لبيك يا وطن

لبيك يا وطنسعيد صلاح

الرأى16-6-2024 | 12:05

قلوبنا تخطفها التكبيرات في هذا التوقيت من كل عام، وتبقي عيوننا معلقة نحو ستار الكعبة تواقة إلي رؤيتها والاستمتاع بالقرب منها، ومناجاة الله الذي تتعطر أفواه ضيوفه – ونحن معهم – بالتكبيرات الخالدة "لبيك اللهم لبيك".

نحن في هذه الأيام نعيش أجواء مباركة، وتحيط بنا وبالكون كله نسمات ربانية تحمل ريح الجنة لمن استقام وطاع ولبي النداء، وتتبلل عيوننا وتغتسل متطهرة بدموع الرجوع والتوبة لمن أخطأ ثم أناب وعزم علي ألا يعود.

اللهم اكتب لي ولكل المصريين وللأمة الإسلامية كلها حلاوة القرب منك، وجائزة النظر إليك ومجاورة خير الخلق مصطفاك وحبيبك.

اللهم لا تحرمنا السكينة والسلام في عالم طاشت فيه العقول وتحجرت فيه القلوب وسكن الرعب الفرائس فتزلزلت زلزالا، اللهم آمن روعة إخواننا في فلسطين و السودان وليبيا ولبنان وسوريا واليمن وفي كل بلاد الإسلام وانصرهم علي أعدائهم وعلي نفوس الضالين منهم.

اللهم ثبت المصريين وانصرهم علي أعدائهم في الداخل قبل الخارج، فقد تغولت شرورهم وفاحت رائحة نواياهم الخبيثة ومرادهم.. اللهم رد كيدهم وولي نحورهم دبورهم وألهم مصر وشعبها الصواب وأرشدهم إلي طريق الخير والصلاح دائمًا وأبدًا.

إنني أثق في فراسة كل مصري، وأظن أنه في هذه الأيام المباركة تقوده روحه نحو النهم من عطايا ومنح الله عز وجل، فلا يتوقف عن الدعاء والرجاء بأن يحفظ الله مصر – سماؤها وترابها وماؤها – خاصة في هذه الفترة التي باتت تشبه صندوق بارود ألقي فيه ثقاب مشتعل.

إن المصريين في كل بقاع الدنيا ومن لبي منهم نداء الله وذهب للحج هذا العام يحملون وطنهم في قلوبهم بآماله وطموحاته وأحلامه، ولم يتوقفوا ثانية واحدة عن تلبية نداء الوطن.. ذلك النداء المقدس الذي نحمله جميعا نحن المصريون في قلوبنا منذ أن سمعت الدنيا أول صرخاتنا.

وفي هذه الأيام التي نسعد فيها بنسمات الحج وأيامه المقدسة، نسعد أيضا باقتراب أيام لها في نفوسنا ذكري طيبة، أيام جري فيها تلبية نداء الوطن من الشعب والجيش.

في هذه الأيام تقترب الذكري السنوية لثورة 30 يونيو المجيدة مع أيام الحج المباركة وتتوافق المساعي بين تلبية نداء الله، وحج بيته المعمور، وتلبية نداء الوطن في الزود عنه وحمايته من أي شرور.

لقد لبي الشعب المصري في مثل هذه الأيام نداء الوطن عندما استغاث به لينقذه من هوة سحيقة كاد الإخوان أن يلقوه فيها بلا رجعة، فخرج الشعب المصري كله ملبيا النداء، حاميا له ولثوابته ومقدساته.

ثم نادي الشعب، الجيش، واستغاث به لحمايته وحماية الوطن، فاستجاب الجيش ولبي النداء وكان مشهدًا تاريخيًا في 3 يوليو أعلن فيه الجيش علي لسان قائده عبد الفتاح السيسي الاستجابة لنداء الوطن.

إن كنا قد استجبنا لنداء الوطن في 30 يونيو 2013، فعلينا ألا نتوقف ونظل نردد في نفوسنا (لبيك يا وطن)، نرددها في كل وقت وحين واضعين الوطن نصب أعيننا باستمرار حتي يستطيع أن يعبر أزماته ويتجاوز تحدياته.

الوطن الآن في حاجة ماسة لنا جميعا، لأنه يواجه تحديات كبري تتطلب منا أن نصطف خلف قيادتنا الوطنية لنحافظ علي ما أنجزناه ولا نعطي فرصة لأحد، فيعيدنا للوراء أو ينال من نصرنا وإنجازاتنا.. لبوا نداء الوطن في كل وقت وحين ولا تتوقفوا عن ترديد "لبيك يا وطن"، ليعلم كل قاصي وداني أن في وطننا مصر (شعب وجيش) يحميه.

حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن

أضف تعليق

إعلان آراك 2