كثير من الموروثات الاجتماعية السلبية أثرت في ثقافة المجتمع اتجاه الحماة سواء أن كانت ام الزوج أو ام الزوجة حتي رسخ في أذهان الكثيرين أن الحموات قنابل موقوتة تستطيع أن تفسد حياة ابنها او ابنتها
مع العلم أن الحماه هي الام الثانية سواء للزوج أو الزوجة وبخاصة مع احب الناس الى قلبها
فجدران المنزل الذي حمل السكن والمودة والرحمة لماذا تحول الي الاطلال في هذا السياق تحدثنا الدكتورة نشوة حيدة اخصائي صحة نفسية وإرشاد نفسي واسرى
بيت العائلة هنا هو البيت الذى يضم الجد والجده والابناء وزوجات الابناء والاحفاد
وبرغم من اجتماع كل هؤلاء الاجيال من اول الجد والجده لحد الاحفاد واحساس كل هؤلاء بالونس والألفة والترابط وعدم الشعور بالوحده او الانعزال عن الاهل ... الا ان فكره التقاء كل هذه الأسر مع بعضها في بيت واحد واختلاف الاجيال والاعمار والثقافات فيه ... الا انهم ينشآ بينهم صراعات واحقاد وخلافات قد تصل الي الضرب والسب والسحل وبذلك تنهار كل الروابط الاجتماعية الجميلة بينهم بسبب القرب الشديد وبحكم وجودهم في بيت عائلة كبير .
واضافت د. حيدة أن من الصعب ..بل من المستحيل .. ان يشعر كل فرد من افراد هذا البيت بالخصوصية او الحرية او يتخذ قراراته بحرية او انفراد لانه اذا اتخذ اي قرار فردي فسوف يتم اتهامه من باقي افراد الاسرة بالأنانية والانعزالية وانه لا يراعي قواعد الجماعة ولا تقاليدها .
ايضا فكرة بيت العائلة الكبير تقوي شعور الغيرة عند زوجات الابناء لان حياه كل زوجة منهم واضحة امام الجميع وكل خصوصياتها مع زوجها وابنائها معروضة امام باقي افراد الاسرة.
فإذا اشتري احد الابناء لزوجته هدية او لابنائه غارت باقي الزوجات علي انفسهن وابنائهن وطلبت مثله من زوجها وكل زوجة اذا رأت ميزة عند باقي الزوجات ارادت ان تحصل علي نفس الميزة برغم اختلاف ظروفها وظروف زوجها ودخله.
وأوضحت د. حيدة أن من مشاكل العائلة .. ان يسافر الزوج للعمل بالخارج تاركا زوجته وابنائه في بيت العائلة عند والدته ووالده وتكون الام او الحماه هي المسؤلة عن هذه الاسرة وهي المتحكمة في تفاصيل هذا البيت، والاصعب ان يرسل مرتبه او دخله الي والدته لتتولي هي الانفاق منه علي اسرته ..وبذلك تكون الزوجة كالأسيرة عند حماتها ولا تستطيع شراء ماتحبه او ما تراه مناسبا لها او لابنائها.. وتشعر بذلك بعدم الحرية او الاستقالية في حياتها .
هذه الصورة من صور بيوت العائلة ليست بالصورة المريحة ولا بالصورة التي تجعل كل من في البيت يشعر بالخصوصية والحرية والامان .
وأفادت د. حيدة ان من الممكن ان يكون بيت العائلة مقسم الي ادوار وشقق منفصلة ولكل اسرة من الابناء شقة منفصلة تمنحهم الخصوصية او بدور بمفرده ولا يعلم احد عنهم شيئا ، والمصروف للزوجة تدبر به شئون اسرتهاوابنائها ، كما يمكن للزوج ان يخصص جزء من مرتبه او دخله للام والاب في شقتهم دون تدخلهم بأي شكل من الاشكال في شئون ابنائهم المتزوجين او زوجات ابنائهم او احفادهم.
بذلك نكون تمتعنا بمميزات التراحم والترابط والالفة في بيت العائلة بين الاسر كلها وايضا حافظنا علي خصوصية كل اسرة وحرية التصرف واتخاذ القرارات التى تناسبهم وتناسب حياتهم وحياه ابنائهم .
مااجمل بيت العائلة ولكن ايضا مااجمل الشعور بالخصوصية والحرية بين الزوج والزوجة والابناء والاجمل .. الجمع بين الاثنين