قالت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب ، إن المؤسسات الدينية لها دور مهم في التعايش السلمي والتسامح بين الأديان في حال ترسيخها لقيم التسامح والاحترام الذي ينبغي أن يكون موجودًا بين الناس.
جاء ذلك خلال مشاركة مستشار شيخ الأزهر في ندوة نظمها مجلس حكماء المسلمين، بمؤسسة الأزهر التعليمية الإندونيسية، و جامعة الأزهر الإندونيسية ، بالعاصمة الإندونيسية "جاكرتا"، بعنوان "دور المؤسسات الدينية في تعزيز الحوار والتسامح" .
وأشارت إلى أن التكاتف بين المؤسسات الدينية يعزز بناء الوعي الديني لدى المجتمعات البشرية على اختلاف تنوعها، ويعمل على نشر قيم التسامح والاعتدال والفهم الصحيح للإسلام، مشيرة إلى أن هذا التكاتف يسهم أيضًا في إعداد أجيال قادرة على حمل رسالة السلام وتعزيز السلم الاجتماعي والاحترام المتبادل بين الشعوب، فضلاً عن تصحيح الكثير من المعلومات المغلوطة التي تروجها جماعات التطرف والتشدد.
وأكدت أهمية الحوار والتواصل بين المؤسسات الدينية والتعليمية لتحقيق السلم المجتمعي ونشر قيم التسامح والتعايش السلمي، مشيرة إلى أن الأزهر الشريف يعمل دائماً على تعزيز هذه القيم من خلال برامجه التعليمية والدعوية والتوعوية المتنوعة.
وأشارت إلى أن الأزهر الشريف يحرص على التواصل مع المؤسسات الدينية داخل مصر وخارجها، وتبادل الرؤى والأفكار مع مختلف الحضارات والثقافات؛ بما يحقق الأمن والسلام للمجتمعات الإنسانية كافة، لافتةً إلى أن الأزهر الشريف، بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ، شيخ الأزهر ، جاب العالم شرقاً وغرباً لتحقيق هذا الهدف، وبذل جهود مضنية لترسيخ قيم التعايش المشترك، وقبول الآخر، ونبذ العنف، ومواجهة التطرف، وإرساء دعائم المواطنة والتعددية بين المجتمعات البشرية.
وشددت مستشارة شيخ الأزهر على ضرورة بذل المزيد من الجهود المشتركة بين المؤسسات الدينية وتبادل الخبرات من أجل تعزيز السلام والتفاهم بين الشعوب، وتفعيل الحوار البناء الذي يسهم في نشر قيم التسامح والاحترام المتبادل، كما أكدت أهمية العمل الجماعي لمواجهة التحديات الراهنة، وتحقيق الاستقرار المجتمعي من خلال القيم الأخلاقية والإنسانية، فضلاً عن تقديم رؤى دينية متسامحة تسهم في بناء جسور الثقة والتعايش السلمي بين مختلف المجتمعات الإنسانية.
وكانت الدكتورة نهلة الصعيدي، ضمن وفد الأزهر المرافق لفضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر خلال جولته الخارجية لعدد من دول جنوب شرق آسيا، والتي تضم ماليزيا وتايلاند وإندونيسيا لدعم العلاقات الأزهرية مع دول جنوب شرق آسيا، وتعزيز الموقف الإسلامي الموحد فيما يتعلق بمواجهة العدوان على غزة والمطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني.