نيويورك تايمز: ضربات إسرائيل في إيران و لبنان تزيد من خطر التصعيد

نيويورك تايمز: ضربات إسرائيل في إيران و لبنان تزيد من خطر التصعيدجنوب لبنان

عرب وعالم31-7-2024 | 22:39

رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الأربعاء إن حجم رد الفعل من إيران ووكلائها الإقليميين، على هجمات إسرائيل على كل من الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وأحد كبار قادة حزب الله في بيروت فؤاد شكر؛ يمكن أن يحدد ما إذا كانت المعركة الإقليمية المنخفضة المستوى حاليا ستتحول إلى صراع واسع النطاق.

وقالت الصحيفة في تقرير اليوم إنه خلال ما يقرب من 10 أشهر منذ اندلاع الحرب العنيفة مع حماس في غزة؛ خاضت إسرائيل صراعا موازيا أبطأ مع حلفاء حماس في جميع أنحاء الشرق الأوسط؛ حيث خاطرت جميع الأطراف بتصعيد كبير، لكنها تجنبت - في النهاية - جر المنطقة إلى حرب أكبر متعددة الجبهات؛ لكن الهجومين اللذين استهدفا هنية وشكر؛ يمثلان أحد أكبر التحديات لهذا التوازن منذ بدء القتال في أكتوبر الماضي.

وقالت الصحيفة إن استهداف إسرائيل بشكل متزامن لشخصيتين كبيرتين وفي موقعين "حساسين"؛ اعتُبر تصعيدا استفزازيا؛ ما يجعل المنطقة تتحسب لرد أكبر من إيران ووكلائها الإقليميين؛ بما في ذلك حزب الله والحوثيين في اليمن والميليشيات في العراق. ويمكن أن يحدد حجم رد الفعل هذا ما إذا كانت المعركة الإقليمية المنخفضة المستوى حاليا بين إسرائيل والتحالف الإيراني؛ تتحول إلى صراع شامل.

وقال بعض المحللين إن مقتل هنية جعل أيضا التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة أقل احتمالا في المستقبل القريب. ويأمل الإسرائيليون في أن يساعد مقتل مثل هذا الزعيم المؤثر - في نهاية المطاف - على كسر عزم حماس؛ مما يجعل الحركة أكثر استعدادا لتقديم تنازلات على المدى الطويل. لكن آخرين قالوا إنه من غير المرجح أن تتأثر الحركة بشكل خطير باغتيال هنية.

فعلى الرغم من لقبه كزعيم سياسي لحماس، إلا أن هنية يمكن استبداله، كما يقول جوست هيلترمان مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية. وقال هيلترمان - أيضا - إن " حماس ستتمكن من النجاة.. فلديها الكثير من القادة الآخرين".

وقال محللون أيضا إن كلا من إيران و حزب الله لديهما أسباب للرد بطرق تجعل الحرب الشاملة أقل احتمالا. بالنسبة لإيران، كان الهجوم على أراضيها محرجا، ولكنه لم يكن كارثيا لأنه استهدف ضيفا أجنبيا وليس مسؤولين إيرانيين كبارا، وفقا لأندرياس كريج الخبير في شؤون الشرق الأوسط في كلية كينج بجامعة لندن. وقال كريج "لا أعتقد بالضرورة أن الحسابات الاستراتيجية للإيرانيين قد تغيرت". وأضاف: "سيتعين على إيران الرد بطريقة ما. لكنها لن تكون نقطة تحول".

ويقول مايكل ستيفنز الخبير غير المقيم في شؤون الشرق الأوسط بمعهد أبحاث السياسة الخارجية - وهي منظمة بحثية مقرها فيلادلفيا - إن حزب الله يواجه ضغوطا للرد أكثر من إيران لأن الضربة على بيروت أصابت أحد قادته وليس أحد حلفائه. كما قال ستيفنز "لكن ليس من الواضح بأي حال من الأحوال أن اغتيال هنية في إيران سيغير حسابات حزب الله في لبنان ".

وقال ستيفنز "نحن بحاجة إلى أن نكون واضحين للغاية وحذرين للغاية بشأن الخلط بين المسألتين.. فعلى مدى الأشهر التسعة الماضية، أظهر حزب الله - مرارا وتكرارا - أن ما يحدث ل حماس لا علاقة له بالضرورات الاستراتيجية لحزب الله. وهذا لا يعني أنه لن يكون هناك صراع. أعتقد فقط أن الطريق للوصول إلى ذلك الصراع أكثر تعقيدا مما يبدو".

وتظهر التجارب السابقة أن خفض التصعيد لا يزال ممكنا. ففي يناير الماضي، قتلت ضربات إسرائيلية قياديا بارزا في حماس في معقل حزب الله في بيروت؛ مما أثار مخاوف من أن يقوم حزب الله برد عنيف بشكل خاص نيابة عن حماس. وبعد أيام، اختار حزب الله بدلا من ذلك ما فُسر على أنه رد رمزي إلى حد كبير، حيث أطلق وابلا من الصواريخ على قاعدة للجيش الإسرائيلي تسببت في أضرار طفيفة.

وبعد أن قتلت إسرائيل، العديد من القادة الإيرانيين في سوريا في أبريل الماضي، ردت إيران بوابل كبير من صواريخ كروز والصواريخ الباليستية. وبعد هجوم إسرائيلي مضاد رمزي، اختار الجانبان التراجع عن حافة الهاوية.

وقالت الصحيفة "يمكن أن يوفر اغتيال هنية وشكر؛ مخرجا من الحرب تماما من خلال السماح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بادعاء نصر رمزي؛ مما يمنحه حيزا للتراجع في غزة وربما الموافقة على وقف إطلاق النار".

وأضافت الصحيفة "لكن نتنياهو قد يتجنب القيام بذلك إذا ساوره الاعتقاد بأن الهدنة ستؤدي إلى انهيار حكومته، حيث يعتمد ائتلافه الحاكم على نواب من اليمين المتطرف هددوا بالانسحاب من الائتلاف الحاكم إذا انتهت الحرب دون هزيمة حماس .

أضف تعليق