دراسة تكشف التاريخ الدموي لـ جماعة الإخوان الإرهابية منذ الملكية وخلال الجمهوريات الـ4

دراسة تكشف التاريخ الدموي لـ جماعة الإخوان الإرهابية منذ الملكية وخلال الجمهوريات الـ4القاضي المصري الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجى

في دراسة وثائقية خطيرة للمفكر والمؤرخ القضائي القاضي المصري الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة، بعنوان: (التاريخ الدموي للإخوان الإرهابية منذ الملكية وخلال الجمهوريات الأربع) كشف فيها عن تفاصيل وثائقية خطيرة منذ العهد الملكي وخلال الجمهوريات الأربع، ومدى عنف الجماعة وتطرفها وقيامها باستغلال أزمات الشعوب للإضرار بالسلام الاجتماعي والإنساني واستغلال خلط الدين بالسياسة.

وأكدت الدراسة على خمس نقاط وثائقية مهمة هي:
1- أن جماعة الإخوان نشأت 1928 في العهد الملكي وبعد 10 سنوات لجأت للاستقواء بالأجنبي بالمطالب الخمسين، ومنذ نشأتهم لا يؤمنون بفكرة الوطن.
2- أن أول حل للجماعة في العهد الملكي بعد القائها المتفجرات في الشارع المصري، وعدم حلها عقب ثورة 23 يوليو 1952 كان خطأ استراتيجياً ل مجلس قيادة الثورة صححه "عبدالناصر".
3- أن السادات أخطأ بعودتهم للسياسة وراح ضحيته.
4- "مبارك" سمح لهم بالسياسة 25 سنة ثم صحح الأمر عام 2007 بتعديل الدستور وحظر إنشاء أحزاب لها مرجعية دينية.
5- الإخوان سرقوا ثورة 25 يناير 2011، وأنشأوا باسم الدين حزب سياسي رسمي، وحققوا حلمهم بالوصول إلى السلطة سنة في الحكم كانت كافية باقناع الشعب بإرهابهم وعنفهم، وقرار الرئيس السيسي المنبثق من إرادة الشعب بمحق الجماعة الإرهابية تأخر 75 عاماً منذ بداية خلطهم الدين بالسياسة بعد نشأتهم 1928 بعشر سنوات وتحديدًا عام 1938.

جماعة الإخوان نشأت 1928 في العهد الملكي وبعد 10 سنوات لجأت للاستقواء بالأجنبي بالمطالب الخمسين، ومنذ نشأتهم لا يؤمنون بفكرة الوطن


يقول الدكتور محمد خفاجى: "أن جماعة الإخوان لم تكن وقت قيام ثورة 23 يوليو 1952 جماعة جديدة حيث نشأت فى مدينة الإسماعيلية برئاسة حسن البنا عام 1928 في العهد الملكي، وأعلنت بدايتها أنها جماعة دينية ينصرف نشاطها في المجال الديني فقط، ثم خططت الجماعة للانتشار والبحث عن اتباع لها فنقلت نشاطها ومقرها عام 1932 إلى مدينة القاهرة وظلت على مكنونها المستتر قرابة ست سنوات أخذت خلالها الانتشار بين الناس على أنها جماعة دينية لنشر الإسلام".

ويضيف: "وحينما قوى ساعد جماعة الإخوان وأصبح لها مريدين وأتباع أعلنت عن مكنونها المستتر بعد 10 سنوات من نشأتها في عام 1938 باستغلال الدين في السياسة تحت ستار فكرة القومية الإسلامية كبديل للقومية المصرية، فقد كانوا منذ نشأتهم لا يؤمنون بفكرة الوطن ومنذ ذلك العام شهد خلطهم الدين بالسياسة تمثل في نظرية الاستقواء بالأجنبي لفرض وجودهم على الساحة السياسية، حيث بادر حسن البنا مؤسسها بالاستقواء بالدول الأجنبية فى خطاب وجهه إلى الملوك والأمراء لحكومات الدول الإسلامية والجماعات الإسلامية عُرفت بالمطالب الخمسين".

