تعاقب الحضارات وتنوع الأصول والأعراق ساهم في تعدد طقوس الزواج بتونس

تعاقب الحضارات وتنوع الأصول والأعراق ساهم في تعدد طقوس الزواج بتونسطقوس الزواج بتونس

عرب وعالم10-7-2024 | 08:31

تتعدد طقوس الزواج في تونس نظرا لتعاقب الحضارات المختلفة وتنوع الأصول والأعراق التي تختلف في اللباس التقليدي وعادات الأعراس .

وبالرغم من مواكبة التونسيين للحياة العصرية، إلا أن البعض ما زال متمسكا بعادات قبائلهم وأجدادهم ويرفضون التنازل عنها خاصة في عادات الزواج.

وقالت خبيرة التراث إيناس المثلوثي - لموفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط لتونس- إن من أكثر التقاليد رسوخا " الوطية "- ليلة الحنة الكبرى -وهي ليلة خاصة بالعروس وصديقاتها ، وترتدي فيها لباسا تقليديا مطرزا بخيوط مطلية بماء الذهب ، وتجلس العروس على كرسي كبير وخلفها كل صديقاتها المتزوجات حديثا بردائهم التقليدي لكنها تختلف عنهن برداء الرأس.

وأشارت إلى أن "الوطية" تختلف ما بين الولايات المختلفة ( الحمامات - نايل - المهدية وغيرها ) ، وتحييها عادة فرق غنائية نسائية ترافق العروس أثناء خروجها أمام المضيفات مغمضة العينين، أو واضعة على وجهها منديلا من حرير مطرز ، لافتة إلى أن كلمات الأغاني تتضمن صورا شعبية تعبر عن وداع العروس لبيت أهلها، واستعدادها لدخول مرحلة جديدة من حياتها في بيت الزوجية.

وعن العرس في مدينة صفاقس ، قالت المثلوثي إن العائلات الصفاقسية لها عادة فريدة قد تكون اختفت عند الكثير وهي (القفز على السمك) أو ( قفزة الحوت ) ، حيث يتم إحضار سمكة كبيرة الحجم تزين بالشرائط الملونة ، وتوضع أمام العروسين في طبق ، وتقوم العروس بالقفز فوقها 7 مرات وعريسها ممسك بيدها، ثم يقوم هو بنفس الشيء مع ترديد الجميع (نقفز على الحوت والحنة والحرقوس كالتوت) اعتقادا منهم أن هذه العادة طاردة للعين والحسد، بالإضافة إلى نشيد " المارشة " الرسمي أثناء دخول العروس القاعة .

وأشارت المثلوثي إلى أن حفل الزفاف في جزيرة" القرقنية " الصفاقسية يبدأ في الواحدة بعد منتصف الليل ويستمر إلى مطلع الفجر ،كما تتميز أيضا (الزفانة) وهي تلبية الأغاني التي يريد أن يستمع إليها الحضور ، فيعطي تنوعا ، فالموسيقى ما بين التونسي والعربي و المصري .

أما عرس الجنوب ، فتقول ضحى حسن ( موظفة ) إن العريس يذهب في الصباح الباكر إلى "الحمام " بصحبة أصدقائه وعلى رأسهم (الوزير) وهو صديقه المكلف بكل صغيرة وكبيرة تخصه ، وعند منتصف النهار تقرع الطبول حتى موعد مأدبة الغذاء ،ويفضل العرسان ارتداء الزي التقليدي (الجبة والفرملة والسروال العربي) عن الملابس العصرية .

وتابعت إن العروس تلبس جبة تقليدية نصفها أحمر والنصف الآخر أخضر، وبعد صلاة العصر تقف بمساعدة امرأتين لتسريح شعرها وسكب العطور الفواحة عليه ،ثم يقمن بلفها سبع لفات وهي تخفي وجهها بيدها، وفي المساء يأتي أهل العريس ، لنقل العروس إلى عش الزوجية على أنغام البردة والذكر وتسمى (ليلة المرواح ) .

