أدت محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري الحالي، دونالد ترامب ، أثناء حضوره تجمعًا انتخابيًا لأنصاره بولاية بنسلفانيا، إلي تحرك المياة الراكدة في الشارع الأمريكي، حيث أظهرت تحفز وحدة الحزب الجمهوري، وتعرقل استراتيجية الحملة الانتخابية للرئيس الحالي جو بايدن .. لكن ماهو تأثير هذا الحادث على المشهد السياسي الأمريكي.. وتداعياته على كلٍ من ترامب وبايدن.. وكيف يمكن أن يؤدي إلي زيادة فرصة فوز ترامب في هذه الجولة.. وفي حال حدوث ذلك كيف سيكون الوضع في قطاع غزة؟
وفي هذا الصدد.. يقول الدكتور توفيق طعمه الباحث السياسي في الشأن الأمريكي وشئون الشرق الأوسط: الولايات المتحدة الآن تمر بحالةٍ صعبةٍ؛ بسبب محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري الحالي دونالد ترامب، فهذا الحادث يعد بمثابة صدمة للمجتمع الأمريكي؛ لأنه غير معتاد على هذا العنف السياسي، فمن المتوقع الفترة القادمة حدوث تصعيد في الخطاب الأمريكي، وهذا بالتبعية سيزيد من حدة تنافر الانقسام والتشتت داخل الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك كلا الطرفين الديمقراطي والحمهوري ينادي بخفض التصعيد والهدوء، وهذا ما صرح به ترامب، أمس الإثنين، وأيضًا جو بايدن، من خلال سحب الإعلانات الانتخابية حتي يخفض من حدة التوتر، الآن هناك هدوء ولكن قد ينقلب ويتحول إلي موجة من التصعيد الفترة القادمة في الخطاب السياسي.
وعن إذا كان الحادث الذي تعرض له "ترامب" مؤامرة ضده أم تمثيلية من قبله، قال "طعمه" لـ «دار المعارف»: من الصعب أن جدًا يكون ما حدث هو مؤامرة ولكن لا يمكننا استبعاد الاحتمالات الأخري، الآن وحتي هذه اللحظة المحققون هم يتحدثون عن أن ما حدث هو «حدث فردي»، والشخص الذي تسبب في هذه الواقعة ليس له أي نشاطات في جهات معينة، فحتي الآن التحققات ما زالت جارية، ولكن سيخرج المحققون يوضحون من هو هذا الشخص مُرتكب الواقعة.. وكذلك الكشف عن الدوافع من وراء فعل ذلك، فحتي الآن في تقديري الشخصي أن ما حدث أبعد أن يكون مؤامرة أو تمثيلية، إنما هو حدث فردي، ليس وراءه أية جهة مرتبطة بتدبيره، وإذا كانت هناك مؤامرة أو تمثلية كان سيتم الكشف عنها فليس من السهل إخفاء شئ في أمريكا؛ لأن الصحافة تلاحق الحادث وتحقق وجميع العيون في هذا الاتجاه الآن؛ لذلك من الصعب جدًا إخفاء أية معلومة عن هذا الحادث.
وأشار إلي أن ما حدث ل ترامب كان بمثابة هدية من السماء له، اعطته دفعة قوية؛ لأنه نال تعاطفًا كبيرًا جدًا في الوسط الجمهوري، فإن كان هناك شريحة من الجمهوريين عادةً تكون مترددة في التصويت، وبتقديري هذه الشريحة بأغلبيتها ستصوت لترامب، حتي قبل محاولة الاغتيال ترامب كان يتفوق على بايدن بـ6 نقاط، وبتقديري معدل هذه النقاط سيرتفع وستكون المساحة بعيدة بين المرشحين، وأيضًا سيكون هناك تراجع في موقف الحزب الديمقراطي؛ لأن هناك أزمة داخل الحزب على ترشح بايدن مرةً أخري وهناك من يطالب بايدن بالانسجاب من الترشح، نظرًا لأدائه السيئ في المناظرة التي حدثت قبل أسبوعان، وأيضًا بسبب تدهور وضعه الصحي، خاصةً الوضع الذهني الملحوظ، وكبر سنه كل هذا يمثل عائقًا كبيرًا أمام إدارة البلاد لأربع سنوات قادمة.
وتابع: جميع التقارير واستطلاعات الرأى بمعظمها تشير إلي أن "ترامب" يتفوق وبشكلٍ كبيرٍ جدًا على "بايدن" في هذا السباق الرئاسي، ولكن في حال فوز "ترامب" بالفعل سيعيش العالم في وضعٍ صعبٍ كما حدث أثناء حكمه في 2017 وحتي 2021، كان هناك آنذاك العديد من التوترات العالمية، وقام بالانسحاب من اتفاقيات دولية عدة منها "الاتفاق النووي الإيراني" واتفاقية المناخ واتفاقيات عدة غيرها، بجانب أنه أوقف دعمه عن مؤسسات دولية كثيرة، فالعالم يترقب الآن خاصةً الأوربيون لا يريدون أن يعود ترامب لسدة الحكم مرة أخري؛ بسبب سياسته، فهناك رفض وترقب دولي بتقديري من فوز "ترامب".
وعن شكل المشهد في قطاع غزة في حال فوز ترامب، قال "طعمه": الوضع لن يتغير للأفضل بل سيكون أسوأ مما هو عليه الآن، لكن في حال أن يتحول للأسوأ فلن يعد هناك شئ في قطاع غزة ليضربوا أو بالمعنى الدقيق "بايدن" قام بالواجب وبالتالي لم يترك شئ ل ترامب ليقدمه للكيان الصهيوني.. إلا أن يقوم ترامب بضرب غزة بالنووي أو سيقومون بتهجير الشعب الفلسطيني من غزة والضفة وفلسطينيو 48 والقدس.. لن يبقي إلا أن يضربوا الفلسطينيون بالأسلحة النووية فعلى كل حال الوضع في غزة لن يتغير قد يكون أسوأ وبكثير مع مجئ "ترامب".