أول حل للجماعة في العهد الملكي بعد القائها المتفجرات في الشارع المصري، وعدم حلها عقب ثورة 23 يوليو 1952 كان خطأ استراتيجياً ل مجلس قيادة الثورة صححه "عبدالناصر"
وأشار الفقيه الدكتور محمد خفاجى: "أن جماعة الإخوان بدت بخطوات فعلية للمشاركة في الميدان السياسي فترشح أفراد منهم لخوض انتخابات لمجلس النواب عامي 1942 و 1944 وباءوا بالفشل الذريع , لكن نهج جماعة الإخوان لم يقتصر منذ عام 1938، على الاستقواء بالدول الأجنبية بل وتعدى هذا الأمر بفرض نفسها على الساحة السياسية في أسوأ استغلال للدين بقيامها بوصف الأحزاب السياسية القائمة حينذاك بأنها أحزاب الشيطان".

ويضيف: "ثم انكشف الوجه الإرهابي للجماعة مبكراً – وهو ما لايدركه كثير من الباحثين - حينما تكشفت الدولة المصرية في العهد الملكي أن حوداث القنابل والمتفجرات في الشارع المصري كان يرتكبها شباب منتمين إلى جماعة الإخوان الأمر الذي دفع الدولة المصرية في العهد الملكي إلى حل جماعة الإخوان وكان ذلك هو أول حل لها بعد إنشائها"
وأوضح " بعد قرار حل الجماعة هرعت الجماعة إلى محكمة القضاء الإداري في عهد رئاسة الفقيه الدكتور عبد الرزاق السنهورى رئيس مجلس الدولة في ذلك الوقت – وكانت حينذاك المحكمة وحيدة النشأة قبل نشأة المحكمة الإدارية العليا بعدة سنوات – فأصدرت المحكمة حكمها عام 1951 بإلغاء القرار المطعون فيه بحل الجماعة ومصادرة أمولها، إذ لم تتخذ الحكومة المصرية في ذلك الوقت الإجراءات الكافية اللازمة لمواجهة إرهابهم، كما لم تكن فكرة خلط الدين بالسياسة فى ذلك الوقت مما تحظره القوانين بصفة صريحة، فعادت الجماعة إلى الوجود ومزاولة نشاطها واستردت أموالها وكانت تلك البداية الخاطئة لوجودهم في الميدان السياسي".

وأكد الفقيه القاضي: "الرأي عندي أنه رغم وضوح المسألة منذ عام 1938 باشتغالهم في السياسة إلا أنهم أكدوا في مناورة منهم بعد نجاح ثورة 23 يوليو 1952 أنهم جماعة دينية فقط حينذاك فأصدر مجلس قيادة الثورة قراراً بحل الأحزاب السياسية دونهم، إلا أن جمال عبدالناصر في الجمهورية الأولى صحح الأمر بحكم شخصيته في مجلس قيادة الثورة، فقد كانت قناعته أنها تستغل الدين في السياسة ففطن إلى أنها تعمل بيقين في مجال السياسة ولا تختلف عن الأحزاب السياسية في شئ التي أصابها قرار الحل، وفي 14 يناير 1954 أصدر مجلس قيادة الثورة قراراً باعتبار جماعة الإخوان المسلمين حزباً سياسياً يطبق عليها قرار مجلس قيادة الثورة الخاص بحل الأحزاب السياسية، وبان الوجه الإرهابي القبيح لتلك الجماعة حينما حاولوا اغتيال خالد الذكر الرئيس جمال عبدالناصر في حادثة المنشية الشهيرة بالإسكندرية.

