«العهدة النبوية» بدير «سانت كاترين» ترصد دور العبادة المسيحية بأنواعها وتدعو لحمايتها

«العهدة النبوية» بدير «سانت كاترين» ترصد دور العبادة المسيحية بأنواعها وتدعو لحمايتها«العهدة النبوية» بدير «سانت كاترين» ترصد دور العبادة المسيحية بأنواعها وتدعو لحمايتها

اتجاه الريح20-11-2018 | 14:22

وكالات
كشف الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء بوزارة الآثار، عن قراءات علمية جديدة فى مخطوط "العهدة النبوية" المحفوظ بمكتبة دير سانت كاترين.
وأشار ريحان إلى أن هذه الوثيقة تعد أول وثيقة فى العالم أرست مبادئ احترام الأديان وحماية المقدسات وأماكن العبادة، ودعت المسلمين للحفاظ عليها، والمساهمة فى ترميمها وصيانتها.
وأكد ريحان، فى تصريح له، اليوم الثلاثاء، بمناسبة ذكرى المولد النبوى الشريف، أن تلك الوثيقة حددت أنواع دور العبادة المسيحية نصًا: "لا يغير أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا حبيس من صومعته"، ويقصد بها الأسقفية أو الكاتدرائية وهى الكنيسة الكبرى التى تشرف على مجموعة كنائس، والمطرانية الخاصة بالأديرة، والصومعة الخاصة بالمنقطع وحيدا للعبادة.
وأوضح أن الوثيقة وضعت أسسا لحماية المقدسات المسيحية، والمساعدة فى ترميمها بمنع التعدى على المقدسات المسيحية أو هدمها أو تفجيرها، أو تهديد سلامتها بأى شكل من الأشكال، كما يحظر على المسلم استخدام أحجارها فى بناء المساجد ومنازل المسلمين مما يعنى تركها لإعادة استخدامها فى أعمال الترميم "ولا يهدم بيت من بيوت كنائسهم وبيعهم ولا يدخل شئ من بناء كنايسهم فى بناء مسجد ولا فى منازل المسلمين".
وكشف ريحان أن "العهدة" أشارت لسبب ذلك فى جملة أخرى، وهى "ويعاونوا على مرمة بيعهم وصوامعهم، ويكون ذلك معونة لهم على دينهم"، كما حددت الوثيقة الفرق بين الصومعة وهى أماكن الخلوة للرهبان المنقطعين للعبادة فى الصحراء، و"البيع" وهى الكنائس بكل عناصرها المعمارية.
وعن أسباب كتابة "العهدة النبوية" لرهبان دير سانت كاترين، أوضح أن "العهدة " كتبت بخط على بن أبى طالب فى مسجد النبى حين أرسل النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، كتبه إلى الملوك والأمراء مثل كسرى وقيصر والمقوقس، يدعوهم للإسلام، منوها بأن المقوقس أكرم مندوب الرسول وزوده بالهدايا، وجاء هذا المندوب من الجزيرة العربية وعاد إليها عن طريق سيناء، حيث قابله رهبان دير سانت كاترين فى الطريق، وأرسلوا معه وفدًا يطلع النبى على حال ديرهم، ويطلب منه العهد، تأمينا للطريق، وصيانة لديرهم ومصالحهم.
ولفت الدكتور ريحان إلى أن النبى قد حبب إليه النسك والزهد، وكان كثيرا ما يذهب إلى غار حراء قرب مكة ليتعبد، حتى بعث للناس بشيرا ونذيرا، لذلك كان يميل إلى الرهبان والنساك، ويوصى بهم خيرا، كما جرت عادة النبى وخلفائه من بعده إعطاء العهود للمسيحيين، ومعاملتهم بروح التسامح ومنها عهد النبى لأهل "أيلة".
وأكد ريحان أن سلاطين المسلمين أقروا هذه الامتيازات المبينة فى "العهدة النبوية" وذكروها فى فرماناتهم ومنشوراتهم لمطارنة الدير، وذكروا أنهم حصلوا على هذه الامتيازات بناء على العهد الذى أخذوه عن النبى وأيده الخلفاء الراشدون.
أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2