عقب الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة ، ظهر في الأفق عدد من المؤشرات الإيجابية لأهم مشكلة يومية حياتية واجهت جموع الشعب المصري خلال العقد الأخير، حيث لوحظ نجاح خطط تقليل عدد ساعات انقطاع الكهرباء والمضي قدمًا نحو إلغاء خطط سابقة لتخفيف الأحمال، والتي كان من المقرر الانتهاء منها بحلول شهر ديسمبر المقبل، بحسب التصريحات الرسمية، ورغم حرارة الطقس، تراجعت عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي ، لنتأكد جميعا أن الحكومة الجديدة سلكت منعطفًا مغايرًا في طريقها لمواجهة هذا التحدي الذي تأثرت به كافة مناحي الحياة في مصر خلال الشهور الماضية، وهو ما يشير إلي تغيير واضح في النهج الحكومي لمواجهة التحديات، التي تراكمت وأصبح لازمًا الوقوف صفًا واحدًا حكومة وشعبًا لتحمل مسؤولية البناء وتصحيح المسار في سبيل خدمة الوطن. الحكومة الجديدة عليها أعباء تحمل المسئولية، لتكون حكومة «طوارئ» ومواجهة التحديات الاقتصادية والمعيشية للمواطن في مختلف ربوع الوطن، فمازال أمامنا الكثير لملاحقة المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع، فضلاً عن مراجعة الكثير من القرارات والقوانين التي أثبتت عدم فعاليتها ومشاركتها في فشل عدد من السياسات، خصوصًا تلك القرارات التي تمس حياة الموطن ومعيشته اليومية. ولكي نصل إلي منطقة الأمان الاقتصادي والاجتماعي المنشود، يستوجب العمل بوتيرة أسرع في مختلف القطاعات الاقتصادية التي تقود مسيرة التنمية الشاملة في الاقتصاديات النامية، بالتوازي مع السعي بكل الطرق لمواجهة التحديات المعيشية اليومية للمواطن، ومنها ارتفاع أسعار السلع والمنتجات، والحرص الدائم علي تواجد السلع الاستراتيجية بالأسواق، وفي مقدمتها سوق الأدوية، إلي جانب خلق المزيد من فرص العمل للأجيال الجديدة. نعترف أن جهدًا كبيرًا قد بذل خلال العقد الأخير في تطوير البنية التحتية، ومشروعات الطاقة، واستصلاح الأراضي وتطوير العشوائيات، وتوفير الإسكان الاجتماعي لقطاعات عريضة من فئات الشعب المصري، إلا أننا لابد أن نعترف أيضًا أن هناك المزيد من التحديات التي تكبل انطلاقة اقتصاد وطني قوي، يستطيع أن يلاحق المتغيرات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة والعالم.. تكليفات متنوعة ومهام جسيمة تنتظر رؤية أعضاء الحكومة الجديدة في مختلف التحديات التي تواجه القطاعات الاقتصادية والاجتماعية كافة في سبيل تحقيق أحلام المواطن البسيط لكي يكون مستعدًا في المساهمة بفعالية في دعم الاستقرار وتقدم البلاد.