توطين تكنولوجيا القرن في مصر

توطين تكنولوجيا القرن في مصرحاتم فاروق

الرأى30-6-2024 | 15:53

إذا كانت الصناعة هي عماد الاقتصاد الحديث، فإن من المؤكد أن صناعة الرقائق الإلكترونية أو ما يطلق عليها أشباه الموصلات، أصبحت العمود الفقري للصناعات المتقدمة بمختلف أنواعها، لذلك سميت بــ «تكنولوجيا القرن المستحيلة»، الرقائق الإلكترونية هي على سبيل التوضيح، مسلتزمات الإنتاج التي تدخل في إنتاج مختلف الأجهزة الحديثة، التي يستخدمها الإنسان في الوقت الراهن بدءًا من الهواتف النقالة ونهاية بصناعة الطائرات والأقمار الصناعية، فهي الرابط المشترك التي تساهم في تشغيل الأجهزة الإلكترونية الحديثة.

قطع صغيرة ومتناهية الصغر يطلق عليها الرقائق الإلكترونية (أشباه الموصلات) بدونها لا تعمل الأجهزة ولا تكتمل الصناعات المتقدمة، التي تعتمد على استخدام أحدث تكنولوجيات الصناعة، ونظرًا لاهمية تلك الصناعة، يشهد الطلب العالمي على الرقائق الإلكترونية نموًا غير مسبوق، ومن المتوقع أن تتضاعف مبيعاتها على مستوى العالم، إذ أعلنت الجمعية الدولية لصناعة أشباه الموصلات «SIA» مطلع شهر مايو الماضي أن المبيعات العالمية من هذه الرقائق بلغت 137.7 مليار دولار خلال الربع الأول من عام 2024، بزيادة قدرها 15.2% مقارنة بالربع الأول من عام 2023، السؤال المطروح حاليا، هل دخلت مصر عالم إنتاج الرقائق الإلكترونية كنقطة انطلاق واعدة نحو التوسع في الصناعات الإلكترونية المتطورة، أم أننا لا نزال نجلس على مقاعد المتفرجين لنشاهد دولا في مقدمتها تايوان و الصين و الولايات المتحدة الأمريكية، تتحكم في نمو القطاع الصناعي العالمي، مثلما حدث أثناء جائحة كورونا ويحدث حاليًا مع اشتداد الصراعات السياسية الإقليمية والعالمية، أما الإجابة على هذا التساؤل، فتتلخص في قيام مصر مؤخرًا باتخاذ عدد من الإجراءات، التي تكفل توطين صناعة الرقائق الإلكترونية في مصر كان أهمها الإعلان قبل عدة أشهر عن تشكيل مجلس وطني يقوم علي تنفيذ هذه المهمة وإنجازها خلال خمس سنوات، من خلال وضع خطة بخطوات تنفيذية محددة، مع إعداد دراسات متكاملة تستهدف توطين الصناعات الخاصة بالرقائق الإلكترونية، ومنذ أيام قليلة، أعلنت مصر بدء إجراءات الطرح لاختيار استشاري عالمي لوضع تصور واستراتيجية لتوطين هذه الصناعة، مع وضع المخصصات المالية المطلوبة للتنفيذ في الموازنة العامة للعام المالي المُقبل، فضلاً عن دعم الجهود والمبادرات الوطنية لتوطين مثل هذه الصناعات المهمة، سواء برامج التدريب وإعداد الكوادر المصرية المتخصصة، أو منح المزيد من التيسيرات والحوافز جذبًا للاستثمارات العالمية العاملة في تلك الصناعات الحيوية التي أصبحت حديث الساعة داخل الأروقة الدولية السياسية منها قبل الاقتصادية.

أضف تعليق

إعلان آراك 2