وعن عرس بنزرت ، أشارت نور الدوادي (سيدة خمسينية - ربة منزل ) إلى أن الأعراس البنزرتية كانت قديما تتميز بطولها لتصل إلى سبع ليالي ، وتبدأ بتقديم الهدايا للعروس من الحاضرات والأقارب ومن عريسها أيضا ، ثم يأتي يوم "الشوار" (نقل جهاز العروس) الذي يسبق ليلة العرس ، وفي اليوم السابع تدق الطبول وتقدم الأطعمة والحلويات للمدعوين ، وتجلس العروس على كرسي ترتدي الحلي البنزرتية التقليدية من بينها العقد ، الخلخال الكبير ، السوار ، الخواتم المرصعين بالخرز والعقيق، ويديها مزينتان بالحناء. ​

وأما عن عرس المهدية ، تقول سعيدة الطرابلسي ( ربة منزل ) إن في ولايتها تتميز عادات وتقاليد الزواج بخصوصية لن تجد مثيلا لها في الولايات الأخرى ، فالمرأة المهدوية لا تستعمل من المواد إلا الفضة الأصيلة والحرير الحقيقي لصناعة زي العروس ، أما الحلي فيكون عبارة عن (التليلة ، الكوفية ، الهلة ، سلسلة الحجر ، الخلخال ، المناقش ، المقياس ،الفكرونة ) ​.

وعن عرس ولاية القصرين ، قالت هاجر السهلي ( موظفة ) إن العروس تحمل في يوم الزفاف على الهودج بداخلها سرير بغدادي يجره جمل هادئ ، ويسير الركب على أنغام الطبول والمزمار حتى منزل العريس ، حيث يقوم رجل من العائلة بإنزال العروس من الهودج ويطوف بها كل أرجاء المنزل وخلفه النساء سبع مرات ،وبعد الشوط السابع تقف أم العريس بباب بيت العروسين وبيدها منديل تشير به إلى العروس ، وتردد الحاضرات أغنية "يا أم العريس يا فارحة، شرعي البيت جاتك كنينة صالحة".

وأوضحت السهلي أن العريس يجلس برفقة "وزيره" وهو أحد أصدقائه الذي يتكفل بالعناية بكل شؤونه من لباس ومآكل وزينة.

وبخصوص عرس الساحل ، تتميز مدينتا سوسة والمنستير بإقامة ثلاث أمسيات نسائية ( الحنة الأولى، الحنة الكبيرة ، حنة المعاودة ) ، ومن العادات المميزة "الجلوة" حيث تسرد الحنانة صفات العروس الحسنة وتدعمها أقاربها وجيرانها ومعارفها والجميع يرددون ما فعلته من أعمال خيرة ، ومن الطرائف المعروفة أن العروس حين تتخلى عن ملابسها القديمة تتسابق صديقاتها على الفوز بها، ، وترتدي العروس السروال العربي والفرملة والتخليلة الحمراء. ​

أما العرس في جربة ، فيتميز بطول مدته التي تتجاوز الأسبوع ولا يخلو من العادات والتقاليد التي تميزه عن بقية الأعراس التونسية ولكن حاليا اندثرت بعض هذه العادات.

وتقول منيرة سلطان (ربة منزل) إننا نسعي للمحافظة على بعض العادات مثل "الحجبة" وهي أن تحجب العروس ولا تغادر البيت مدة شهر كامل حتى يحين موعد العرس ، ويوم انتهاء "الحجبة" تقوم أم العروس بدعوة أقاربها ، لتبدأ الطقوس بسلسلة من الزغاريد ، ثم تلبس العروس "الحرام" الأبيض و"البرقع" وهو عبارة عن قطعة من القماش توضع على الوجه فلا تظهر منه إلا عين واحدة.

أضف تعليق

المقامرة الأمريكية والحرب الإقليمية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين

الاكثر قراءة

تسوق مع جوميا
إعلان آراك 2