تعد الصابئة أحد أقدم الديانات التوحيدية في ال عالم، ويؤمن معتنقي هذه الديانة أن دينهم هو أول الأديان التي تواجدت على ظهر الأرض. حيث تعود في الأصل إلى آدم. وقد ذكر القرآن هذه الديانة في محكم آياته.
و الصابئون يعني مصطلح الصابئة في لسان العرب أتباع دين النبي نوح. ومعنى صبأ في اللغة العربية يُشير إلى الخروج من دين والدخول في دين أخر.
أما صبأ في اللغة المندائية فتعني الغطس في الماء أو التعميد. ويعد التعميد أحد الشعائر الرئيسية في دين الصابئة.
وكشف الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: كان سيدنا يحيي عليه السلام يصبغ المؤمنين به وأتباعه في نهر الأردن، وأتباع يحيي سموا بالصابغين ثم الغين والهمزة قريبة فسموا بالصابئين.
وأضاف جمعة: فالصابغة أو الصابئة هم أتباع يحيي وما زالوا إلي الآن حول نهر الفرات بالعراق ولهم كتاب يدَّعونه طبعوه ؛ الصابئون يؤمنون بالله وهم غير الصابئة الذين يعبدون النجوم وهذه الأشياء ، الصابئون هم الصابغون وهم الذين يتطهرون من أجل العبادة لله رب العالمين.
وجاء في تفسير الإمام ابن كثير لقوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)»: لما بين [ الله ] تعالى حال من خالف أوامره وارتكب زواجره ، وتعدى في فعل ما لا إذن فيه وانتهك المحارم ، وما أحل بهم من النكال ، نبه تعالى على أن من أحسن من الأمم السالفة وأطاع ، فإن له جزاء الحسنى ، وكذلك الأمر إلى قيام الساعة ؛ كل من اتبع الرسول النبي الأمي فله السعادة الأبدية ، ولا خوف عليهم فيما يستقبلونه ، ولا هم يحزنون على ما يتركونه ويخلفونه ، كما قال تعالى : ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) [ يونس : 62 ] وكما تقول الملائكة للمؤمنين عند الاحتضار في قوله : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ) [ فصلت : 30 ] .