قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني طوني عيسى، أن إسرائيل و حزب الله يريدان الالتزام بضوابط معينة في التوترات الحالية بينهم فكلٍ من الطرفين يريدان عدم تفجير حرب واسعة في الجنوب اللبناني والشمال الإسرائيلي؛ لأن العواقب ستكون وخيمة ولكن حزب الله يربط الوضع في الجنوب اللبناني بحرب غزة، ويقول: "لن أوقف المساندة من الجنوب اللبناني إذا لم تتوقف الحرب على غزة"، فإذا استمر وضع الحرب في غزة، وحتي الآن غير واضح تمامًا متي ستنتهي الحرب على غزة أو ما هو الوضع الذي يمكن أن يعتبر فيه الوضع توقفت فيه الحرب، وبالتالي هذا الوضع الغامض الذي تعيشه غزة سيربط الجنوب اللبناني باستمرار الاشتباك وسيضعه في مهب التفجير في أية لحظة؛ لأن حرب المساندة وحرب الاستنزاف في الجنوب اللبناني طال أمدها؛ ولذلك أصبح من الممكن الانزلاق في انفجارٍ واسعٍ وحتي إذا لم يرغب الطرفين الانزلاق في هذه الحرب، فربما تحدث حرب فعلًا حتي في ظل الضغط الذي تضغطة الولايات المتحدة لعدم حدوث هذه الحرب، مشيرًا إلى أن الفترة من هُنا وحتي سبتمبر القادم أي شهرين هي فترة حساسة جدًا في مصير هذا التصعيد؛ لأن إسرائيل تقول أنها ستعيد سكان شمال إسرائيل إلي منازلهم التي نزحوا منها؛ بسبب التوترات مع الجنوب اللبناني، لكي يعود الطلاب إلى مدارسهم مع بداية العام الدراسي أي أن الأفق الزمني أصبح محصورًا في نطاق الشهرين القادمين؛ لذلك الأسابيع القادمة هي خطرة فيما يتعلق بالوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وأضاف في تصريحٍ خاص لـ«بوابة دار المعارف»: بالنسبة للتهديدات المتبادلة بين حزب وإسرائيل، فقواعد الاشتباك أو المواجهة بين الطرفين دخلت مرحلة ثالثة.. فالمرحلة الأولى كانت فيها الاشتباكات بالمناطق المجاورة مع الحدود ثم اتسع النطاق ودخل مرحلة ثانية متمثلة في اشتباكات وعمليات حربية شملت مناطق عديدة فى جنوب لبنان والبقاع الغربي.. أما الآن دخلنا مرحلة ثالثة على الأرجح وهي مرحلة التهديدات الواسعة كـ الأحاديث التي تم تسريبها عبر صحفية "تليجراف" البريطانية المتمثلة بوجود أسلحة وصواريخ لـ حزب الله في مطار بيروت، وفي المقابل كان "حسن نصر الله" أمين عام حزب الله هدد قبرص بأنه سيعتبرها جزء من الحرب في حال استخدمت إسرائيل مطاراتها وقواعدها في حربها مع لبنان.. هذا المستوى الثالث هو الأخطر الذي وصلت إليه قواعد الاشتباك الآن.. وهو ينذر بإمكان حدوث تفجير حرب حقيقية؛ لأن جميع الأطراف تطلق التهديدات الكلامية أو الإعلامية أي كل صرف يبرز عضلاته ويرفع سقف المطالب، ولكن هذا يضع الجميع أمام مأزق وحدوث حرب حقيقية، تبدو في البداية وكأنها مناورة، لكن ستنتهي بمغامرة حقيقية.
وتابع "عيسي" حديثه، قائلًا: السيناريوهات التي يمكن أن تقوم بها إسرائيل هي واضحة؛ لأن قادة حكومة الحرب في إسرائيل قالوا أن الحرب إذا حدثت مع لبنان سوف تكون مدمرة وسيُصاب فيها مرافق ومنشآت لبنانية حيوية واستراتيجية هُنا لا يمكن تقدير ماذا يفعل الإسرائيليون وإلى أين يمكن أن تصل الأمور، البعض يتحدث عن احتمال دخول إسرائيل في الجنوب بضعة كيلومترات؛ لتأمين المنطقة العازلة هذه سيناريوهات لا يمكن تقديرها بالفعل ولكن سيجري مثل ما حدث في 2006 بين إسرائيل و لبنان كانت مدمرة ل لبنان وحدث فيها تدمير كبير في العديد من المرافق واستمر لبنان سنوات عديدة يعاني ليتمكن من إصلاحها وإعادة الحياة مرة ثانية.. أما من جهة حزب الله فالسيناريو المحتمل هو أن يستخدم رشقات مكثفة من صواريخه ومسيراته في اتجاه العمق الإسرائيلي وبالفعل في الأيام الأخيرة أطلق حزب الله مسيرة أطلق عليها اسم "الهدهد" كانت تستكشف المنطقة الشمالية لـ إسرائيل حتي حيفا وهذا تحذير ل إسرائيل بأننا يمكننا أن نفعل الكثير.
أما الممكن أيضًا أن يشارك قوات أخرى حليفة ل إيران في المنطقة بهذه الحرب، وهذا ليس ببعيد أن تشارك إيران بنفسها كما حدث في الرد عندما قصف الاحتلال القنصلية في دمشق فيمكن أن يستعان بهذه الحرب إذا انفتحت على حزب الله بكل حلفاء إيران بالشرق الأوسط هذه سيناريوهات يمكن أن يقوم بتحلليها الخبراء والسياسيون لكن الأمور تبقي بالوقائع عند حدوثها إذا حدثت.