إن من أهم إلإنجازات العلمية فى العصر الحديث الثورة التكنولوجية والمعلوماتية والتى سهلت التواصل والربط بين كل بقاع العالم وحولته الى قرية صغيرة وهذا الإنجاز حقق الكثير من المقاصد النافعة والمفيدة للإنسانية واختصر كثيراً من المسافات وقرب بين المجتمعات ، كما أنها يسرت وذللت الحصول على المعلومات فى كافة المجالات بيسرٍ وسهولة و دون عناء.
وتُعد منصات ووسائل التواصل الإجتماعى أبرز ما قدمته هذه الثورة التكنولوجية و التى مكَّنت من يستخدمونها من تبادل الفكر والمعلومات ونقلها بسرعة الى الطرف الاخر مكتوبة و مرئية ومسموعة فيسرت سرعة اتخاذ القرارات وأثرت بشكل مباشر فى تشكيل الرأى العام فى العديد من القضايا والأحداث محليا وعالمياً ، وكل يوم تظهر انماط جديدة من الثقافة الرقمية التى أصبحت ملازمة للإنسان فى كل أمر من أمور حياته اليومية ، ومع سرعة أنتشار استخدامها كان لهذا الإستخدام العديد من الإيجابيات و السلبيات التى انتشرت من حُسن وسوء الاستخدام
ومع الإيمان الكامل بإيجابيات استخدام التكنولوجيا والرقميات فى تيسير وتسهيل التواصل الإجتماعى بين المؤسسات والناس وتذليل العديد من الصعوبات واختصار عامل الزمن فى وصول المعلومة ولكن إساءة الاستخدام خلفت وراءها العديد من المشكلات الإنسانية والاجتماعية والسياسية والأمنية أكثر من أن تُحصى فقد تزايدت وتنوعت بشكل مخيف الجرائم الإلكترونية ، أخلاقياً واجتماعيا وسياسياً وأصبحت تلك المنصات منبراً مفتوحاً أمام كل من شاء أن يقول ويكتب ماشاء فى أى وقت شاء غير مراعياً لأخلاقيات المجتمع ولا أدبيات الإختلاف بل اصبح محرضاً على الإنفلات الأخلاقى وبث كل ما هو ردئ ويُسيئ لتاريخ الأفراد والمجتمعات تحقيقاً لمصالح دنيوية متجردة من كل ما يحض على الفضيلة والسلام والأمن المجتمعى وهو ما يتنافى مع الأديان والشرائع وهذا للأسف هو الاستغلال السلبى لمواقع ومنصات التواصل والتى ساهمت فى تنامى العديد من جرائم الانحلال الأخلاقى والتجاوز على الخصوصيات بل وإثارة الفتن والمجتمعية والدينية بين ابناء الوطن .
فقد أدى هذا الانتشار الهائل فى استخدامات هذه المواقع وتلك المنصات على كافة جوانب الحياة، ومن أهمها الأمن المجتمعى للدول وأصبح من أسلحة لا تقل خطورة بل تزيد عن الأسلحة القتالية و أصبح العالم يواجه العديد من التحديات والتهديدات من خلال انتشار الأكاذيب والشائعات وحملات التشكيك الممنهجة التى تسعى لعدم الاستقرارالسياسى والاقتصادى والترابط الاجتماعى كما انه أصبح يضر مباشرة بمفهوم الأمن القومى الذى لم يعد يقتصر على التهديدات العسكرية الخارجية التى تتعرض لها الدول والشعوب .
ودائماً ما تتزايد حدة استخدامات وسائل الميديا فى اطلاق التشكيكات والشائعات لأغراض دنيئة يُراد بها زعزعة الاستقرار وفقدان الثقة بين الأفراد والقيادات ، ولكن دوماً ما تتفتت هذه الإفتراءات على صخرة التماسك الشعبى والمجتمعى فمهما كانت قسوة الظروف الإقتصادية فإن نعمة الوطن واستقراره أهم بكثير لأن الوطن الآمن من النعم التى يُنعم الله بها على الناس .
ولابد من الوعى ثم الوعى ثم الوعى بآليات مواجهة الشائعات والشبهات والتشكيك والحروب النفسية وتتلخص فى بعض النقاط التالية :
– تفنيد الشائعة والبحث عن مصدرها والعمل على ترويج الرد بشكل مكثف .
– الكشف عن مروجى تلك الشائعات بعد التأكد من قصد الترويج للشائعة مع إتخاذ الإجراءات اللازمة حيالهم ونشر نتائج ما تم معهم من تحقيقات لتكون رادعاً لغيرهم من إطلاق شائعات جديدة تهدد أمن واستقرار المجتمع .
– الشفافية فى الإفصاح من الجهة المنوط بها الرد على تلك الشائعة ، فإن كانت كاذبة ينبغى نفيها على وجه السرعة .
– قيام الإعلام المرئى والمسموع والمقروء بدوره فى توضيح كل ما يتعلق بأى من الشبهات المثارة على شبكات التواصل .
– أخذ المعلومات من مصادرها الرئيسية السليمة .
لذا فإنه من الواجب العلم بأن مواقع التواصل الاجتماعى أداة هامة للتواصل بين أفراد المجتمع ووسيلة من وسائل التعبيروتبادل الأراء، فهى فى الوقت ذاته عند إساءة استخدامها فإنها من أخطر الأدوات التى تعمل على تهديد سلامة الأمن القومى للمجتمعات .
فاليقظة والوعى والإنتباه يا ابناء الوطن .
حفظ الله مصر