المصابين بالصمم بحيث تكون هناك نصوص مكتوبة أي تحويل صوت الى كتابة، وقال: أنا أحاول أن أتعلم العربية وأحاول أيضا أن أجد نصوصا مكتوبة والتطبيق يساعدني على التعلم، مضيفا: نحاول أن نجد خدمات للمعاقين عن طريق الموبايل وسنصل إلى خدمات متعددة جدا مع وجود خدمات أخرى موجودة بالفعل .

وذكر أنه يفكر في ثلاثة أشياء، أولها إتاحة فرصة تعليم للمعاق، وإتاحة فرصة العمل وهو شيء مهم جدا مع فكرة مهمة جدا أن الشخص المعاق يستطيع الحياة بشكل مستقل أي لا يحتاج لشخص آخر ليعيش معه أو يرافقه طوال الوقت، وفكرة عن الاستقلالية وهي أن يكون الشخص لديه الاختيار ليعيش مع أسرته أو يعيش وحده وأن يستطيع مثلا كثيف البصر أن يتعامل في مطعم أو في الشارع، ومن المهم جدا أن يحصل المعاقون على تعليم مناسب وأن يظلوا يتعلمون طوال الوقت، والتعليم لا يشمل فقط المناهج الدراسية ولكن تعلم المهارات، فلا بد أن يكون هناك تعلم العديد من المهارات، ومرحلة التعليم مهمة جدا، ففي هذه المرحلة نستطيع أن نؤهل المعاق لكي يحصل في المستقبل على وظائف أفضل ولكي يستطيع الحياة وحده بشكل مستقل.

ونظمت مكتبة الإسكندرية من خلال قسم ذوي الاحتياجات الخاصة بقطاع المكتبات وبالتعاون مع السفارة الأمريكية بالقاهرة ومؤسسة قرية الأمل، اليوم الأربعاء، لقاءً حواريًّا علميًّا رفيع المستوى مع الخبير العالمي بمجال ذوي الاحتياجات الخاصة ودمج الإعاقة الدكتور سكوت كوبفرمان.

ويشغل الدكتور سكوت كوبفرمان عدة مناصب مهمة بمجال ذوي الاحتياجات الخاصة والإدماج الشامل، حيث إنه أستاذ ومنسق برنامج التعليم الخاص في جامعة كولورادو بالولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك باحث بمنحة فولبرايت في جامعة طوكيو باليابان. وهو أيضًا مدير التعاونية الوطنية للإعاقة والتكنولوجيا، وهي شبكة ممولة اتحاديًّا تضم أكثر من 300 شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة والباحثين وشركات التكنولوجيا، الذين يشاركون في تطوير التكنولوجيا التي يمكن الوصول إليها والبحث فيها.

الدكتور كوبفرمان هو باحث معترف به دوليًّا وله مشاريع حديثة متعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة في اليابان، وبيرو، وكوريا الجنوبية، ونيبال، والإمارات العربية المتحدة، وبوتسوانا. وأدت جهوده إلى الحصول على العديد من الجوائز، بما في ذلك دعوات ليكون مندوبًا لدى الأمم المتحدة في جنيف، وزميلًا باحثًا في العديد من شركات التكنولوجيا، بالإضافة إلى أنه حاصل على جائزة التميز من وزارة التعليم الأمريكية.

وتناول لقاء الدكتور سكوت كوبفرمان عدة محاور مهمة، منها تسليط الضوء على إمكانية وصول الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة إلى بيئات التعليم والعمل، بالإضافة إلى أنه عرض أحدث تقنيات التكنولوجيا المساعدة لتسهيل عملية الدمج والتأهيل، والحديث عن قدرات ذوي الهمم والعديد من القضايا التي تتعلق بهذه الفئة المهمة بالمجتمع.

ويأتي اللقاء في إطار دور مكتبة الإسكندرية الفعَّال والرائد لخدمة وتوعية فئات المجتمع المختلفة، حيث إنها تولي اهتمامًا خاصًّا بذوي الاحتياجات الخاصة من خلال الفعاليات المختلفة والأنشطة المقدمة بشكل مستمر لهم؛ لتشجيع القراءة وتنمية المواهب والمهارات الحياتية والفكرية لنشر الوعي والمعرفة، وكذلك تعليمهم المهارات اللازمة لتأهيلهم لسوق العمل، والاهتمام بالتعليم الإبداعي والتفاعلي والثقافي، حيث يتم توفير برامج وأنشطة ثقافية وورش عمل تفاعلية خلال العام لجميع فئات وأعمار ذوي الاحتياجات الخاصة، وأيضًا محاضرات عن بُعد ودورات تدريبية، بالإضافة إلى محاضرات توعوية وإرشادية لأولياء الأمور لكيفية التعامل مع أبنائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة.

أضف تعليق