ورش التمثيل وتحذير "ذكي"!

ورش التمثيل وتحذير "ذكي"!محمد رفعت

الرأى16-6-2024 | 11:58

الأخبار التي تنشرها الصحف والمواقع الإلكترونية باستمرار عن الأجور الخيالية التي يحصل عليها نجوم الفن ، شجعت علي ظهور بعض الكيانات الفنية الوهمية التي تحاول إيهام الناس بأنهم سيصنعون من أبنائهم نجوماً ومشاهير في مجالات الغناء والتمثيل ، ليحصلوا علي أموالهم أو يستغلونهم في أشياء أخري غير مشروعة.

وقد انتشرت في السنوات الأخيرة إعلانات علي مواقع التواصل الاجتماعي ، تطلب موهوبين جدد في الغناء والتمثيل وكتابة الأغاني، أو تعلن عن ورش تمثيل ودورات لاكتشاف وتدريب المواهب الجديدة ، مع وعود بإتاحة الفرص لهم للظهور في الأعمال الفنية، ورغم أن بعض تلك الورش يقوم بالتدريب فيها بالفعل أسماء كبيرة ومعروفة في عالم الفن ، إلا أن الكثير منها مجرد "سبوبة؟ أو "نصباية" لاستغلال حلم الكثيرين بالشهرة والثراء، للتحايل عليهم وتحصيل مبالغ مالية منهم دون وجه حق.

ومع انتشار تلك "الورش" في الفترة الأخيرة، وإدعاء بعضها بأنها حاصلة علي ترخيص بالعمل من النقابات الفنية المختلفة، قامت نقابة المهن التمثيلية بإصدار العديد من البيانات الواضحة والصريحة للتحذير من استغلال العديد من ورش التمثيل للشباب الحالمين بدخول مجال التمثيل وتحقيق حلم النجومية، وخداعهم والحصول منهم علي مبالغ مادية طائلة بزعم ترشيحهم لمكاتب "الكاستينج" من أجل إشراكهم في بطولات الأعمال الفنية.

وفي ظل تكرار شكاوي الشباب من تعرضهم للنصب علي يد القائمين علي كثير من تلك الورش الفنية المزعومة ، خرجت نقابة المهن التمثيلية، ممثلة في رئيسها الفنان أشرف زكي محذراً من التعامل مع تلك الكيانات الوهمية، وكتب منشوراً علي صفحته الرسمية علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، يؤكد فيه أنه لا علاقة للنقابة بورش التمثيل، وأن النقابة غير مسؤولة عن تعرض الشباب الذين يتعاملون معها للنصب في مبالغ مالية طائلة.

ورغم أهمية الخطوة التي اتخذت نقابة المهن التمثيلية ونقيبها، إلا أنها ليست كافية وحدها لحماية الموهوبين من محاولات استغلالهم والتجارة بأحلامهم، في ظل غياب واضح لهيئة الرقابة علي المصنفات الفنية، خاصة وأن الأمر لا يقتصر فقط علي التحايل المالي، ولكن إعلاناَ صغيراً في جريدة مجهولة أو موقع علي الإنترنت أو صفحة علي مواقع "السوشيال ميديا"، قد يكون بداية لانحراف شاب أو فتاة ، يتم التغرير بهم بدعوي فتح أبواب الأضواء والنجومية أمامهم.

وحتي يعود دور الدولة من جديد في اكتشاف وتبني المواهب الجديدة في كافة المجالات وإتاحة الفرص الحقيقية لها للظهور والتألق، فإن الحل الوحيد لانقاذ الشباب والفتيات من هذه الشركات الوهمية هو وجود رقابة حقيقية ومتابعة دقيقة لمثل هذه الاعلانات التي يتم نشرها في الصحف والمجلات وعلي مواقع التواصل الاجتماعي بدون رقيب أو حسيب، حتي لا تتحول الي أبواب خلفية لتجارة الرقيق الابيض أو دكاكين تبيع للشباب وهم الشهرة الكاذب

أضف تعليق

إعلان آراك 2