مكان مظلم.. يبدو كفجوة بين عالمنا وعالم آخر بضغطة واحدة يمكنك أن تنتقل إليه.. عالم غاب فيه القانون.. كل ما فيه من جرائم مباح، بداية من اختراق حسابات مواقع التواصل الاجتماعى وصولا لخسارة حياتك.. هكذا يتصور الكثير من مستخدمى الإنترنت
الـ «دارك ويب» أو « الإنترنت المظلم».
هذه الصورة ليست بعيدة عن الواقع، فقط هى ليست الوحيدة، فكما تعشش فى
الـ «دارك ويب»، طيور الظلام من مجرمى الإنترنت، فهناك أيضا من يبحث فيه عن تصفح الإنترنت دون ملاحقة بعيدا عن أعين المتطفلين، وما بين هؤلاء وهؤلاء فهناك أصل للحكاية.
بداية فالدارك ويب، عبارة عن شبكة كبيرة من مواقع الإنترنت، التى لا يمكن الوصول لها من خلال محركات البحث التقليدية مثل جوجل وبينج وفايرفوكس، هذه المواقع تستخدم تقنيات تشفيرية يصعب تحديد ومعرفة أصحابها.
احذر الغرباء على الانترنت
التعاملات المشبوهة على الـ «دارك ويب»، أو شبكة الإنترنت المظلمة، هى السبب فى الصورة التى ترتسم فى مخيلة الكثيرين من مستخدمى الإنترنت عنه ومن ثم سمعته السيئة»، هكذا قالت المهندسة علياء أبو عامر، موضحة أن الجرائم المنتشرة أثناء التصفح عبر الـ «دارك ويب»، تتنوع ما بين الاتجار فى العملة، الأسلحة، الآثار، المخدرات وصولا للبشر، فضلا عن التجسس، والاحتيال، وبيع البيانات، والمقامرة وغيرها مما يندرج تحت بند الجريمة.
واختتمت بالتحذير المشدد، من دخول شبكات الـ «دارك ويب»، خاصة للمستخدمين العاديين، حتى لا يقعوا ضحايا لأحد مواقعه الخبيثة، التى قد تنال من أموالهم أو بياناتهم أو سمعتهم، داعية للحذر من فتح أى روابط غير معروفة المصدر، خاصة لو كانت من الغرباء.
طفل شبرا الجريمة الأحدث
وكان العثور على جُثمان طفل فى شبرا الخيمة، بمحافظة القليوبية، 15 عامًا منزوع الأحشاء، أحدث الجرائم المرتبطة بعالم الـ «دارك ويب» فى مصر، إذ تبين أن مرتكب الواقعة، جار للضحية، وأقر بارتكابه الواقعة بطلب من صبى مصرى مقيم فى الكويت، تعرف إليه عبر أحد مواقع التواصل الخاصة بتجارة الأعضاء البشرية فى الإنترنت المظلم، طلب منه اختيار أحد الأطفال لسرقة أعضائه البشرية، مقابل 5 ملايين جنيه.
واعترف المتهم الذى حرض المتهم الرئيسى على قتل الطفل، بأنه حرض على الجريمة قاصدًا من ذلك الاحتفاظ بالمقاطع المرئية لواقعة قتل الطفل المجنى عليه والتمثيل بجثمانه، وذلك حتى تسنح له فرصة بيعها ونشرها عبر مواقع الدارك ويب، التى تبثها مقابل مبالغ مالية طائلة، كما أقر أنه سبق وأن قام بهذا الفعل فى مراتٍ سابقة، وجارٍ التحقق من صحة ذلك عن طريق فحص الأجهزة الإلكترونية الخاصة بالمتهم.
طفل بورسعيد أنقذته العناية الإلهية
وعلى غرار نفس الجريمة، ولكن هذه المرة فى بورسعيد، أنقذت العناية الإلهية محمد ابن الـ 8 سنوات من نفس المصير، بعد أن تمكنت الأجهزة الأمنية، من ضبط والدته، التى تدعى «هـ. ث. د»، وكانت تعتزم استخراج أعضاء طفلها الداخلية، بعد تخديره وبيعها لمافيا الاتجار بالأعضاء البشرية، فى الـ «ويب المظلم»، من خلال شخص تواصلت معه عبر مواقع التواصل الاجتماعى يقوم بشراء الأعضاء، وطلب منها تصوير طفلها وهو عار تماما، وإرسال فيديوهات وصور له.
وقد قامت الأم بإعطاء محمد جرعة زائدة من المخدر، ولكن بعد أن شعرت أن نجلها وصل لحالة إعياء شديدة اتجهت للمستشفى، تبين للفريق الطبى أن الطفل حصل على جرعة كبيرة من المخدر، وبعد إبلاغ جهات الأمن من قبل إدارة المستشفى بالواقعة، تم القبض على الأم واعترفت بجريمتها، وبفحص هاتفها الخاص تبين تواصلها مع أحد الأشخاص «عبر الدارك ويب» يطلب منها تصوير مشاهد لنجلها بعد تخديره، وعرض أجزاء من جسده مقابل مبلغ مالى كبير.
«الذئاب البيضاء»للقتل باحتراف
ويعد موقع «الذئاب البيضاء»، أحد المواقع المثيرة للجدل، إذ يعرض تقديم خدمات تأجير قتلة محترفين، ويضع أسعارا مختلفة بحسب أهمية الشخص، لتتراوح أسعار عملية القتل الواحدة، ما بين 25 ألف دولار إلى 15 مليون دولار، وهو ليس الموقع الوحيد، الذى يعرض مثل هذه الخدمات المخيفة، وبالتأكيد لا يوجد ما يؤكد حقيقة وصحة هذه الخدمات، بل قد تكون واجهة لعمليات احتيال باهظة الثمن.
من المواقع المنتشرة والمثيرة للاشمئزاز، التى سيجدها المتصفح من خلال الـ «الدارك ويب»، مواقع «الغرف الحمراء»، المتخصصة فى عرض مقاطع فيديو حية عن تعذيب البشر والحيوانات وبعضها يعرض مقاطع لأكل لحوم البشر، ولكن بحسب العديد من الآراء التى حللت محتوى تلك المقاطع، فإن الكثير من تلك المقاطع قد تكون مجرد مشاهد تمثيلية مريضة.
فيما أشار متصفحون لـ «الدارك ويب»، إلى أن بعض هذه الموقع عرضت بالفعل فيديوهات حية ومباشرة عن تعذيب البشر مقابل مبالغ مادية، موضحة أنه تم استدراج الضحايا، الذين تم تعذيبهم من الملاجئ وبعض المشردين الذين يعانون من المشكلات النفسية والإدمان فى عدد من الدول، وقد قامت المخابرات الأمريكية والانتربول بتعقب بعض هذه المواقع وإغلاقها وملاحقة القائمين عليها.
اقرأ باقي التقرير فى العدد الجديد من مجلة أكتوبر، اضغط هنا