السادات أخطأ بعودة جماعة الإخوان للسياسة وراح ضحيته


وذكر الدكتور محمد خفاجى: "أن جماعة الإخوان الإرهابية لجأت إلى مناوة أخرى في الجمهورية الثانية فى عهد الرئيس محمد أنور السادات على ركيزة من الالتزام في الميدان السياسي، وكان ذلك خطأ استرايجياُ أخر كلف مصر الكثير، فقرر الرئيس "السادات" عودة جماعة الإخوان إلى الحياة مرة أخرى، ثم خاضوا انتخابات فردية لترشح عناصرهم فى مجلس الشعب دورة 1976، ثم دورة 1979، وتم اغتيال الرئيس البطل "أنور السادات" خلال عرض عسكري في 6 أكتوبر عام 1981، بمناسبة الاحتفال بـ ذكرى نصر أكتوبر المجيد عام 1973، وكان القاتل خالد الإسلامبولي بالاشتراك مع أخرين وهم جميعاً يدينون إلى مرجعية دينية متطرفة".

مبارك سمح لـ جماعة الإخوان بممارسة السياسة 25 سنة ثم صحح الأمر عام 2007 بتعديل الدستور وحظر إنشاء أحزاب لها مرجعية دينية
ويذكر الدكتور محمد خفاجى: "في الجمهورية الثالثة فى عهد الرئيس "مبارك" خاضت جماعة الإخوان الترشح لانتخابات مجلس الشعب دورة 1984، ثم دورة 1987، ثم دورة 1995، ثم دورة عام 2000، اشتد ساعدهم وفازوا بسبعة عشر مقعداً بمجلس الشعب، وفي ذات عهد الرئيس "مبارك" 26 مارس 2007 تم تعديل الدستور الصادر عام 1971 متضمناً تعديل 34 مادة تضمن من بين تعديلاته نص المادة الخامسة منه بحظر إقامة أحزاب على أساس مرجعية دينية أو أساس ديني".

الإخوان سرقوا ثورة 25 يناير 2011 وأنشأوا باسم الدين حزب سياسي رسمي، وسنة في الحكم كانت كافية باقناع الشعب بإرهابهم وعنفهم وقرار السيسي المنبثق من إرادة الشعب بمحق الجماعة تأخر 75 عاماً
وأوضح الدكتور محمد خفاجى: "أن ذروة قيام جماعة الإخوان باستغلال الدين في السياسة أتت واتية بعد ثورة الشعب في 25 يناير 2011، واستطاعوا بنفوذهم الديني والسياسي خلال فترة الاضطراب بتاريخ 6 يونيو 2011 بإنشاء حزب سياسي رسمي لهم لأول مرة في تاريخهم أسموه حزب الحرية والعدالة".

وأضاف: "وفي 24 يونيو 2012 ونتيجة استغلال الدين بالسياسة فاز حزب الجماعة الديني السياسي بتولي رئيس الحزب وعضو مكتب الإرشاد محمد مرسي برئاسة مصر، وفي تلك اللحظة استطاعوا أن يحققوا حلمهم بالوصول إلى قمة السلطة والحكم بعد 84 عامًا من تأسيس الجماعة وكانت ولاية السنة التي تولوها كافية أن تقنع الشعب بنهج إرهابهم وعنفهم حتى ثار الشعب في ثورة 30 يونيو 2013".

ويختتم: "وهكذا رأينا التاريخ الدموى لجماعة الإخوان الإرهابية وانتهاجهم العنف التيار والتطرف، واستغلالهم أزمات الشعوب للإضرار بالسلام الاجتماعي والإنساني، واستغلالهم أيضاً خلط الدين بالسياسة منذ العصر الملكي وفي عهود الجمهوريات الأربعة، ويُعد قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي المنبثق من إرادة الشعب بمحق الجماعة الإرهابية قراراً قومياً صائباً قد تأخر 75 عاماً منذ بداية خلطهم الدين بالسياسة بعد نشأتهم بعشر سنوات في عام 1938، وفي ظل الجمهورية الرابعة الحالية في عهد الرئيس السيسي لم تقم لهم قائمة تذكر على الساحة السياسية ولا الدينية التي كانوا يستغلونها ويخلطون فيما بينها لتحقيق أطماعهم في السلطة".

أضف تعليق