تحتفل الشعوب الإسلامية كافة من مختلف بقاع الأرض بـ «عاشوراء»، فرحًا ب نجاة سيدنا موسى -عليه السلام- وقومه من فرعون، وقد أطلق عليه هذا الاسم نظرًا لأنه يكون في يوم 10 من شهر محرم الهجري، وحثنا رسولنا الكريم على صيام هذا اليوم.
وعاشوراء هو اليوم العاشر من الـ محـرم، وصيـامـه سُنة لما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما : " أمر رسول الله ﷺ بصـوم عاشـوراء : يوم العـاشـر " رواه البخاري .
وتحدث بعض المؤرخين عن العديد من الأحداث التي وقعت في هذا اليوم -عاشوراء.
ورصدت بوابة دار المعارف جميع الأحداث التاريخية التى حدثت فى يوم عاشوراء كما ذكرها المؤرخين وهى:
١- توبة سيدنا آدم
من الأحداث التي روتها كتب التاريخ عن يوم عاشوراء أنه في هذا اليوم تابَ الله على سيدنا آدم، وقيل: هو اليوم الذي أُهْبِطَ فيه سيدنا آدم إلى الأرض، قال الله تعالى: «فَتَلقَّى ءادمُ من ربّهِ كلماتٍ فتابَ عَلَيْهِ إنّهُ هُوَ التّوّابُ الرّحِيم»، فعندما خالف سيدنا آدم أمر الله وأكل من الشجرة المنهى عنها، علمه الله تعالى كلمات يقولها حتى يتوب عليه ثم أهبطه الله إلى الأرض هو والسيدة حوّاء والكلمات هى كما وردت فى القرآن الكريم فى قوله تعالى: «رَبَّنا ظَلَمْنَا أنْفُسَنا وإنْ لَمْ تَغْفِر لنَا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ منَ الخَاسِريْن».
وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما، وعُبَيْد بن عُمَيْر، وعكرمة، وقتادة، وغيرهم من السلف أن يوم عاشوراء هو اليوم الذى تاب اللهُ تعالى فيه على سيدنا آدم عليه السلام، وفيه أُهبِط إلى الأرض.
٢- نجاة سيدنا نوح
قد وردت بعض الأقوال فى كتب التاريخ أن في يوم عاشوراء كان يوم نجاة سيدنا نوحٍ ومن معه فى السفينة من الطوفان، فسيدنا نوح -عليه السلام- أول رسول أرسل إلى قوم كفار وظل يدعوهم إلى عبادة الله وحده تسعمائة وخمسين سنة وهم يكذبونه ويسبونه، ثم أوحى الله تعالى إليه: « وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ» أى لن يؤمنُ أحد من قومك إلا الذين ءامنوا قبل هذا وكان آمن معه قبل ذلك نحو ثمانين شخصا ما بين رجال ونساء.
وأوحى الله -سبحانه وتعالى- إلى سيدنا نوح -عليه السلام- أن يصنع الفلك ويركبها هو ومن آمن معه ويأخذ فيها من كل جنس من الكائنات اثنين ذكر وأنثى، قبل أن يأتي الطوفان ويَعُمَّ الأرض، وقبل أن يرسل سبحانه وتعالى مطرًا فيفيض فيها، والمياه فتفجر منها وتتجمّع، قال تعالى: « وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ».
٣- نجاة سيدنا موسى وقومه من فرعون
ومن الأحداث المهمة التي وقعت في عاشوراء وأخبرنا بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، نجاة سيدنا موسى عليه السلام من الغرق، وكان قد لقي من فرعون واتباعه ما لقي من الأذى، فجمع سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام قومه للخروج، وتبعهم فرعون، فجاء الوحي في ذلك اليوم العظيم لسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام أن يضرب البحر بعصاه. قال الله تعالى: «فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ».
لذلك لما وجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم اليهود يصمون يوم العاشر من المحرم وعلم أنهم يصومون ذلك اليوم شكرًا لله على نجاه سيدنا موسى، قال: “نحن أولى بموسى منهم” وأمر بصيام ذلك اليوم محتسبًا أن يكفر الله لمن صامه سنة قبله.
٤- غزوة ذات الرقاع
وقعت غزوة ذات الرقاع في يوم عاشوراء في السنة الرابعة للهجرة، حيث خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المدينة ومعه من أصحابه سبعمائة مقاتل يريد قبائل من نجد وهم بنو محارب وبنو ثعلبة من بني غطفان، وكانوا قد غدروا بأصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقتلوا سبعين من الدعاة الذين أرسلهم النبي للدعوة إلى دين الإسلام وتعليم الناس الخير.
٥- استشهاد سيدنا الإمام الحسين
وفي اليوم العاشر من شهر محرم سنة 61 من الهجرة جرت حادثة مروعة مفجعة ومصيبة كبرى فظيعة ألمت بالمسلمين وأفجعتهم وملأت القلوب حزنا وأسى ومرارة، ففي يوم الجمعة في العاشر من شهر محرم قُتل سيدنا الإمام أبي عبد الله الحُسين بن علي بن أبي طالب حفيد سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم، ابن بنته السيدة فاطمة الزهراء البتول رضى الله عنهم على أيدي فئة ظالمة.
فاستشهد سيدنا الإمام الحسين وهو ابن ست وخمسين سنة وهـو الذي قال فيه سيدنا الرسول وفي أخيه: «الحَسَن والحُسَين سيدا شباب أهل الجنة»، ودعــا رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم للحَسَن والحُسَين فقال: «اللّهُمّ إني أحبُّهما فأحِبَّهُما»، وقال الرسول عنهما: «هُما ريحانتاي من الدنيا».