الزواج هو مصدر السعادة والإستقرار للإنسان، فقد خلق الله سبحانه وتعالى النساء ليكونوا شقائق الرجال، فلا يمكن للرجل أن يعيش بدون المرأة، ولا يمكن للمرأة أن تعيش بدون الرجل، قال تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا)
كما شرع الله الزواج لتحصين الإنسان المسلم للقضاء شهوة الإنسان بما يرضي الله سبحانه وتعالى، بعيدًا عن الفحشاء والمنكر والزنا والسفاح، لهذا بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم لمعشر الشباب أهميته، بقوله: (يا معشرَ الشبابِ مَنِ اسْتطاع منكمُ الباءةَ فليتزوجْ فإنَّه أغضُّ للبصرِ وأحصنُ للفرجِ
كما أنه تحقيق ل خلافة الإنسان في الأرض فالله سبحانه وتعالى خلق آدم ثم جعل من ضلعه زوجًا له حتى تكون له الذرية فيقوم بخلافة الأرض وعمارتها، ولا يتحقق ذلك إلا بالزواج، إذ كيف يحصل التكاثر والذرية المسلمة التي ستحقق العبادة لله سبحانه وتعالى دون وجود رابط إسلامي قائم ب الزواج بين الرجل والمرأة.
وفى هذا الصدد قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله سبحانه وتعالى أباح لنا الزواج وجعل هذا النظام بين الذكر والأنثى لإنشاء أسرة ، منوهًا بأن الأسرة غرضها في النهاية هو عمارة الأرض.
وأوضح جمعة: أن عمارة الأرض تحتاج إلى النسل ، مشيرًا إلى أن الله عز وجل خلق الأنثى ومكنها من الحمل والولادة وأعطى لها الرضاعة للرعاية والعناية بالأطفال ليبلغوا مبلغ العاملين في الأرض بناتًا أو أولادًا، فإذن الزواج صنع لضبط هذه العلاقة.
وأشار جمعة إلى أن الحياة الزوجية ليست شركة تجارية ، لتجارة المياه الغازية وإنما هي حياة ينبغي أن تقوم على أسس أولها المودة والرحمة، مستشهدًا بما قال الله عز وجل : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الآية 21 من سورة الروم.
واختتم جمعة بأنه إذا ذهبت المودة والرحمة سيذهب معها الأدب واللياقة واللباقة سيذهب معها الحب لأن الحب وليد الرحمة، كما سيذهب معها معاني كثيرة جدًا وتصبح الحياة بدلاً من أن تكون حياة مستقرة سعيدة وهو الذي نسعى إليه جميعًا سعادة الدارين دار الدنيا ودار الآخرة ، تصبح مرفوضة ونكد وكدر .