«لاوقت للحزن» لشاهيناز الفقي تفوز بجائزة في مسابقة واحة الأدب الكويتية
«لاوقت للحزن» لشاهيناز الفقي تفوز بجائزة في مسابقة واحة الأدب الكويتية
كتب: حسام ابو العلا
فازت الأديبة المصرية شاهيناز الفقي بالمركز الخامس في مسابقة واحة الأدب الكويتية عن قصتها " لا وقت للحزن" . وتعد المسابقة من أبرز المسابقات الأدبية على مستوى الوطن العربي ويشارك في التحكيم نخبة من النقاد من مصر سوريا والعراق والمغرب والجزائر والكويت ، وتشرف على تنظيم المسابقة رئيس الواحة الأدبية شمسة العنزي ، وسيتم نشر القصة في كتاب مع بقية قصص الفائزين .
وفيما يلي نص قصة : لا وقت للحزن
"غادرتنا دون وداع، قاومت الألم طويلاً ثم استسلمت ثم رحلت، وقبل رحيلها ألقت في حجري بثلاثة أطفال، تعلقوا بذيلي يسألونني عن سبب رحيل أمهم صباحاً ومساء. رضيعة تصرخ بلهفة تبحث عن الحنان في ثدي الأم، طفل يطوف الحجرات ليلًا يبحث عن وجهها الذي كان يألفه، والكبرى تندس في حضني تبكي وجع الفقدان. الحزن والبكاء رفاهية لم يتسع لهما وقتي، ابتلعت مرارة فقدانها لتستمر الحياة، الصخب والضجيج من حولي وداخلي كان ساكنًا، الابتسامة تغزو الوجوه والقلب حائر، هل من حقي أن أبتسم وقد انطفأت ابتسامتها للأبد. ضميري يؤرقني كلما هبت على القلب نسائم فرحة، أخجل من لحظة سعادة تكون عنها غائبة، حتى صور الذكرى لم يعد لها معنى دونها. لم يعد في الكون شيء مكتمل، الربيع تنقصه الألوان والضحكة تنقصها الروح حتى الشجر طرد عصافيره، لم يعد هناك على الأغصان مساحة بعد أن احتلها الغربان. الأصدقاء تحولوا لتاريخ، الفسح والزيارات من المستحيلات، الحب والغرام من الأساطير.
الأوقات الصعبة بطيئة وطويلة، تمر فوق الأيام فتدهسها، تذبح العمر بلا شفقة، ولا وقت لدي للحزن. رضيعة الأمس أصبحت اليوم فتاة جميلة، تحمل حقيبة منتفخة بالكتب والكراريس، تقبلني وتقول، ماما لابد أن تحضري حفلتي المدرسية، لابد أن يعرف الزملاء أن أمي جميلة، ثم تستدرك الكلام وتقول وأمي التي في السماء أيضًا جميلة، تنزل بضع درجات، ثم تعود لتقبلني وتقول:-
أحبكما يا ماما.